عائشة عبدالرحمن: مسيرة بنت الشاطئ من تحدي المصاعب إلى العلم

  • تاريخ النشر: السبت، 05 ديسمبر 2020
عائشة عبدالرحمن: مسيرة بنت الشاطئ من تحدي المصاعب إلى العلم

رغم صعوبة تعليم الفتيات وقتها تخطت كل المصاعب؛ لتصبح واحدة من أشهر الرائدات في العالم العربي.. صحفية ومُحاضرة ومفكرة، هي بنت الشاطئ عائشة عبدالرحمن.

عائشة عبدالرحمن: مسيرة بنت الشاطئ من تحدي المصاعب إلى العلم
عائشة عبدالرحمن:

في السادس من نوفمبر عام 1913ولدت عائشة عبدالرحمن، والدها من ريف المنوفية وأبوه من الصعيد وجده الأكبر من الحجاز، أما والدتها فهي من دمياط وهناك عاشت طفولتها وصباها.

كان والدها عالماً أزهرياً وكذلك جدها لأمها، وعلى الرغم من تأثرها الفكري بذلك، فقد مثل عقبة في طريقها، حيث لم تستطع أن تمارس الحياة العامة باسمها وهو ما كان يخالف التقاليد في ذلك الحين، فاضطرت لاستخدام اسم بنت الشاطئ.

بنت الشاطئ:

وتقول عائشة عبدالرحمن، عن ذلك: "ربطتني بهذا الشاطئ عواطف كثيرة وذكريات، فعليه مثلاً غرقت جدتي لأمي وظلت الأسرة تحمل المأساة وتحظر علي الخروج إلى الشاطئ، لكنني كنت مولعة به، فهو ملعب صباي ومدرج طفولتي".

تعليم عائشة عبدالرحمن:

تلقت تعليمها الأول في كُتّاب القرية حفظت القرآن الكريم، أرادت أن تلتحق بالمدرسة لكن والدها عارض الأمر في البداية، حتى أقنعه جدها ﻷمها بأن يسجل اسمها في المدرسة الأولية على أن تدرس في المنزل على يد والدها و زملائه بالمعهد الديني، وهو ما رسخ معرفتها باللغة العربية.
ورغم تسامح والدها وحبه لها، فقد كان متشدداً فيما يخص التقاليد، وهو ما جعله يغضب حين نشر اسمها بين العشرة الأوائل. أما هي فكانت تشعر بالخوف والذنب عندما تقرأ سراُ في علوم أخرى غير العلوم الدينية كما أراد لها الوالد.

أكملت تعليمها من المنزل وحصلت على شهادة الكفاءة للمعلمات عام 1929 وكان ترتيبها  الأولى على القطر المصري، نصحها معلموها أن تحصل على شهادة الثانوية العامة لتنضم إلى الجامعة وألا تكتفي بشهادة المعلمات.

معارضة والدها:

بدأت الدراسة من جديد وحصلت على شهادة الابتدائية والكفاءة ثم "البكالوريا" أي الثانوية العامة من المنزل خلال ثلاث سنوات فقط، لكن والدها عارض الأمر فقررت الالتحاق بجامعة القاهرة مع الاعتذار للأساتذة عن الحضور إلا في دروس قليلة، ووعدهم بالحصول على أعلى الدرجات في المقابل.

تخرجت عائشة عبد الرحمن  في كلية الآداب قسم اللغة العربية عام 1939، ثم نالت الماجستير بمرتبة الشرف الأولى عام 1941.

زواج عائشة عبدالرحمن:

وتزوجت أستاذها الدكتور أمين الخولي عام 1944 والذي شجعها على إكمال دراستها حتى حصلت على الدكتوراه بإشراف ومناقشة من الدكتور طه حسين عام 1950، بدأت عائشة النشر منذ عامها الجامعي الأول، وكانت توقعه باسم مستعار هو "بنت الشاطئ".

التدرج الوظيفي لبنت الشاطئ:

حاضرت عائشة عبد الرحمن بجامعات مختلفة، فشغلت منصب أستاذ للتفسير والدراسات العليا في كلية الشريعة بجامعة القرويين في المغرب، وأستاذ كرسي اللغة العربية وآدابها في جامعة عين شمس بمصر، وأستاذ زائر لجامعات أم درمان والخرطوم، والجزائر، وبيروت، وجامعة الإمارات وكلية التربية للبنات في الرياض، وكانت أول امرأة تحاضر وتدرس في الأزهر الشريف.

وقد تركت بنت الشاطئ أكثر من أربعين كتاباً في الدراسات الفقهية والإسلامية والأدبية والتاريخية، منها التفسير البياني للقرآن الكريم، والقرآن وقضايا الإنسان، وتراجم سيدات بيت النبوة، وتوفيت عائشة عبد الرحمن في 1 ديسمبر 1998 عن عمر ناهز 85 عاماً.