قمران صناعيان صغيران قد يمهدان الطريق لبناء مدن في الفضاء

  • تاريخ النشر: منذ 4 أيام

تقنية مبتكرة تمكن الأقمار الصناعية CubeSats من الالتقاء ذاتياً دون تدخل بشري

مقالات ذات صلة
أول قمر صناعي خشبي في العالم ينطلق نحو الفضاء
سبيس إكس تطلق صاروخاً إلى الفضاء على متنه قمر صناعي سري
ماذا سيأكل رواد الفضاء أثناء رحلتهم إلى القمر

تمكنت شركة AVS US، بالتعاون مع جامعتي داكوتا الشمالية وكورنيل، من تحقيق إنجاز علمي وتكنولوجي لافت، تمثل في إطلاق قمرين صناعيين صغيرين من نوع CubeSats إلى مدار الأرض، وذلك في مهمة وصفت بأنها الأولى من نوعها في مجال الفضاء.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

تقنية مبتكرة تمكن الأقمار الصناعية CubeSats من الالتقاء ذاتياً دون تدخل بشري

وبحسب ما ذكرته تقارير علمية، فقد انطلقت الأقمار الصناعية الصغيرة يوم 1 يوليو 2025 على متن صاروخ SpaceX Falcon 9، ضمن مهمة Transporter-14 المخصصة لإطلاق حمولة متعددة من الأقمار الصناعية.

ويؤدي هذان القمران الصناعيان الآن مهمة غير مسبوقة، والتي تتمثل في تحديد موقع كل منهما بشكل مستقل، ثم المناورة والاقتراب والالتحام ببعضهما البعض، وذلك باستخدام إشارات نظام الملاحة العالمي GPS فقط، مع الاكتفاء باتصال لاسلكي أساسي بينهما، ودون الاعتماد على أي كاميرات تصوير أو مقاييس مسافة ليزرية، أو حتى أوامر مباشرة من مركز التحكم الأرضي أثناء العملية.

ويهدف هذا الابتكار إلى تبسيط عمليات المناورة الفضائية بشكل جذري، وخفض التكاليف المرتبطة بمهام صيانة الأقمار الصناعية في الفضاء، مثل إصلاحها، أو تزويدها بالوقود، أو حتى تجميع أجزاء كبيرة منها مباشرة في المدار، وهي عمليات كانت حتى وقت قريب تتطلب تجهيزات معقدة ومكلفة للغاية.

وأوضحت التقارير أن هذا النظام يستخدم بنية هندسية بسيطة لكنها فعالة، والتي تعتمد على 3 مكونات رئيسية، هي: وحدات تحديد المواقع التفاضلية DGPS عالية الدقة، وواجهات الربط المغناطيسية التي توفر الاتصال الفيزيائي بين القمرين، بالإضافة إلى خوارزميات متقدمة للملاحة طورها مهندسو AVS بالتعاون مع باحثين من جامعة كورنيل.

وتعمل هذه العناصر بشكل متكامل لتحقيق الالتقاء الذاتي في المدار دون تدخل بشري مباشر.

ويتواجد القمران حالياً في مدار أرضي منخفض، حيث يخضعان لاختبارات شاملة للتحقق من أداء الأنظمة المختلفة قبل تنفيذ المرحلة الأهم من المهمة، وهي عملية الالتقاء والالتحام المخطط لها قبل نهاية عام 2025.

وفي حال نجاح التجربة، فإن النتائج قد تحدث تغييراً كبيراً في مجالات متعددة، منها برامج وكالة ناسا لإصلاح الأقمار الصناعية وإعادة تزويدها بالوقود، ومشاريع وزارة الدفاع الأمريكية الهادفة إلى تطوير لوجستيات فضائية أكثر صلابة، إضافة إلى تمهيد الطريق لإنشاء بنى ضخمة في الفضاء قد تصل مستقبلاً إلى بناء مستوطنات ومدن فضائية.

ويرى العلماء أن هذه التكنولوجيا تمثل خطوة حاسمة نحو تمكين إصلاح الأقمار الصناعية، وتجميع الهياكل العملاقة ذاتياً في المدار، الأمر الذي قد يكون أساساً لبناء أول مدينة مأهولة في الفضاء في العقود المقبلة.