ترامب يقترح ميزانية ضخمة للأمن القومي تتجاوز التريليون دولار
في خطوة مثيرة للجدل ستعيد تشكيل ملامح إنفاق الدفاع الأمريكي، ينوي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طلب ميزانية ضخمة وغير مسبوقة للأمن القومي تبلغ 1.01 تريليون دولار للسنة المالية التي ستبدأ في أكتوبر المقبل، وهي زيادة بنسبة 13% عن مخصصات العام الجاري.
وتأتي تلك الميزانية لتترجم طموحات ترامب لتعزيز القدرات العسكرية في الولايات المتحدة لمواجهة ما وصفه ب"القوى الشريرة المتزايدة في العالم".
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وطلب الميزانية المقترب يشمل تمويلًا واسع النطاق لمشاريع الدفاع الحيوية، وعلى رأسها نظام الدفاع الصاروخي المعروف باسم "القبضة الذهبية"، إلى جانب مشروعات بناء السفن الحربية، وتحديث الترسانة النووية.
وتمنح الميزانية المقترحة أولوية بارزة لتأمين الحدود، وهو ملف أثاره ترامب كثيرًا منذ بداية ترشحه للانتخابات. تشمل الميزانية أيضًا زيادة في رواتب العسكريين بنسبة 3.8% لتعزيز الرضا الوظيفي والجاهزية القتالية.
وأشار عدد من المسؤولين في الولايات المتحدة بأن توجه ترامب نحو تعزيز القدرات العسكرية للولايات المتحدة يعيد إلى الأذهان حقبة الرئيس رونالد ريغان الذي تبنى سياسة توسع عسكري كأداة ردع وقوة ضغط دولية.
ورغم هذا التوسع اللافت في الإنفاق، أعلنت إدارة ترامب عن خططها لخفض بعض بنود الميزانية في البنتاجون ضمن مساعيها لخفض التكاليف، وهي الخطة التي يشارك فيها إيلون ماسك والتي أدت في أولى قراراتها إلى فصل عدد كبير من الموظفين في الحكومة الفيدرالية.
اقرأ أيضًا: بعد قرار ترامب.. جوجل تغير اسم خليج المكسيك إلى خليج أمريكا
ميزانية شاملة للأمن القومي
وكشفت صحف أمريكية بأن الميزانية الضخمة للأمن القومي، المقدرة ب1.01 تريليون دولار، لا تقتصر على وزارة الدفاع فحسب، بل تشمل أيضًا التمويل الأمني داخل وزارات ووكالات أخرى مثل وزارة الطاقة، ومكتب التحقيقات الفيدرالي FBI، ومؤسسات فيدرالية أخرى. وهذا الرقم يعادل تقريبًا 3.2% من الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي، وهي نفس النسبة المسجلة في موازنة السنة المالية لعام 2024.
وذكرت التقارير بأنه إذا تم الموافقة على الميزانية، ستتجاوز بشكل واضح الخطة الدفاعية التي قدمها وزير الدفاع في إدارة بايدن، لويد أوستن، والتي دعت إلى إنفاق قدره 926.5 مليار دولار لعام 2026.
وتشير المصادر بأن وزارة الدفاع وحدها طلبت ميزانية قدرها 961 مليار دولار، مقارنة ب848.3 مليار أقرت فعليًا في يناير الماضي. وفي الوقت نفسه، يعتقد أن تحتوي الميزانية على جزب من مبلغ 150 مليار دولار إضافي الذي يحاول الكونغرس ضمه إلى الإنفاق الدفاعي عبر آلية المصالحة، التي تسمح بتمرير التشريعات بأغلبية بسيطة في مجلس الشيوخ.
اقرأ أيضًا: ترامب يعلن عن إنشاء احتياطي استراتيجي من البيتكوين
قلق في الكونغرس بسبب غياب الشفافية
وقد واجهت تلك الميزانية المحتملة انتقادات حادة داخل أروقة الكونغرس، التي اتهمت البنتاغون بعدم تقديم بيانات مالية شفافة. فقد كشف تقرير جديد أصدره مكتب المساءلة الحكومية عن وجود احتيال مالي بقيمة 10.8 مليار دولار داخل وزارة الدفاع بين عامي 2017 و2024، مع تنبيه إلى أن الحجم الكامل للاحتيال غير معروف، وقد يكون أكبر مما تم رصده.
وفي المقابل، حاول وزير الدفاع بيت هيغسيث طمأنة الرأي العام، وأكد في منشورات على منصات التواصل الاجتماعية أنه سيتم التعامل مع الموازنة بمسؤولية تامة، مع تخصيص الإنفاق لتعزيز الجاهزية القتالية.