قصة قبل النوم.. كامل الكيلاني سندباد الأطفال

  • بواسطة: Qallwdall تاريخ النشر: الأربعاء، 17 يونيو 2020 | آخر تحديث: الأحد، 31 أكتوبر 2021
مقالات ذات صلة
وفاء الكيلاني
عائشة الكيلاني
محمد الكيلاني

ربما لم تسمع اسم كامل الكيلاني من قبل، لكن بالطبع قد استعان أحد أبويك بقصة السندباد البحري، وألف ليلة وليلة ومصباح علاء الدين وعنقود العنب ليساعدك على النوم، وكل هذه الأعمال إما من تأليف كامل الكيلاني أو أنه بسط لغتها لتناسب الأطفال وتساعدهم على التخيل والإبداع –والنوم بالطبع- ورغم أن الجيل الجديد لا يعرفه، فإن الكيلاني قد حفر شخصيته بشكل بارز في الأدب العربي الحديث، وخلف تراثا من الأعمال الرائعة التي كان لها علامة في التاريخ الأدبي، أول مؤسس لمكتبة الأطفال في مصر، أول من خاطب الأطفال عبر الإذاعة، وهو ما جعله مؤهلا وجديرا بلقب “رائد أدب الأطفال”.

كامل الكيلاني

مرحلة الطفولة

في عام 1897 وفي حي القلعة الشعبي، وبالقرب من جبل المقطم، ولد كامل الكيلاني، وكعادة الجميع في هذا الوقت، فقد نشأ في أجواء مليئة بالأساطير والأغاني، وكان قد اعتاد العزلة منذ صغره، مما أتاح له الفرصة لقراءة واستيعاب وحفظ أكثر من 20 ألف قصيدة من نخبة الشعر العربي، وكباقي أطفال جيله، حفظ الكيلاني القرآن الكريم في الكُتّاب (مرحلة دراسية غير رسمية قبل المدرسة).

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

 

التعليم

تخرج الكيلاني لاحقا من المرحلة الابتدائية والإعدادية ثم المرحلة الثانوية، وانغمس سريعا في دراسة الأدب الإنجليزي وحفظ الشعر الإنجليزي، كما درس اللغة الفرنسية بجانب اللغة الإنجليزية، وتميز فيما بعد بالجامعة المصرية القديمة التي التحق بها، حيث خطط لدراسة الأدب العربي والإنجليزي والفرنسي، وقرر في نفس الوقت الالتحاق بمدرسة “دانتي أليغيوني” لدراسة الأدب الإيطالي، فكان زميلا لرجال مصريين بارزين من أمثال الدكتور زكي مبارك وعبد الوهاب عزام وحسن إبراهيم وغيرهم.

 

الحياة المهنية

كامل الكيلاني

كان الكيلاني يعمل مدرسا للغة الإنجليزية والترجمة في مدرسة إعدادية، ثم عمل فيما بعد بوزارة الأوقاف ليتولى أخيرا منصب “أمين مجلس الأوقاف الأعلى” وذلك عام 1954، وقد عمل في الصحافة والفن في الوقت نفسه، حيث تولى منصب “رئيس نادي الممثلين العصريين” عام 1918، ثم عمل كرئيس تحرير لصحيفة (الرجاء)، والتي تأسست عام 1922، ثم أصبح أمينا لجمعية “الأدب العربي” من عام 1922 إلى عام 1932.

 

الكيلاني المؤثر

كامل الكيلاني

كان الكيلاني متأثرا منذ صغره بعمه الذي عمل على رعايته صغيرا، حيث كان عمه مصدرا غنيا للحكايات والـ”حواديت”، فقد كان راويا جيدا وبارعا في الإلقاء، وكان العم يروي لكامل الصغير العديد من قصص ما قبل النوم.

كان كامل مولعا بقصص الأطفال، وكان يرى البهجة التي تسببها هذه القصص، بل ويؤمن بها، إذ إنه قد عاش هذه البهجة بالفعل، لذا أخذ على عاتقه أن يكتب قصصا للأطفال وأن يتخصص في هذا المجال، فكان اتجاهه واضحا ومحددا نحو أدب الأطفال، وكانت البداية الشيقة لهذه الرحلة في عام 1927 حين كتب الكيلاني قصته الأولى من نوعها ” السندباد البحار” والتي تبعتها مؤلفات عديدة.

 

إسهامات كامل الكيلاني على مدى حياته

كامل الكيلاني

كان الكيلاني يسعى للكتابة منذ صغره، حيث قام بمحاولته الأولى لتحقيق ذلك حين كان طفلا عام 1908م خلال تعليمه الابتدائي، وفي وقت لاحق، قام بترجمة العديد من أعمال الأدب الأندلسي، كما قام بتحقيق “رسالة الغفران” التي كتبها الشاعر العربي الأعمى أبو العلاء المعرّي، وهو ما ليس بالشيء الهين، إذ إن بعض العلماء يؤكدون أن “رسالة الغفران” قد أثرت على “دانتي” في تكوينه للكوميديا ​​الإلهية، كما قام الكيلاني بتوضيح شعر “ابن الرومي” وجعله مبسطا وقريبا لفهم القراء، كما قام أيضا بتأليف الشعر، بل ويرى بعض من المعاصرين أن العديد من رباعياته قد كان لها تأثير قوي في تكوين شعر الشاعر الكبير “عمر الخيام”، وقد نشر العديد من الكتب حول مواضيع مختلفة مثل الأدب والأخلاق والقواعد والنقد والكوميديا والفن، ​وكانت له إسهاماته في الكتابة الدينية أيضا، حيث كتب عن النبي محمد _صلى الله عليه وسلم_ وأصحابه الكرام، و لكنه ركز أكثر على تربية الأطفال، فأسس مدرسة لأدب حكايات الأطفال.

الطريق الصعب والنهاية السعيدة

واجه الكيلاني جميع أنواع العقبات التي يمكن أن تقابل صاحب كل فكرة جديدة في كل زمان ومكان، لكنه استطاع – وبرغم الظروف- أن يمهد الطريق لتأسيس أدب الأطفال، وبالتالي فقد كرمته الدولة في النهاية وحظي بتقدير العديد من الكتاب والشخصيات البارزة من مختلف الدول الغربية والشرقية.

هذا المقال قصة قبل النوم.. كامل الكيلاني سندباد الأطفال ظهر لأول مرة على موقع قل ودل - حيث كل محتوى قيم