عبقادر والعِوض الذي جاء من السماء

  • بواسطة: Ahmed Khaled تاريخ النشر: منذ ساعة
مقالات ذات صلة
أمل العوضي
ماذا جاء في أول رسالة من البشر إلى الكائنات الفضائية؟
سماء إبراهيم

عبقادر والعِوض الذي جاء من السماء”

عبقادر كان شابًا ذا ملامح هادئة، يتسم بصفات قد تبدو غير مألوفة، لكنه في قلبه كان يحمل الكثير. منذ أن فقد حبّه الأول، روز، كان قد قفل على نفسه باب مشاعره. أحبّها بصدق، وعاش معها لحظات لا تنسى، لكن الحياة كانت تحمل له مفاجآت غير متوقعة. تركته روز، بكل بساطة، لأسباب لا يستطيع هو فهمها، وتركته مع قلب مجروح.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

كان يعتقد، بكل صدق، أن العيب يكمن فيه. هو مختلف عن الآخرين، ويبدو أن هذا الاختلاف جعلهم يبتعدون عنه. لكن بعد فترات من الحزن العميق، بدأ عبقادر يصدق أن هذا هو قدره، وأنه لا مكان لحب أو لاحتواء في قلبه بعد اليوم.

إلا أن الحياة، كما تعودنا، تخبئ لنا المفاجآت التي لا نتوقعها. في إحدى الأيام، التقى عبقادر بشابة تُدعى “أوسة”. كانت أوسة فتاة ذات روح نقية، بعيدة عن التكلف، وحضورها كان مختلفًا. في البداية، كان عبقادر حذرًا في تعامله معها، متوجسًا من أي تطور جديد. لكنه، مع مرور الوقت، اكتشف أن أوسة كانت تستمع له بصدق، ولم تكن تراه إلا كما هو، بكل تفاصيله.

وبعد وقت طويل من الحديث والتعرف، قال لها عبقادر، وهو ينظر في عينيها: “أنا مش زي باقي الناس. عندي عيوب، وليّ في حياتي ما يعكر صفوها.” لكن أوسة، بكل هدوء وطمأنينة، ردّت عليه بكلمات أعادتها إلى نفسه من جديد: “العيب ليس فيك، العيب فيمن لا يرى فيك الجمال الكامن في شخصك. أنت كما أنت، وهذا ما يجعلك مميزًا.”

كانت تلك الكلمات بمثابة ضوء في الظلام. شعور عبقادر بأن الحياة قد قست عليه، وبأن العالم قد تخلى عنه، بدأ يتلاشى تدريجيًا. أدرك أن الاختلاف ليس عيبًا، بل هو ما يعزز تميز الإنسان. لم يعد يشعر أنه بحاجة لتغيير نفسه من أجل قبول الآخرين.

وفي لحظة مفاجئة، وبينما كان عبقادر وأوسة معًا في أحد الأماكن العامة، لاحظ بعض الأشخاص الذين كانوا قد أساؤوا له في الماضي. وعندما حاول أحدهم السخرية منه، ردّت أوسة بكل ثقة: “العيب ليس فيه، بل فيمن لا يعرف قيمته.” كانت كلماتها بمثابة رد قوي على كل ما عانى منه عبقادر طوال حياته.

في تلك اللحظة، شعر عبقادر بشيء جديد. شعور بالسلام الداخلي. هو الآن يعلم أن العوض الحقيقي يأتي من السماء في شكل شخص يراه كما هو، يقبله بعيوبه، ويفهمه بصدق. في النهاية، اكتشف أن الله لا يمنحنا العوض إلا عندما نكون جاهزين لاستقبال الأجمل.

  • المحتوى الذي تستمتع به هنا يمثل رأي المساهم وليس بالضرورة رأي الناشر. يحتفظ الناشر بالحق في عدم نشر المحتوى.

    الكاتب Ahmed Khaled

    مدرس تاريخ يطمح للقمة نعم يحاول كثيراََ   احيانا  ددون جدوى يريد يكون الأمل في الحب كخيار اخير لحبة للدنيا التي يزهدها يحاول كثيراََ من أجلها تحبه كثيراََ وهو الذي يعاني من ميزة خالق نعم ليس عيب يحبها أيضا يريدها ان تكون معه إلى الأبد ليحي محباََف اللهم ما احبه ♥️ 

    هل لديكم شغف للكتابة وتريدون نشر محتواكم على منصة نشر معروفة؟ اضغطوا هنا وسجلوا الآن!

    انضموا إلينا مجاناً!