• معلومات شخصية

    • الاسم الكامل

      أبو حرزة جرير بن عطية الكلبي اليربوعي التميميّ

    • اسم الشهرة

      جرير بن عطية

    • الفئة

      شاعر

    • اللغة

      العربية

    • مكان وتاريخ الميلاد

      نجد

    • الوفاة

      نجد

    • الجنسية

      المملكة العربية السعودية

    • بلد الإقامة

      المملكة العربية السعودية

السيرة الذاتية

يعد جرير بن عطية أحد أشهر شعراء الهجاء في تاريخ الأدب العربي، وتميز أيضًا في المديح وبرع فيه، وأمضى معظم حياته في الرد على الشعراء، فلم يصمد أمام حدة لسانه إلا قليل من الشعراء، كما برع في الغزل الحسي العفيف، وكان لجرير في كل باب من الشعر أبياتاً سائرة، تعرف على مسيرته وأبرز شعره في السطور التالية.

حياة جرير بن عطية ونشأته

أبو حرزة جرير بن عطية الكلبي اليربوعي التميميّ هو شاعر عربي من قبلية بني كليب بن يربوع من قبيلة بني تميم وهي إحدى قبائل نجد، ولد سنة 650 م، وتقول أغلب الروايات أنه ولد في زمن خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه.

كان لجرير نسب كريم على الرغم من أن والده كان فقيرًا، ولكن جده حذيفة بن بدر كان يملك قطيعًا من الإبل والغنم، وكان ينظم الشعر أيضًا، وكذلك والدته.

تعلم جرير الشعر في سن مبكر على لسان جده حذيفة، ونشأ في العصر الأموي، وفي هذا العصر كثرت فيه الأحزاب، فكان لكل حزب شعراؤه الذين ينظمون الشعر باسمه، وكان جرير عليه أن يتحدث عن شرف وكرامة قبيلته، لذا أفنى عمره في مصارعة الشعراء وهجائهم.

عُرف جرير ببراعته في شعر الهجاء، حتى قيل إنه هزم ثمانين شاعرًا في عصره، ولم يصمد أمام شعره إلا الأخطل والفرزدق.

شعر جرير بن عطية

أصبح شعر جرير شهيرًا جدًا بين الناس، حتى انتشرت مقولة أن جريرًا من الذين "هجوا فوضعوا من قدر من هجوا" مثله مثل بعض شعراء عصره أمثال زهير والأعشي والنابغة وطرفة وغيرهم.

كان لشعر جرير عميق الأثر على الناس، فانتشر شعره على لسان الناس، وجرت أشعاره مجرى الأحاجي، وأصبح شعره في كتب الأخبار والتاريخ وأصبح شعره مقياسًا للإفتاء.

ودليل على ذلك أن الحجاج بن يوسف أمر بقتل سعيد بن جبير تلذي نكث ببيعتين لأمير المؤمنين، وكان مرجع الحجاج بضرب عنق سعيد قول جرير:

يا ربّ ناكث بيعتين تركته            وخضاب لحيته دم الأوداج

كما أعرض الخليفة المنصور عن الزواج بأخت خشام بن عمرو التغلبي بسبب بيت نظمه جرير في بني تغلب قال فيه:

لا تطلبنّ خؤّولة في تغلب            فالزنج أكرم منهم أخوالا

لذا تحول شعر جرير من هجاء إلى منزلة الناقد في تثدير مراتب الشعراء، وشاعت سيرته في الناس وتداولت الأخبار عنه، وأصبحت منزلته من شعراء الإسلام بمنزلة الأعشي من شعراء الجاهلية، حتى إن خصيمه الشاعر الراعي النميري قال فيه "إن الإنس والجن لو اجتمعت ما أغنوا فيه شيئًا".

واتفق علماء الأدب أنه لم يوجد في شعراء الإسلام أبلغ من جرير والفرزدق والأخطل، وفي جرير اجتمع جودة الغزل وجمال اللفظ ولين الأسلوب وتنوع الأغراض، ومال إلى إجادة الفخر وفخامة اللفظ وصلابة الشعر، كما إن لجرير في كل باب من الشعر أبياتًا كثيرة.

شعر الرثاء عند جرير

لم يكن شعر جرير في الهجاء فقط، وإنما شاع شعره في الهجاء، ولكنه كتب ألوانًا مختلفة من الشعر، ومنها الرثاء، ولعل أشهرها ما قاله في رثاء زوجته، الذي يعد من أعظم المراثي العربي:

لولا الحياء لهاجني استــعبارُ                     ولزرت قبركِ والحـبيبُ يزارُ

ولقد نظرتُ وما تمتعُ نظــرةٌ                     في اللحدِ حيث تمكنُ المحفارُ

فجزاكِ ربكِ في عشيركِ نظرةٌ                   وسقي صداك مجلجل مدرارُ

ولَّهتِ قلبي إذ علتني كــــبرةٌ                     وذوو التمائم من بنيك صغارُ

أرعي النجومَ وقد مضـتْ غوريةٌ                 عصبُ النجومِ كأنهنَ صوارُ

نعم القرينُ وكنتِ عــلق مضنةٍ                    واري بنعف بلية ،الأحجـارُ

عمرت مكرمةَ المساكِ وفارقتْ                 ما مسها صلفٌ ولا إقتارُ

في هذه الأبيات يُظهر جرير حزنه على زوجته المتوفاة التي كانت زوجة وفية وصالحة، وتوفيت في وقت قد أصبح فيها متقدمًا في السن، وأصبح مسؤولًا عن تربية أطفاله ورعايتهم.

رثى جرير أيضًا الفرزدق، وقد رثى نفسه حينما رثى خصمه، وحاول أن يقول فيه كلمة حلوة في أواخر عمره، ومما قال:

لتبك عليه الإنس والجن إذ ثـوي                فتي مضر في كل غرب ومشرق

فتي عاش يبني المجد تسعين حجة           وكان إلي الخير والمجـد يرتقـي

المدح عن جرير

أكثر جرير من المديح وخصوصًا في مدح بني أمية، فقد كان ينظم الشعر لرواية مآثار وماكرمهم، وبالغ في مدح الحجاج والأمويين بصفات الشرف وعلو المنزلة والقوة والبطش والسلطة.

ألستم خير من ركب المطايا          وأندي العالمين بطون راح

اتصل الهجاء عند جرير بالفحر، فإذا هجا افتخر، فإذا هجا الأخطل فخر بإسلامه فيقول:

إن الذي حرم المكارم تغلبا           جعل الخلافة والنبوة فينـا

الغزل عند جرير

لم يكن الغزل عند جرير فنًا مستقلًا بنفسه، وإنما مزج بين أسلوب الغزل الجاهلي، وأسلوب الغزل العفيف، فيتغزل في المرأة ثم ينتقل إلى التعبير عما في نفسه من ألم وحرمان ولوعة وشوق:

يا أم عمـرو جـزاك الله مغفـرة                  ردي علـي فـؤادي مثلمـا كانـا

لقد كتمت الهـوي حتـي تهيمنـي                 لا أستطيـع لهـذا الحـب كتمانـا

إن العيون التي في طرفهـا حـور               قتلننا ثـم لـم يحييـن قتلانـا

يصرعن ذا اللب حتي لا حراك به           وهـن أضعـف خلـق الله أركانا

أسلوبه الشعري

تميز أسلوب شعر جرير بن عطية بسهولة الألفاظ وظهر ذلك جليًا في جميع شعره، وهنا اختلف عن خصميه الفرزدق والأخطل اللذان كانا يميلان إلى اختيار الألفاظ الغريبة والخشنة.

تميز شعره كذلك بالحس الموسيقي وأثر على عذوبة الشعر، كما كان يأتي التراكيب السهلة الخالية من التعقيد والالتواء، فكأنك تقرأ نثرًا لا شعرًا.

كان جرير ينساق وراء فطرته الشعرية، ولعل هذا أحد الأسباب التي أدت إلى سهولة شعره، وسلاسة أسلوبه، ولهذا أبدع في أبواب الشعر التي تلائم الرقة والعذوبة كالرثاء والغزل والنسيب.

كذلك كانت حياة جرير البدوية أثرًا هامًا في شعره، وظهر ذلك في جزالة ألفاظه، ولكنه لم يخلص لأثر البادية فقط، بل كان للقرآن الكريم أثرًا كبيرصا في شعره، حيث لطّف من طابع البداوة القاسٍ، ورقة الألفاظ والماعني والأفكار.

لم يكثر جرير من الثور البيانية في شعره، وتطرق إلى أكثر الأغراض الشعرية المعروفة وأجادها، كما جاءت تصويراته متصلة بالبادية وخاصة في غزله حيث العاطفة الصادقة.

لَولا الحَياءُ لَعادَني اِستِعبارُ وَلَزُرتُ قَبرَكِ وَالحَبيبُ يُزارُ