فضل شهر رمضان الكريم.. وأحكام الصيام والزكاة والصلاة به

  • تاريخ النشر: السبت، 02 مارس 2024
مقالات ذات صلة
أحكام صيام المسافر في شهر رمضان
أسئلة شائكة عن أحكام الصيام في شهر رمضان
فضل صيام الست من شوال وأحكامه

شهر رمضان الكريم هو شهر مبارك وعظيم في الإسلام، فهو شهر الصيام والقيام والقرآن، وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر. وقد أمر الله تعالى المؤمنين بصيامه وأخبرهم بفضائله وحكمته، وقال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [البقرة: 183]. وقال تعالى: { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ } [البقرة: 185].

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

ومن فضائل شهر رمضان أنه شهر العتق من النار، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن لله تعالى عتقاء في كل يوم وليلة، وإن لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة) [رواه الإمام أحمد]. وقال صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) [رواه البخاري ومسلم]. وقال صلى الله عليه وسلم: (من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) [رواه البخاري ومسلم].

ومن أحكام الصيام أنه فريضة على كل مسلم بالغ عاقل قادر على الصيام، ويجب عليه النية من الليل، ويجب عليه الامتناع عن الأكل والشرب والجماع وما يقضي مقامهما من الليل إلى طلوع الفجر، ويجب عليه الحفاظ على الصلاة والزكاة والحج والعمرة وغيرها من الفرائض، ويستحب له الإكثار من القرآن والذكر والدعاء والصدقة والإحسان والإفطار على الفقراء والمساكين والصائمين، وينبغي له أن يجتنب المفسدات من الكذب والغيبة والنميمة والفحش والبذاء والشتم والسب والغضب والعدوان والظلم والبغي والحسد والبخل والكبر والرياء والسمعة وغيرها من الذنوب والمعاصي، وينبغي له أن يتحلى بالصبر والحلم والتوكل والرضا والشكر والخشوع والخضوع والإخلاص والمحبة والتواضع والتسامح والسلامة والصفاء والإنابة والإقبال على الله تعالى بقلب سليم.

ما هي فضائل شهر رمضان؟

فضائل شهر رمضان كثيرة وعظيمة، ومنها: 

  1. أنه شهر الصيام الذي هو ركن من أركان الإسلام، وهو عبادة جليلة تقرب العبد إلى ربه وتزكي نفسه وترفع درجته في الآخرة.
  2. أنه شهر القرآن الذي هو كلام الله تعالى وهداية للناس وبيان للحق والباطل، وفيه تنزل الملائكة والروح بإذن ربهم من كل أمر، وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.
  3. أنه شهر العتق من النار، ففيه يعتق الله تعالى عباده من النار برحمته وفضله، ويجعل لهم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة ومغفرة ورحمة وبركة.
  4. أنه شهر الزكاة والصدقة والإحسان، ففيه يزداد العبد في الإنفاق والتصدق والتواصل مع الأقارب والجيران والفقراء والمساكين والمحتاجين، ويكسب أجرا عظيما وثوابا جزيلا.
  5. أنه شهر الصبر والتقوى والمغفرة، ففيه يتحلى العبد بالصبر على الجوع والعطش والحر والمشقات، ويتقي الله تعالى بالامتثال لأوامره والاجتناب عن نواهيه، ويستغفر الله تعالى من ذنوبه وسيئاته، ويتوب إليه من كل ما يكرهه ويسخطه.

بعض الآيات والأحاديث التي تبين فضائل شهر رمضان: 

  • آية الصيام:

قال الله تعالى في سورة البقرة: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ” (البقرة: 183). هذه الآية تُعلن وجوب صيام شهر رمضان على المسلمين.

  • حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم:

قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه” (رواه البخاري ومسلم). هذا الحديث يُظهر أن الله يغفر للصائمين ذنوبهم.

  • حديث ليلة القدر:

قال النبي صلى الله عليه وسلم: “مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ” (رواه البخاري ومسلم). ليلة القدر هي ليلة خير من ألف شهر، وفيها يُغفر للمؤمنين ذنوبهم.

  • حديث الصدقة والإحسان:

قال النبي صلى الله عليه وسلم: “مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا” (رواه الترمذي). في هذا الشهر، تُفتح أبواب الجنة وتُغلق أبواب النار، وتصفد الشياطين.

  • حديث الصيام والقيام:

قال النبي صلى الله عليه وسلم: “مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ” (رواه البخاري ومسلم). صيام رمضان يُهيئ للمؤمنين الظروف المناسبة للعبادة، والصائم له دعوة مستجابة.

 

ما هي أحكام الصيام في شهر رمضان؟

أحكام الصيام في شهر رمضان هي مجموعة من الأحكام الشرعية التي تنظم صيام المسلمين في هذا الشهر المبارك، وتتعلق بمن يجب عليه الصيام، وما يجوز وما يبطل الصيام، وما يستحب وما يكره في الصيام، وما يجب على الصائم فعله أو تركه، وغير ذلك من المسائل المتعلقة بالصيام.

 بعض النقاط الهامة في أحكام الصيام: 

  • الصيام فرض عين على كل مسلم بالغ عاقل مطيق للصيام، وهو أن يمسك عن الأكل والشرب والجماع وما يقضي مقامهما من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، نيةً لله تعالى.
  • يجب على الصائم النية من الليل، ولا يجزئه النية بعد طلوع الفجر، ويكفيه نية واحدة لصيام شهر رمضان كله، إلا إذا أفطر بعذر شرعي، فعليه أن يجدد النية لليوم الذي يصومه.
  • يجوز للصائم أن يأكل ويشرب ويجامع حتى يتبين له طلوع الفجر، وإذا شك في طلوعه فله أن يأكل ويشرب حتى يستيقن طلوعه، ولا يعمل بالشك، وينبغي له أن يتحرى الهلال ويتبع الرؤية الشرعية.
  • يستحب للصائم أن يتسحر بما يقويه على الصيام، ويتأخر في السحور قدر الإمكان، ويعجل في الفطر متى تحقق غروب الشمس، ويفطر على رطبات أو تمرات أو ماء، ويدعو عند الفطر وأثناء الصيام بما شاء من الدعاء، فإن للصائم عند فطره دعوة مستجابة.
  • يبطل الصيام ما يبطل الوضوء من الحيض والنفاس والجنابة، وما يدخل الجوف من الأكل والشرب والحقن والدخان والمضغ والاستمناء والقيء والحجامة والعلق والبثور، وما يقضي مقام الجماع من اللواط والمساج والقبلة والنظر والمباشرة، وما يخرج من الجوف من الدم والقيح والمادة، والجنون والإغماء والفتور.
  • يجب على من أفطر في رمضان بعذر شرعي من السفر أو المرض أو الحمل أو الرضاعة أو الشيخوخة أو الضعف أو الخوف أو الجهاد أو الإكراه أو الجهل أو النسيان أو الخطأ أن يقضي ما فاته من الصيام بعد رمضان، ويجب على من أفطر في رمضان بغير عذر شرعي من الأكل أو الشرب أو الجماع أو ما يقضي مقامهما أن يقضي ما فاته من الصيام بعد رمضان، ويكفر عن ذلك بإطعام مسكين عن كل يوم أو صيام شهرين متتابعين أو تحرير رقبة مؤمنة.
  • يستحب للصائم أن يحفظ صيامه من المفسدات الظاهرة والباطنة، وأن يزيد من العبادات القولية والفعلية، وأن يقرأ القرآن ويذكر الله ويدعوه ويصلي ويصدق ويحسن ويفطر الصائمين ويصل الرحم ويتوب إلى الله ويتقيه، وينبغي له أن يجتنب الكذب والغيبة والنميمة والفحش والبذاء والشتم والسب والغضب والعدوان والظلم والبغي والحسد والبخل والكبر والرياء والسمعة وغيرها من الذنوب والمعاصي، وينبغي له أن يتحلى بالصبر والحلم والتوكل والرضا والشكر والخشوع والخضوع والإخلاص والمحبة والتواضع والتسامح والسلامة والصفاء والإنابة والإقبال على الله تعالى بقلب سليم.

ما هي الأحكام المتعلقة بالصلاة في شهر رمضان؟

الأحكام المتعلقة بالصلاة في شهر رمضان هي:

  1. الحفاظ على صلاة الفرائض في أوقاتها، ويستحب للرجال أن يصلوا في المساجد جماعة، وللنساء أن يصلين في بيوتهن.
  2. الإكثار من صلاة النوافل، وخاصة صلاة التراويح التي تصلى بعد صلاة العشاء في الليالي الرمضانية، وهي عشرون ركعة، ويستحب أن تختم فيها القرآن.
  3. قيام الليل في العشر الأواخر من رمضان، والاجتهاد في البحث عن ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وتقع في الليالي الوترية من العشر الأواخر.
  4. الحرص على صلاة الوتر، وهي صلاة توتر بها الليل، وتصلى بعد صلاة العشاء أو قبل الفجر، وهي ثلاث ركعات أو خمس أو سبع أو تسع أو أحد عشر.
  5. الاعتكاف في المسجد في العشر الأواخر من رمضان، وهو أن يعزل الإنسان نفسه عن الناس ويقصد العبادة والقرب من الله، ويجب على المعتكف أن يصوم ويصلي ويقرأ القرآن ويذكر الله ويدعوه ويتوب إليه ويتجنب المحرمات والمكروهات.

ما هي الأحكام المتعلقة بالزكاة في شهر رمضان؟

الأحكام المتعلقة بالزكاة في شهر رمضان هي:

- أن الزكاة فريضة على كل مسلم مالك لنصاب من الأموال الزكوية، وهي الذهب والفضة والنقود والتجارة والحبوب والثمار والإبل والبقر والغنم.

- أن الزكاة تؤدى في نهاية الحول الشرعي، وهو مرور سنة هجرية كاملة على ملك النصاب، ويجوز تقديمها قبل ذلك، ويستحب إخراجها في شهر رمضان لفضله وبركته.

- أن الزكاة تخرج بنسبة معينة من كل صنف من الأموال الزكوية، وهي ربع العشر في الذهب والفضة والنقود والتجارة، والعشر في الحبوب والثمار المروية بالماء الطبيعي، ونصف العشر في الحبوب والثمار المروية بالماء المكلف، والزكاة في الإبل والبقر والغنم بحسب جداول خاصة.

- أن الزكاة توزع على ثمانية أصناف من الناس، وهم الفقراء والمساكين والعاملون عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمون وفي سبيل الله وابن السبيل، ولا يجوز إعطاؤها لغيرهم.

- أن الزكاة تستحق الأجر العظيم من الله تعالى، وتزكي النفس والمال وتطهرهما من الدنس والرجس، وتزيد في البركة والنماء، وتقوي الإيمان والتقوى، وتنمي الإحسان والتراحم، وتقضي حاجات المحتاجين وترفع عنهم الهم والغم.