دراسة: يهود ألمانيا يشعرون بالعزلة والرفض منذ هجوم 7 أكتوبر

  • بواسطة: DWW تاريخ النشر: الأربعاء، 01 أكتوبر 2025 زمن القراءة: 3 دقائق قراءة
مقالات ذات صلة
هل رفض هاشتاج فلسطين؟..قصة الهجوم على صلاح عبد الله وتصدره التريند
لماذا يشعر بعض الناس بالجوع طول الوقت
مريم جميلة: من يهودية إلى مدافعة عن الإسلام

كشفت دراسة حديثة في ألمانيا عن تصاعد مشاعر العزلة لدى اليهود في البلاد منذ الهجوم الإرهابي، الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وأظهرت النتائج أن اليهود غالبًا ما يشعرون بأنهم تُركوا وحدهم، ويواجهون تراجعًا في التضامن الاجتماعي، بل وحتى مظاهر من العداء والتمييز في حياتهم اليومية.

الدراسة، التي دعمتها مفوضية مكافحة التمييز التابعة للحكومة الاتحادية وشملت مقابلة 110 أشخاص يهود على مدى عام، تم عرض تقريرها المرحلي اليوم الثلاثاء (30 سبتمبر/ أيلول 2025) في العاصمة برلين.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

شوستر: نتائج مثيرة ولكنها غير مفاجئة

ومن جهته، قال جوزيف شوستر، رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا، إن نتائج الدراسة "مثيرة ولكنها للأسف غير مفاجئة"، مضيفًا: "منذ الهجوم الإرهابي لحماس، أصبح تهديد معاداة السامية يطبع حياة اليهود هنا في ألمانيا بشكل كبير، سواء في المؤسسات التعليمية أو أماكن العمل أو وسائل النقل العامة".

مظاهر الرفض والبرود الاجتماعي

وأوضحت فريدريكه لورنتس-سينا، إحدى معدّات الدراسة، أن المشاركين وصفوا كيف يواجهون رفضًا للتعاطف وسحبًا للتضامن، بل وحتى برودًا في محيطهم الاجتماعي، وأضافت: "اليهود باتوا يعتبرون مجرد طرح أسئلة عليهم أو إبداء ردود متعاطفة، أحداثًا بالغة الأهمية بالنسبة لهم".

كما رصدت الدراسة مظاهر متعددة للمضايقات، من بينها "تمجيد المجزرة" على وسائل التواصل الاجتماعي، ومواقف عدائية في الحياة اليومية، وحتى خلال زيارات الأطباء الذين يرغبون في الحديث عن حرب غزة.

"الظهور العلني أم الأمان؟"

وقالت مارينا تشيرنيفسكي، المشاركة في إعداد الدراسة، إن العديد من اليهود يشعرون بأنهم عالقون في معضلة لا يمكن حلها، حيث يضطرون للاختيار بين "الظهور العلني والأمان".
وأشارت إلى أن ارتداء رموز دينية مثل نجمة داود قد يشكل خطرًا على سلامتهم.

التمييز في العمل والسكن والتعليم

وأكدت مفوضة شؤون مكافحة التمييز، فيردا أتمان، أن من يعلن عن هويته اليهودية أو الإسرائيلية علنًا، يخاطر بالتعرض للتمييز في العمل، أو يُحرم من الحصول على سكن، أو يُتنمّر عليه في المدرسة، أو يُرفض تقديم الخدمة له في المطاعم. وأضافت أن بعض الأشخاص يعانون من أعراض ضغط نفسي مثل خفقان القلب واضطرابات النوم والإرهاق.

فيليكس كلاين: اليهود باتوا غير مرئيين

ويصل الأمر لدرجة أن بعض اليهود يستخدم أسماء مستعارة لتجنب التعرض للتمييز. وقال فيليكس كلاين، مفوض الحكومة لشؤون مكافحة معاداة السامية، إن غياب التضامن أدى إلى تدهور جودة حياة اليهود، حيث يخفون هويتهم حتى في تفاصيل يومية كطلب سيارة أجرة أو بيتزا. وأضاف أن اليهود باتوا "غير مرئيين"، وأن النظرة إليهم أصبحت أكثر اغترابًا، مما صعّب إيجاد حلفاء حتى بين منظمات كانت سابقًا مناهضة للعنصرية، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الكاثوليكية (ك ن ا).

وأكد كلاين أن دعم الفلسطينيين لا يجب أن يتحول إلى عداء لليهود في ألمانيا، مشيرًا إلى تزايد إنكار حق إسرائيل في الوجود وتصويرها كمشروع استعماري، في مقابل التهوين من شأن حماس.

يذكر أن حركة حماس هي جماعة فلسطينية إسلاموية مسلحة تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.

وأضاف كلاين أن "بناة الجسور" في المجتمع يتناقصون شيئا فشيئا، وأن مشاريع الحوار بين الأديان، حيث يذهب مثلا حاخام وإمام معًا للتدريس في المدارس، تواجه ضغوطًا متزايدة، ما أدى إلى احتراق العديد من جسور التفاهم.

تفاصيل الدراسة

وأُجريت الدراسة من قبل مركز الكفاءة للتربية والبحث النقدي لمعاداة السامية بالتعاون مع جامعة بوتسدام التطبيقية، وشملت مقابلات فردية وجماعية مع 111 يهوديًا تتراوح أعمارهم بين 16 و80 عامًا من مختلف أنحاء ألمانيا، منذ بداية عام 2024.

ص.ش/ع.ج.م د ب أ، ك ن ا