وفاة خوسيه موخيكا.. رحيل "أفقر رئيس في العالم"

  • تاريخ النشر: منذ ساعة
مقالات ذات صلة
صور أفقر رئيس في العالم في زيارة لتركيا.. فماذا اختار كوسيلة لتنقله؟
ثري عربي يعرض شراء سيارة أفقر رئيس في العالم بمليون دولار
صحيفة اسبانية تكشف سبب وفاة اللاعب خوسيه أنطونيو رييس

أعلنت السلطات في الأوروغواي، صباح اليوم الأربعاء، وفاة خوسيه موخيكا، الرئيس السابق للبلاد وأحد أبرز رموز الكفاح الثوري والإصلاح الاجتماعي، عن عمر يناهز 89 عامًا، بعد مسيرة سياسية وإنسانية حافلة ألهمت العالم.

وبهذا، يُسدل الستار على حياة الرجل الذي لُقّب بـ"أفقر رئيس في العالم" بسبب أسلوب عيشه المتواضع.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

سبب وفاة خوسيه موخيكا

على الرغم من أن السلطات لم تكشف عن سبب وفاة خوسيه موخيكا بالتفصيل، فإن موخيكا كان قد أعلن في مقابلة صحفية عام 2024 أنه يعاني من مرض السرطان المرئ.

ومع ذلك، ظل محافظًا على روحه المتفائلة ورسائله الملهمة حتى آخر أيامه، حيث كان آخر ظهور له في خريف 2024، للترويج لائتلافه اليساري في الانتخابات الوطنية التي أوصلت مرشحه ياماندو أورسي إلى الرئاسة.

وأعلن الطبيب المعالج للرئيس الأوروغواي السابق خوسيه موخيكا، في سبتمبر 2024، عن القضاء على العديد من بؤر الورم، ولكن في يناير 2025 تم الكشف عن انتشار السرطان في موخيكا، حيث وصل إلى المريء والكبد. 

بعد انتشار السرطان، قرر خوسيه موخيكا عدم الخضوع للمزيد من العلاج، بعد معاناته من مرض مناعي ذاتي ومشكلات طبية أخرى. وقال في تصريحاته الصحفية الأخيرة: "بصراحة، أنا أحتضر، المحارب له الحق في الراحة". 

من هو خوسيه موخيكا؟ ولماذا لُقّب بأفقر رئيس في العالم؟

خوسيه "بيبي" موخيكا، الذي شغل منصب رئيس الأوروغواي بين عامي 2010 و2015، كان رمزًا للتقشف والبساطة. 

رفض الإقامة في القصر الرئاسي، واختار البقاء في منزله الريفي المتواضع بضواحي مونتفيديو، حيث كان يزرع الزهور والخضروات مع زوجته لوسيا توبولانسكي.

عرف عنه رفضه للبروتوكولات الرسمية، وكان يقود سيارة فولكسفاغن "بيتل" قديمة ويأكل في مطاعم عامة إلى جانب الموظفين العاديين، هذا الأسلوب جعله يُلقب بـرئيس الأوروغواي الفقير، وأكسبه احترامًا محليًا وعالميًا.

من هي زوجة خوسيه موخيكا؟

لوسيا توبولانسكي، زوجة خوسيه موخيكا، كانت شريكة دربه في النضال والسياسة. كانت عضوًا سابقًا في مجلس الشيوخ، وتولت منصب نائب رئيس الجمهورية بين عامي 2017 و2020. 

عُرف الزوجان بتواضعهما ونشاطهما السياسي حتى بعد مغادرتهما السلطة.

مسيرته الثورية والسياسية

بدأ موخيكا حياته السياسية كأحد مقاتلي حركة "التوباماروس" اليسارية المسلحة في ستينيات القرن الماضي، حيث تعرض للسجن لمدة 15 عامًا، كثير منها في الحبس الانفرادي، وعُرف بتعرضه لمحاولات اغتيال وجرح خطير.

بعد عودة الديمقراطية إلى الأوروغواي عام 1985، دخل معترك السياسة من جديد، وأصبح وزيرًا للزراعة قبل أن يُنتخب رئيسًا بنسبة 52% من الأصوات.

تميزت فترة حكمه بسلسلة من الإصلاحات التقدمية، منها تقنين زواج المثليين، وحرية الإجهاض، وتشريع بيع الماريجوانا تحت إشراف الدولة.

إشادة إقليمية ودولية

نعت شخصيات بارزة من أمريكا اللاتينية خوسيه موخيكا، وعلى رأسهم رئيس البرازيل لولا دا سيلفا، الذي قال: "لقد دافع عن الديمقراطية كما لم يفعل أحد، ولم يتوقف أبدًا عن المطالبة بالعدالة الاجتماعية وإنهاء التفاوت."

وقال رئيس الأوروغواي الحالي، ياماندو أورسي، في منشور على منصة X: "نعلن ببالغ الحزن وفاة رفيقنا خوسيه موخيكا. شكرًا لكل ما قدمته لشعبك، ولحبك العميق لأمتك."

 رغم الانتقادات التي وُجهت إليه بسبب أسلوبه غير الرسمي وتصريحاته الصادمة أحيانًا، فإن خوسيه موخيكا سيبقى في ذاكرة الشعوب كرمز للنزاهة، والتقشف، والتضحية. 

وقد عبّر عن فلسفته في الحياة بقوله: "الحياة جميلة، لكنها تُهلكك وتسقطك، المهم أن تنهض في كل مرة تسقط فيها، وإن كان في داخلك غضب، حوّله إلى أمل."