الذكاء الاصطناعي يربك المستمعين وأغانيه تغزو المنصات

دراسة: 97% من الجمهور لا يميزون بين الموسيقى البشرية وتلك المنتجة بالذكاء الاصطناعي

  • تاريخ النشر: منذ 17 ساعة زمن القراءة: دقيقتين قراءة
الذكاء الاصطناعي يربك المستمعين وأغانيه تغزو المنصات

أظهرت دراسة حديثة أجرتها منصة البث الموسيقي الفرنسية ديزر، بالتعاون مع مؤسسة الأبحاث العالمية إبسوس، أن التطور السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي بات يثير ارتباكاً واضحاً لدى الجمهور، بعدما وصلت قدرته على إنتاج الموسيقى إلى مستوى يصعب تمييزه عن الإبداع البشري.

دراسة: 97% من الجمهور لا يميزون بين الموسيقى البشرية وتلك المنتجة بالذكاء الاصطناعي

فقد كشفت النتائج أن 97% من المشاركين في التجربة لم يتمكنوا من معرفة ما إذا كانت الأغنية التي يستمعون إليها من تأليف فنان حقيقي، أو من إنتاج خوارزمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي بالكامل.

ولم يتوقف تأثير هذه النتيجة عند حدود الدهشة، حيث أعرب 52% من المشاركين عن شعورهم بعدم الارتياح بسبب عجزهم عن التفريق بين العملين، وهو ما يعكس حالة من القلق المتزايد تجاه طغيان التكنولوجيا على الفن البشري.

ورغم أن موسيقى الذكاء الاصطناعي شهدت تطوراً مذهلاً خلال السنوات الأخيرة، إلا أن الباحثين يشيرون إلى أن جزء من المشكلة يعود إلى الطابع المتكرر الذي أصبح يطغى على كثير من الأغاني التجارية الحديثة.

وهذا الأمر جعل مهمة الخوارزميات في محاكاتها أسهل، خاصة فيما يتعلق بالإيقاعات والخلفيات اللحنية والآلات الموسيقية المكررة.

ومع ذلك، فقد بينت الدراسة أن الجمهور لا ينظر إلى الذكاء الاصطناعي نظرة سلبية مطلقة، حيث إن هناك 46% من المشاركين يرون أن هذه التكنولوجيا قد تساعدهم في اكتشاف موسيقى جديدة لم يكونوا ليصلوا إليها بالطرق التقليدية، بينما أبدى 66% استعدادهم للاستماع إلى أغنية منتجة بالذكاء الاصطناعي بدافع الفضول والتجربة.

لكن هذه النظرة الإيجابية تتبدد سريعاً عندما يشعر الجمهور بأنهم تعرضوا للخداع، حيث يطالب 80% من المستطلعين بوضع إشارة واضحة على أي أغنية أو محتوى موسيقي ناتج عن الذكاء الاصطناعي، كما يريد 72% معرفة ما إذا كانت المنصة توصي لهم بمحتوى تم إنتاجه آلياً قبل الاستماع إليه.

وتزداد حدة الرفض عند مستوى التفاعل، حيث يؤكد 45% أنهم سيقومون بحجب هذا النوع من الأغاني من قوائم التشغيل الخاصة بهم، بينما سيقوم 40% بتجاوزها فور سماع بدايتها دون تردد.

أما فيما يتعلق بتأثير الذكاء الاصطناعي على مستقبل الفنانين، فقد أبدى الجمهور مخاوف كبيرة، حيث يرفض 65% تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على موسيقى محمية بحقوق الملكية، بينما يعتقد 70% أن انتشار موسيقى الذكاء الاصطناعي، يشكل تهديداً حقيقياً لمصدر رزق الفنانين والمبدعين.

وعلى صعيد النجاح التجاري، لم ير سوى 11% من المشاركين أن الأغاني المصنوعة بواسطة الذكاء الاصطناعي، تستحق معاملة مماثلة للأغاني التقليدية على قوائم التصنيف العالمية.

وأفادت ديزر أن نحو 50 ألف أغنية مصنوعة بالكامل بالذكاء الاصطناعي، يتم تحميلها يومياً على منصات البث المختلفة، ما يمثل 34% من إجمالي الإصدارات اليومية، وهي نسبة تعكس حجم التغيير الجذري الذي يشهده قطاع الموسيقى.