درية شفيق: كيف ساعدت المرأة المصرية في الحصول على حق الانتخاب؟

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 21 سبتمبر 2021
مقالات ذات صلة
منتخب مصر يتنازل عن حقه من أجل صلاح وليفربول
رانيا يوسف: المرأة في المجتمعات العربية مقهورة ومسلوب حقها
المجلس القومي للمرأة يدعم رسالة مسلسل تحت الوصاية: الوصاية من حق الأم

"لن يعطي أحد الحرية للمرأة إلا المرأةَ نفسَها".. هكذا قالت، وكانت مسيرتها انعكاساً صادقاً لمقولتها.. إنها درية شفيق التي ينسب لها الفضل في حصول المرأة المصرية على حق الانتخاب، والترشح في دستور مصر في عام 1956.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

وبينما يحبسنا وباء كورونا في منازلنا اليوم، لعلنا نتذكر امرأة تسبب نضالها في حبسها في منزلها تحت الإقامة الجبرية.

وفي هذا الموضوع، نتعرف على سيرة المناضلة المصرية درية شفيق.

نشأتها

وُلدت درية شفيق في مدينة طنطا في دلتا النيل في عام 1908 م، ودرست في مدرسة البعثة الفرنسية في طنطا، ثم أُرسلت ضمن أول بعثة طالبات من قِبَل وزارة المعارف المصرية للدراسة في جامعة السوربون في باريس، على نفقة الدولة.

دراستها

ثم حصلت على درجة الدكتوراه في الفلسفة في عام 1940 م من جامعة السوربون، وكان موضوع رسالتها "المرأة في الإسلام”.

شاركت في مسابقة ملكة جمال مصر

عادت درية إلى مصر، وسمعت عن مسابقة لاختيار ملكة جمال مصر، والتي اقتصرت المشاركة فيها على الأجنبيات وغير المسلمات، فكانت أول امرأة مسلمة تشارك فيها، رغبة منها في تحدّي الأفكار الراسخة.

زواجها وإنجابها

وخلال دراستها في فرنسا، التقت بـ نور الدين رجائي وتزوّجته، وكان طالب دكتوراه في القانون التجاري، وقد أنجبا بعدها بنتين؛ هما: عزيزة وجيهان.

تم رفض تعيينها في الجامعة لكونها امرأة

عادت درية شفيقة من فرنسا برفقة زوجها، وفوجئت برفض عميد كلية الآداب بجامعة القاهرة تعيينها في الجامعة بسبب كونها امرأة.

وهكذا بدأ صراعها مع القوى الرجعية في مجتمعها، واضطرت لقبول وظيفة مفتشة للغة الفرنسية للمدارس الثانوية.

جمعية بنت النيل

في أواخر الأربعينات، أسست درية جمعية اتحاد بنت النيل التي كانت تنادي بتحرير المرأة، ثم أسست جمعية لمحاربة الأمية والجهل الذي كان متفشياَ بين السيدات في مصر، كما فتحت مدرسة لمحو الأمية في حي بولاق في القاهرة.

دورها الاجتماعي

كما اهتمت أيضاً بخدمة طبقة النساء العاملات، وافتتحت كافيتريا تقدم وجبات ساخنة مدعومة للنساء العاملات، كما افتتحت مكتباً لتشغيل طلبة الجامعة.

المرأة المقاومة

في عام 1951 م، قامت درية بإعداد فرقة شبه عسكرية من النساء المصريات للمقاومة ضد وحدات الجيش البريطاني في قناة السويس، وقد تضمن هذا تدريب النساء على القتال جنباَ إلى جنب مع الرجال، وتدريب ممرضات للميدان.

كما نظمت مظاهرة حاصرت بها بنك باركليز الإنجليزي بالقاهرة، وطالبت بمقاطعته. وقد أدى هذا لمحاكمتها.

دورها الفكري والثقافي

بالإضافة لدورها النضالي، كان لدرية شفيق  العديد من الإسهامات الفكرية والثقافية، حيث أصدرت العديد من المجلات أهمها المرأة الجديدة وبنت النيل، اللتين تُعدان أول مجلتين للمرأة في مصر، حيث هدفت عبرهما إلى إيقاظ وعي المرأة بحقوقها الأساسية ومسؤولياتها.

كما أصدرت للأطفال مجلة الكتكوت الصغير.

قادت مظاهرة لاقتحام البرلمان

في فبراير 1951 م، تزعمت درية مظاهرة ضمت 1500 سيدة، واقتحمت بهن البرلمان للمطالبة بحقوق المرأة، وبعد مظاهرة استمرت أربع ساعات كاملة، اضطر نائب رئيس النواب إلى استقبالها.

لقد كانت هذه اللحظة لحظة تاريخية بالنسبة للحركة النسائية كلها‏.

أول حزب نسائي سياسي

بعد قيام ثورة ‏1952‏، طلبت درية شفيق من الحكومة تحويل‏ الاتحاد‏‏ إلى حزب سياسي، وسجلت نفسها رئيسة له،‏ ليصبح ‏(اتحاد بنت النيل‏)‏ هو أول حزب نسائي سياسي‏ في مصر.

حق التصويت للمرأة

وفي عام 1954 م، احتجت درية شفيق على عدم مشاركة المرأة في لجنة  الدستور، وأضربت عن الطعام هي وزميلات لها لمدة عشرة أيام.

وأخيراً استطاعت أن تحقق هدفها بمنح المرأة المصرية حق التصويت والترشح في الانتخابات العامة لأول مرة في تاريخ مصر الحديث.

الرجل الوحيد في مصر!

في فبراير 1957 م، أضربت درية عن الطعام احتجاجاً على تصفية عبدالناصر للتنظيمات الأهلية، وطالبت باستقالته، وأطلقت عليها إذاعة مونت كارلو لقب (الرجل الوحيد في مصر!)

الإقامة الجبرية

ولكن قوبل موقفها بالتنكيل، فوُضعت درية قيد الإقامة الجبرية في منزلها، ونُفيت من الحياة العامة، كما مُنع اسمها من الظهور في الصحف والمجلات، وبقيت سجينة في منزلها طيلة 18 عاماً تعاني الوحدة والنسيان.

وفاتها

حتى توفيت درية شفيق في العام 1975 م، حين سقطت من شرفة منزلها في الزمالك بالقاهرة.