لماذا تحول الصراع الجيوسياسي العالمي إلى جزيرة جرينلاند؟

  • تاريخ النشر: منذ ساعة
مقالات ذات صلة
الصراع على أغنى رجل في العالم بين ماسك وبيزوس
ما هي خطوات التحول الرقمي.. كيف تواكب تطور العالم من حولك
بالصور: أقدم وأجمل جزيرة في العالم عربية الأصل..تعرفوا عليها

بدأ تداول اسم جزيرة جرينلاند، أكبر جزيرة في العالم، على الساحة الجيوسياسية في الفترة الأخيرة، وذلك بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رغبت في شراء جزيرة جرينلاند من الدنمارك، في تصريح بدا للوهلة الأولى أنه مجرد "فضفضة"، لكنه في الواقع يعبر عن رؤية استراتيجية مدروسة.

ولم يكتف ترامب فقط بإعلان رغبته شراء الجزيرة، بل صرح بأنه لا يستبعد استخدام القوة العسكرية أو الاقتصادية للاستيلاء عليها، وهو ما يجدد رغبته على أن تستحوذ الولايات المتحدة على هذه الجزيرة.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

ولم تكن الولايات المتحدة وحدها من تسعى للاستفادة من جرينلاند، بل تسعى الصين أيضًا للاستفادة من هذه الجزيرة، ودخلت على خط التنافس بعروض تنفيذ واستثمار مغرية، وسط تصاعد قلق محلي من أن تتحول هذه الأرض إلى ساحة صراع بين الدول الكبرى.

ولكن، ما الذي تضمه جزيرة جرينلاند المعزولة لتشعل منافسة محتدمة بين الدول الكبرى، وعلى رأسها الصين والولايات المتحدة؟

اقرأ أيضًا: الصين تتصدر.. أكثر 10 دول تملك معادن نادرة في العالم

لماذا تحول الصراع الجيوسياسي العالمي إلى جرينلاند؟

تقع جزيرة جرينلاند على أقصر طريق بين أوروبا وأمريكا الشمالية، وموقعها الفريد جعلها ذات أهمية عسكرية، حيث يمكن للولايات المتحدة إذا تمكنت من توسيع وجودها العسكري فيه أن تراقب المياه بين الجزيرة وأيسلندا وبريطانيا، والتي تعد ممرًا لسفن البحرية الروسية والغواصات النووية كذلك.

ولكن، لا تكمن أهمية جرينلاند للولايات المتحدة على الاعتبارات الجيوسياسية فحسب، بل أيضًا في ثرواتها غير المستغلة، والتي في حالة سيطرة إحدى الدول الكبرى عليها، ستضمن لها ثروات ضخمة من المعادن والنفط.

ثروات جزيرة جرينلاند

موقع جرينلاند الفريد جعلها بعيدة على مر العصور من صخب التنمية، وبالتالي منها وفرة في الموارد الطبيعية، والتي تضعه اليوم في قلب سباق عالمي محتدم على الثروات الدفينة.

فتحت الجبال الجليدية، تخبئ الجزير ثروات هائلة من المعادن والنفط والغاز الطبيعي، فوفقًا لتقرير صادر عن رويترز عام 2023، فإن 25 من أصل 34 معدنًا تصنفها المفوضية الأوروبية كمواد خام حيوية قد تم العثور عليها داخل أراضي الجزيرة.

ومن بين الكنوز الأخرى، تبرز معادن بالغة الأهمية لعصر الطاقة المتجددة، ومنها الجرافيت، والليثيوم، التي تستخدم في تصنيع البطاريات، إلى جانب عناصر أرضية نادرة تشكل عمود فقري لصناعة السيارات الكهربائية وتوربينات الرياح.

ولا تقف قائمة مواردها عند هذا الحد، حيث تحتوي على احتياطيات مؤكدة من الذهب والفضة والنحاس والرصاص والزنك، فضلا عن الرخام، وقد أظهرت دراسة حديثة أن التربة تحت سطحها  غنية باليورانيوم والعناصر النادرة.

اقرأ أيضًا: ترامب: يجب أن تمر سفننا في قناتي السويس وبنما مجانًا

اقتصاد هش رغم الثروات

وعلى الرغم من الإمكانات الضخمة التي تمتلكها جزيرة جرينلاند، إلا أن هذه الثروات لا تنعكس على الاقتصاد فيها، الذي يعتبر متواضعًا بالنظر إلى حجم موارده الكامنة.

والسبب لا يعود إلى نقص الموارد بالطبع، بل بسبب قرارات سياسية وقيود بيئية، حيث أقدمت السلطات على حظر عمليات استخراج النفط والغاز الطبيعي للحفاظ على التوازن البيئية، كما تواجه مشروعات التعدين عوائق بيروقراطية ومعارضة مجتمعية من السكان الأصليين، الذي يخافون من تحول الجزيرة إلى ساحة نهب جديدة.

وفي المقابل، يعتمد الاقتصاد في جرينلاند على صيد الأسماك بنسبة كبيرة، حيث يشكل أكثر من 95% من صادراتها، وتبقى الدنمارك، التي تملك السيادة على الجزيرة، المصدر الأساسي للتمويل، حيث تقدم دعم سنوي يقدر بمليار دولار للجزيرة التي يبلغ عدد سكانها نحو 57 ألف نسمة.