مصفاة بانياس في طرطوس تعود للعمل بعد انقطاع دام 4 أشهر
بعد انقطاع دام 4 أشهر نتيجة لانقطاع واردات النفط الخام بعد انهيار نظام بشار الأسد، أعلنت الإدارة السورية الجديدة عن إلى عودة العمل في مصفاة بانياس في مدينة طرطوس في سوريا، وهذا الحدث يأتي في سياق التطورات المتسارعة التي يشهدها قطاع الطاقة في سوريا، مع بروز مرحلة جديدة لإعادة الإعمار وتعزيز الاقتصاد السوري.
يُذكر أن مصفاة بانياس تعد واحدة من ركيزتين أساسيتين لقطاع تكرير النفط في البلاد، بجانب مصفاة حمص، التي تقدر طاقتها الإنتاجية بنحو 100 ألف برميل يوميًا. أما بانياس، فتبلغ طاقتها التصميمية نحو 120 ألف برميل يوميًا.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وقد توقفت المصفاة بعد انقطاع إمدادات الخامة، وخاصة من إيران التي كانت المصدر الرئيسي لواردات النفط السوري، بجانب تراجع عمليات الاستكشاف على الأراضي السورية، باستثناء محاولات محدودة وغير مجدية من قبل شركات روسية وإيرانية.
اقرأ أيضًا: من هو عبدالقادر حصرية حاكم البنك المركزي السوري الجديد؟
تأثر قطاع النفط بسبب الحرب
كانت قطاع النفط في سوريا من بين القطاعات الحيوية الفاعلة في الاقتصاد السوري، فوفقًا لبيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، فإن إنتاج سوريا من النفط بلغ نحو 400 ألف برميل يوميًا في الفترة من 2008 إلى 2010، أي قبل اندلاع الحرب السورية بفترة قصيرة.
إلا أن الحر والأزمة الإنسانية التي عانت منها سوريا لسنوات، أثرت بشكل كبير على القطاع، إذ تراجع الإنتاج بشكل كارثي، ووصل إلى 15 ألف برميل يوميًا فقط في عام 2015. وحتى عام 2023 لم يتجاوز الإنتاج 30 ألف برميل يوميًا، وهو ما يعكس حجم الضرر الذي لحق بالقطاع.
وقد قدرت السلطات السورية الجديدة الخسائر التي تكبدها قطاع النفط نتيجة العقوبات المفروضة خلال سنوات الحرب تجاوزت 86 مليار دولار، وهو ما يشكل ضغطًا على البنية التحتية لهذا القطاع.
اقرأ أيضًا: تعرف على سعر الدولار مقابل الليرة السورية في البنوك
الاتجاه نحو تأهيل البنية التحتية للطاقة
ومع إعلان الحكومة السورية الجديدة، بدأ المسؤولون نحو إعادة تأهيل القطاعات المتضررة من الحرب، وأبرزها قطاع البنية التحتية للطاقة، مدفوعة برؤية تهدف إلى رفع الإنتاج وتعزيز الكفاءة.
وقد اتخذت الحكومة الجديدة، التي أطلق عليها اسم "حكومة التغيير والبناء، عدة خطط استراتيجية وخطوات تنظيمية لتنفيذ هذا الهدف، وأرزها دمج وزارات النفط والكهرباء والغاز في كيان واحد تحت اسم "وزارة الطاقة" تحت قيادة المهندس محمد البشير، الذي شغل سابقًا في حكومة تصريف الأعمال التي تسلمت السلطة عقب سقوط النظام السابق.
وقد أوضح البشير أن إعادة افتتاح مصفاة بانياس تم بعد تأمين شحنات جديدة من النفط الخام عبر ناقصات رسمية، وأوضح أن الكميات التي وصلت تكفي للبدء بالإنتاج وفق الخطط الموضوعة. وأكد أن هذه الخطوة تأتي في إطار استراتيجية تهدف إلى تأمين احتياجات المواطنين من المشتقات النفطية.
وفي الوقت نفسه، خضعت المصفاة لأعمال صيانة لرفع قدرتها التشغيلية من 90 إلى 110 آلاف برميل يوميًا، ووفقًا لإبراهي مسلم، مدير مصفاة بانياس، فإن هناك خططاً لإجراء صيانة شاملة للمصفاة نهاية العام الجاري لتعزيز طاقتها الإنتاجية.