لماذا أصبحت كلمات المرور نقطة الضعف الأكبر في الشركات؟

  • تاريخ النشر: منذ يوم زمن القراءة: 3 دقائق قراءة

نهاية عصر كلمات المرور: لماذا تتجه الشركات نحو تقنيات الدخول بدون كلمة مرور؟

مقالات ذات صلة
خطوة جديدة من واتسآب: أمان أكبر بدون كلمات مرور معقدة
آبل تنصح مستخدميها بتحديث هواتفهم لمعالجة 39 نقطة ضعف
دروبوكس تغلق خدمة كلمات المرور

تشهد المؤسسات حول العالم تحولاً كبيراً في طريقة تعاملها مع الأمن السيبراني، حيث تتجه نسبة متزايدة من الشركات إلى التخلي عن كلمات المرور التقليدية التي لطالما كانت الطريقة الرئيسية لتأمين الحسابات.

نهاية عصر كلمات المرور: لماذا تتجه الشركات نحو تقنيات الدخول بدون كلمة مرور؟

وأفادت تقارير تقنية بأن هذا التحول لا يعكس فقط تطور الأدوات التكنولوجية، بل يكشف أيضاً عن رغبة متنامية في تجاوز التعقيدات اليومية المرتبطة بعمليات تسجيل الدخول، والتي أصبحت تعد عبئاً إضافياً على الموظفين وإدارات تقنية المعلومات على حد سواء.

ويستند هذا التوجه إلى نتائج استطلاع حديث شمل 200 من كبار مسؤولي أمن المعلومات، حيث أكد 92% منهم بأن شركاتهم قد بدأت بالفعل في تطبيق تقنيات الدخول بلا كلمة مرور، أو أنها تخطط لاعتمادها قريباً.

وهذه القفزة الكبيرة مقارنة بنسبة 70% فقط في عام 2024، تعد مؤشراً واضحاً على أن نموذج الحماية التقليدي لم يعد قادراً على مواكبة التحديات الحالية.

وقالت التقارير إن كلمات المرور لم تعد تقدم مستوى الأمان المطلوب، بل أصبحت تشكل نقطة ضعف رئيسية، سواء من حيث سهولة اختراقها، أو بسبب اعتماد الموظفين على كلمات متكررة أو ضعيفة.

كما أن تجربة المستخدم المرتبطة بها تعد مرهقة، حيث تتطلب عمليات إعادة تعيين مستمرة، وتثير الكثير من المشكلات التقنية.

وفي المقابل، فإن تقنيات المصادقة الحديثة، مثل التعرف على البصمة، ومفاتيح الأمان الفيزيائية، والإشعارات الذكية على الهواتف، تبرز كحلول أكثر قوة وسهولة.

وأوضحت التقارير أن هذه التقنيات تقلل من إمكانية سرقة بيانات الدخول، وفي الوقت نفسه توفر تجربة استخدام أكثر انسيابية، دون الحاجة إلى تذكر كلمات معقدة أو تغييرها بشكل دوري.

وقد بدأت بعض المؤسسات بالفعل في جني ثمار هذه الخطوة، ومن بينها معهد Universal Technical Institute، الذي اعتمد منصة دخول بلا كلمة مرور من مايكروسوفت.

وصرح أدريان ديتراي، نائب الرئيس التنفيذي ورئيسة قسم المعلومات في المعهد، قائلاً إن النتائج ظهرت فوراً تقريباً، حيث إذ سجلت الشركة انخفاضاً ملحوظاً في عدد طلبات إعادة تعيين كلمات المرور، إضافة إلى تراجع كبير في مكالمات الدعم الفني، كما أصبح الموظفون قادرين على بدء يوم العمل بسرعة أكبر دون عراقيل.

ونوه ديتراي إلى أن التأثير لا يتوقف عند الجانب التقني، بل يمتد ليشمل الثقافة التنظيمية، حيث وصف التقنية الجديدة بأنها أكثر إنسانية وأقل تعقيداً، ما يساهم في تحسين مزاج الموظفين ورفع مستوى الإنتاجية.

وفي شركة R Systems International، فإن المدير التقني سريكارا راو، يرى أن التحول نحو أنظمة الدخول الحديثة ليس مجرد مواكبة لموجة تقنية جديدة، بل هو ضرورة لحماية الشركات من التهديدات المتصاعدة.

وتابع قائلاً إن الهجمات التي تعتمد على سرقة بيانات الدخول، أصبحت اليوم من أكثر الهجمات انتشاراً وخطورة، الأمر الذي يجعل التخلص من كلمات المرور خطوة استراتيجية لتعزيز حصانة الشركات ضد الهجمات السيبرانية.

وأضافت التقارير أن خبراء الأمن السيبراني يتوقعون أن كلمات المرور قد تختفي تدريجياً خلال السنوات المقبلة، لتحل محلها أنظمة أكثر ذكاء وسلاسة وأمناً.