ما هو الذكاء الاصطناعي الفائق ASI وكيف يتحقق؟

  • تاريخ النشر: منذ 7 ساعات

الذكاء الاصطناعي الفائق ASI هو نظام برمجي افتراضي يتمتع بقدرات معرفية تفوق قدرات البشر عبر مجموعة واسعة من المجالات والتخصصات. حتى الآن، لا يوجد نظام ASI فعلياً، إذ لا يزال مفهوماً نظرياً فقط.

متى يعتبر الذكاء الاصطناعي فائقاً؟

يعد الذكاء الاصطناعي العادي جزء متزايداً من حياتنا اليومية، حيث نجده في أنظمة، مثل المساعدات الافتراضية، والأنظمة الخبيرة، والسيارات ذاتية القيادة. ومع ذلك، لا تزال تقنيات الذكاء الاصطناعي في مراحلها الأولى من التطوير.

وعلى الرغم من اختلاف الأنظمة في قدراتها، فإن جميع الأنظمة الحالية تصنف على أنها ذكاء اصطناعي ضعيف أو ضيق، حيث تستطيع تنفيذ مهام محددة بكفاءة، وأحياناً تتفوق على البشر فيها، لكنها تظل محصورة في نطاق ضيق.

ولكي يعتبر النظام ذكاء اصطناعياً فائقاً، يجب أن يتجاوز القدرات البشرية في نطاق واسع من المهام، وبمستوى عال للغاية.

نظرياً، فإن هذا النوع من الذكاء سيكون قادراً على الأداء المتفوق في مجالات متعددة، بما في ذلك الإدراك، والذكاء العام، وحل المشكلات، والمهارات الاجتماعية، والإبداع.

نحو تطوير الذكاء الاصطناعي الفائق

يرى العلماء أن الخطوة الأولى نحو تطوير الذكاء الاصطناعي الفائق، تكمن في تحقيق الذكاء الاصطناعي العام AGI، وهو نظام ذكاء اصطناعي يمكنه أداء أي مهمة بشرية بنفس القدرات العقلية للبشر.

ورغم وجود برامج ذكاء اصطناعي تتفوق على البشر في مجالات معينة، فإنه لا يوجد حتى الآن برنامج ذكاء اصطناعي يتفوق على البشر في جميع القدرات الذهنية.

ويهدف الذكاء الاصطناعي الفائق إلى تجاوز القدرات البشرية المعرفية التي تعيقها الحدود الكيميائية والبيولوجية للدماغ البشري. قد يكون لهذا النوع من الذكاء تطبيقات واسعة في مجالات مثل العلوم، والتمويل، والأعمال، والرعاية الصحية، والزراعة، والسياسة.

ومع ذلك، لم يتمكن المطورون والباحثون حتى الآن من إثبات قدرة الذكاء الاصطناعي الفائق، ويشكك العديد من الخبراء في إمكانية تحقيقه يوماً ما، كما أثيرت مخاوف حول احتمال أن يشكل تهديداً للبشرية.

كيفية تحقيق الذكاء الاصطناعي الفائق

يعد إنشاء الذكاء الاصطناعي الفائق موضوعاً نظرياً ومعقداً للغاية. نظراً لعدم تحقيقه بعد، لا يعرف الباحثون بالضبط كيف سيتم بناؤه. ومع ذلك، فإن تطوره يعتمد على الابتكارات المستمرة في تقنيات الذكاء الاصطناعي الحالية، مثل:

  • النماذج اللغوية الضخمة: تستخدم نماذج الذكاء الاصطناعي تقنيات معالجة اللغة الطبيعية NLP لمحاكاة اللغة البشرية. ومن الأمثلة على ذلك: نموذج GPT-4 من أوبن إيه أي، وBERT من جوجل، اللذان يمكنهما تلخيص البيانات النصية، وإجراء محادثات، وإنشاء مقالات، وحتى توليد تصورات بناء على أوامر نصية. سيكون الذكاء الاصطناعي الفائق بحاجة إلى مثل هذه النماذج للتفاعل مع البشر، وإنشاء المحتوى.

  • الذكاء الاصطناعي متعدد الوسائط: تعتمد معظم أنظمة الذكاء الاصطناعي على نوع واحد فقط من البيانات، مثل النصوص أو الصور أو الأصوات. أما الذكاء الاصطناعي متعدد الوسائط، فيدمج بين النصوص، والصور، والكلام، وأنواع بيانات أخرى. على سبيل المثال، يمكن لأنظمة أوبن إيه آي إنشاء صور بناء على الأوامر النصية للمستخدم. وسيحتاج الذكاء الاصطناعي الفائق إلى دمج جميع هذه الأنماط معاً.

  • الشبكات العصبية: هي نوع من البرمجيات المستندة إلى التعلم العميق، وتعمل بطريقة تحاكي عمل الخلايا العصبية في الدماغ البشري. من خلال هذه الشبكات، يأمل الباحثون في تحقيق مستويات الذكاء البشري، ومن ثم تطويرها إلى مستويات أعلى.

  • الخوارزميات التطورية: تستند إلى مبدأ الانتقاء الطبيعي والتطور الدارويني، حيث يتم تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي متعددة، ثم يتم اختيار الأفضل أداء منها لتطوير الجيل التالي. يمكن أن تؤدي هذه العملية إلى تطوير ذكاء اصطناعي فائق من خلال المنافسة المستمرة.

  • البرمجة المدفوعة بالذكاء الاصطناعي:تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي قادرة على توليد الأكواد البرمجية، قد يؤدي إلى دفع الابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي إلى مستويات غير مسبوقة.

  • الاختراعات التي يولدها الذكاء الاصطناعي: من المتوقع أن يقترح الذكاء الاصطناعي الفائق ابتكارات جديدة ومفيدة، مما يعزز قدراته بمرور الوقت.

  • الاندماج والتكامل: حالياً، تعمل العديد من أنظمة الذكاء الاصطناعي بشكل منفصل دون تكامل بينها. ومع ذلك، فإن تحقيق الذكاء الاصطناعي الفائق يتطلب دمج مختلف الأنظمة والقدرات في نظام واحد متكامل.

  • الحوسبة العصبية: تعتمد هذه التقنية على تصميم أجهزة تحاكي بنية الدماغ البشري والاتصالات العصبية. تمتلك هذه الحواسيب قدرة معالجة أعلى من الحواسيب التقليدية، كما يمكنها تخزين ومعالجة البيانات في الخلية العصبية نفسها، مما يحسن من كفاءة الأنظمة الذكية.

  • محاكاة الدماغ البشري بالكامل: يعرف أيضاً بتحميل العقل، ويعتمد على مسح كامل لبنية الدماغ البشري وخريطة الروابط العصبية فيه، بهدف إنشاء نسخة رقمية تحاكي العقل البشري.

  • الزرعات الدماغية والعقول الجماعية: يتمثل هذا النهج في استخدام تقنيات قابلة للارتداء، مثل تلك التي تطورها شركة Neuralink التابعة لإيلون ماسك، حيث يتم زراعة شرائح دماغية داخل الدماغ البشري لتعزيز الوظائف الإدراكية والإبداعية، مما قد يؤدي إلى تحقيق ذكاء اصطناعي فائق من خلال دمجه بالذكاء البشري.

أمثلة على الذكاء الاصطناعي الفائق

لا يزال الذكاء الاصطناعي الفائق مجرد نظرية، لذا لا توجد أمثلة حقيقية على أنظمة فائقة الذكاء حتى الآن. ومع ذلك، فقد قدمت أعمال الخيال العلمي بعض النماذج الافتراضية لأنظمة ذكاء اصطناعي متقدمة، مثل:

  • R2-D2 من فيلم حرب النجوم، وهو روبوت قادر على تنفيذ عمليات تقنية متعددة تتجاوز قدرات البشر.

  • HAL 9000 من فيلم 2001: ملحمة الفضاء للمخرج ستانلي كوبريك، وهو برنامج كمبيوتر يتحكم في وظائف سفينة فضائية بأكملها.

  • J.A.R.V.I.S. من الرجل الحديدي في عالم مارفل، وهو مساعد ذكاء اصطناعي متقدم لتوني ستارك، قادر على فهم اللغة الطبيعية والتواصل، كما يتحكم في بدلة الرجل الحديدي، وأصبح لاحقاً جوهر وعي الأندرويد فيجن.

أما فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي في العالم الحقيقي، فهناك بعض الأنظمة التي قد تشكل أساساً لأنظمة الذكاء الاصطناعي الفائق المستقبلية، مثل:

  • المساعدون الشخصيون المعتمدون على التعرف على الصوت، مثل سيري من آبل، وأليكسا من أمازون.

  • خوارزميات التوصية المعتمدة على التعلم الآلي، مثل تلك التي يستخدمها منصة نتفليكس لاقتراح الأفلام والمسلسلات بناء على سجل المشاهدة والبحث الخاص بالمستخدم.

  • السيارات ذاتية القيادة، مثل تلك التي تنتجها تسلا.

  • أدوات التعلم الآلي المستخدمة في تشخيص الأمراض وعلاجها، والتي تساعد الأطباء في تقديم رعاية صحية أكثر دقة وفعالية.