الهجاء في الشّعر العربي (شعر النقائض)

خصائص شعر الهجاء

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الأحد، 27 مارس 2022

لم يكن كوقفةٍ على الأطلال، يبكي بها الشاعر على فراق الأحبة فحسب، كما لم يكن وصفاً لأفعال الأبطال في ساحات الوغى فقط، أو افتخاراً بالأجداد والآباء، إنما كان فناً شعرياً جمع كل ذلك في قصيدةٍ واحدةٍ، مع استخدام أسلوب التهكم من الآخر والحط من قيمته، وهو ما يعرف بالهجاء في الشعر، شعر النقائض، أو قصائد النقائض، نوعٌ شعري ولد في بواكير القصائد العربية في الجاهلية، اشتد عوده في العصر الأموي على يد فحول الشعر، كان أشبه بمباراةٍ شعرية يستعرض بها كل شاعر ملَكته وموهبته الشعرية قاذفاً بشاعر آخر، مستخدماً كل أنواع السخرية والاستهزاء حتى يبلغ هدفه ويحقق ما يصبو إليه.

خصائص شعر النقائض 

تعني المناقضة بالشعر أن يناقض شاعرٌ آخراً، فيأتي بقصيدةٍ مغايرةٍ لما قاله الشاعر الآخر، وشعر النقائض يعني اصطلاحاً أن يتجه شاعرٌ إلى شاعرٍ آخر بقصيدةٍ ما هاجياً أو مفتخراً، فيرد عليه الشاعر الآخر بقصيدةٍ على نفس البحر والروي (الحرف الذي تنتهي به الكلمة في ضرب البيت) والقافية، وتعتبر وحدة البحر الشعري وحرف الروي والقافية بالإضافة إلى وحدة الموضوع الذي تبنى عليه القصيدة، أعمدة أساسية تقوم عليها قصائد النقائض. بقي حرف الروي من الأسس التي لا تتغير في شعر النقائض، حتى كسره كل من الجرير والفرزدق في أشهر نقائضهما، إذ يقول الفرزدق في قصيدة يفتخر بها بنسبه ويهجو جريراً:

إن الذي سمك السماء بنى لنا بيتاً ... دعائُمه أعزُّ وأطولُ

فرد الجرير بقصيدةٍ هجا فيها الفرزدق ونسبه، قائلاً:

لمن الديار كأنها لم تحللِ ... بين الكناس وبين طلح الأعزلِ

ومن الملاحظ في البيتين السابقين اختلاف حرف الروي وهو اللام المضمومة في كلمة أطول بقصيدة الفرزدق، واللام المكسورة في كلمة الأعزل في قصيدة الجرير، بذلك تجاوز الشاعران أحد شروط النقائض وهو وحدة حرف الروي.

والنقائض بشكلها الأعم يغلب عليها تقابل المعاني، وشيوع الهجاء الصريح، وذكر الوعيد، والفخر بالأنساب والأحساب، وتجاوز ذلك إلى التحدي بالقبائل والأنساب. يعود تاريخ شعر النقائض إلى العصر الجاهلي، لكن بداياته لم تكن بشكلٍ ناضج، إذ تبلور شعر النقائض وبلغ أوجه في العصر الأموي، بما شهد من قصائد هجاء بين الأخطل و الفرزدق وجرير.

عوامل ازدهار شعر النقائض

سلك شعراء النقائض طرقاً عدة لنقض المعاني التي يريدها الشاعر الآخر، و تقوم تلك الطرق على إفساد ما يقوله الشاعر الأول، وتكذيبه أو قلب المعنى لصالح الثاني، أو التقليل من أهمية ما يقوله الشاعر الأول، واتبع الشعراء عدة طرق في هذا السبيل، أهمها:

  • القلب، وهو أن يهجو شاعرٌ آخر، فيرد عليه الشاعر الآخر قالباً عليه المعاني، مدعياً أنها من صفات الشاعر الأول، كما حصل بين جرير وغسان ذهيل السليطي، الذي هجا جرير و قومه واصفاً إياهم بالبخل، فقال:

رميت نضالاً عن كليب فقصرت ... حتى عادت صفراً جفيرها

ولا يذبحون الشاة إلا بميسرٍ ... طويل تناجيها صغيرٌ قدورها

فرد عليه جرير قالباً الصفات التي نعته بها غسان بن ذهيل على غسان وقومه، فقال:

ألا ليت شعري عن سليطٍ لم تجد ... سليط سوى غسان جاراً يجيرها

فقد ضمنوا الأحساب صاحب سوءةٍ ... يناجي بها نفساً خبيثٌ ضميرها

  • المقابلة أو الموازاة، هي أن يضع الشاعر الثاني أنواعاً من المفاخرة توازي وتقابل ما ذكره الأول من مفاخر ومثالب، ومثال ذلك القصيدة التي كتبها الأخطل يفضل فيها قبيلة الفرزدق (وكان الأخطل في صف الفرزدق ضد جرير) ويفتخر بفعالها، فقال:

إذا وردت الماء كان لدارمٍ ... جمّاته وسهولة الأعطان

وإذا قذفت أباك في ميزانهم ... رجحوا وشال أبوك في الميزان

فرد عليه الجرير مفتخراً بأبناء عمومته (بني شيبان من بكر)، ومفضلاً إياهم على قبيلة ونسب الأخطل، فقال:

فدعوا الحكومة فلستم من أهلها ... إن الحكومة في بني شيبان

قتلوا كليبكم بلقحة داركم ... يا خزر تغلب لستم بهجان

  • التوجيه، وهو أن تحدث حادثة فيفسرها الشاعران كلٌّ بحسب ما تخدم أهدافه بالفخر أو الهجاء، كما فعل الفرزدق عندما فسر مدح الجرير لقيس بن عليان معتبراً ذلك ضرب من الارتزاق وبيع الأهل والمال، فقال:

أدرسان قيسٍ لا أبالك تشتري ... بأعراض قومٍ هم بناة المكارم

فما أنت من قيس فتسبح دونها ... ولا من تميمٍ من الرؤوس الأعاظم

فرد الجرير معتبراً أن قبيلة قيس كانت أحق بالثناء، فقال:

وإني وقيساً يا ابن قين مجاشعٍ ... كريمٌ أصغى مدحتي للأكارم

وقيس هم الكهف الذي نستعده ... لدفع الأعادي أو لحمل العظائم

أهم شعراء شعر النقائض

على الرغم من أن شعر النقائض ولد في العصر الجاهلي (كما ذكرنا) إلا أنه لم يبلغ أوجه إلا في العصر الأموي، حيث ساعدت الظروف السياسية والاجتماعية على نضوج هذا الفن، إذ كان الخلفاء الأمويون يشجعونه، بغية جعل الناس منشغلة في قصائد النقائض وما تثيره من تحدٍّ ومتعة عن شؤون الحكم. تطور فن النقائض على يد ثلاثة من أعظم شعراء العصر الأموي وهم، الأخطل، جرير، الفرزدق، وشاع بين الناس أن النقائض ولدت في العصر الأموي، لاشتهار نقائض الشعراء الثلاثة.

من هو الجرير؟

هو جرير بن عطية الخطفي التميمي، ٌمن قبيلة كليب (التي هي جزءٌ من قبيلة تميم)، ولد في عهد الخليفة عثمان بن عفان عام 653م، وقضى معظم حياته في بلاط الخلفاء الأمويين بدمشق.

من هو الفرزدق؟

هو همام بن غالب الدرمي، لقب بأبي فراس، ولد عام 641م في كاظمة (حالياً الكويت)، وعاش حياته في البصرة، وهو من قبيلة دارم (التي هي جزءٌ من قبيلة تميم)، برع الفرزدق بشعر الهجاء، وظهرت شاعريته من عمر الخامسة عشرً، أما لقب الفرزدق فقد أطلق عليه، لانتفاخ وجهه وكثرة البثور فيه، وكلمة فرزدق تعني في الفارسية رغيف الخبز المحروق.

من هو الأخطل؟

هو غياث بن غوث، كنّي بأبي مالك أو الأخطل التغلبي نسبةً إلى قبيلة تغلب التي ينتمي إليها، ولد عام 640 م.

جرير يهجو الفرزدق

ساند الأخطل الشاعر الفرزدق في هجاء جرير، وكان ذلك بعد ما سمع ما دار بينهما من مساجلات شعرية، فأعجب بشعر الفرزدق وسانده، واتسمت مقدمات قصائده الهجائية بوصف الخمور والغانيات، ثم كان يبدأ بموضوع الهجاء، وفي قصائده التي هجا فيها جرير سخر من نسبه ومن أبيه، مفتخراً بنسبه وبفعال أجداده وقومه بالمعارك والحروب، بينما اتسمت قصائد النقائض التي كتبها جرير ببدايات طللية (الوقفة على الأطلال والحنين، وهي عادة قديمة اتسم بها الشعر في العصر الجاهلي، ثم كان يبدأ بموضوع قصيدة الهجاء، وفي القصائد التي هجا به الأخطل كان يضمنها استخفافاً واستهتاراً بقبيلة تغلب التي ينتسب إليها الأخطل، فتارةً هم يخافون ساحات الوغى و المعارك، وتارةً أخرى هم ليسوا أهلاً للكرم.

نسب وأمجاد الجرير محض أوهام

هجا الأخطل جريراً، مستهزئاً بنسبه، مستخدماً أسلوب تكذيب ما يقوله الجرير عن أمجاد قومه وعن كرمه، ناسباً ذلك له ولقومه، وذلك في قصيدةٍ من أشهر النقائض بين الشاعرين ويقول فيها:

كذبت عينك أم رأيت بواسط ... غلس الظلام من الرباب خيالا

و إذا وعدنك نائلاْ أخلفنه ... و وجدت عند عداتهن مطالا

فانعق بضأنك يا جرير فإنما ... منتك نفسك في الخلاء ضلالا

منتك نفسك أن تسامي دارماْ ... أو أن توازن حاجباْ و عقالا

و إذا وضعت أباك في ميزانهم ... قفزت حديدته إليك فشالا

كيف رد الجرير

رد الجرير واصفاً الأخطل بأنه شخصٌ جبانٌ، لا يحمي أعراضه عند وقوع الحرب، كما أنها سمة قومه جميعهم، الذين يخشون الحروب ولا تليق بهم المكرمات، فقال:

وَالتَغلِبِيُّ إِذا تَنَحنَحَ لِلقِرى ... حَكَّ اِستَهُ وَتَمَثَّلَ الأَمثالا

أَنَسيتَ يَومَكَ بِالجَزيرَةِ بَعدَما ... كانَت عَواقِبُهُ عَلَيكَ وَبالا

حَمَلَت عَلَيكَ حُماةُ قَيسٍ خَيلَها ... شُعثاً عَوابسَ تَحمِلُ الأَبطالا

ما زِلتَ تَحسِبُ كُلَّ شَيءِ بَعدَهُم ... خَيلاً تَشُدُّ عَلَيكُمُ وَرِجالا

زُفَرُ الرَئيسِ أَبو الهُذَيلِ أَبادَكُم ... فَسَبى النِساءَ وَأَحرَزَ الأَموالا

قالَ الأُخَيطِلُ إِذ رَأى راياتِهِم ... يا مارَ جَرجِسَ لا نُريدُ قِتالا

هَلّا سَأَلتَ غُثاءَ دِجلَةَ عَنكُمُ ... وَالخامِعاتُ تُجَمِّعُ الأَوصالا

تَرَكَ الأُخَيطِلُ أُمَّهُ وَكَأَنَّها ... مَنحاةُ سانِيَةٍ تُديرُ مَحالا

الفرزدق يرد على جرير

كان الجرير يهجو شاعراً يدعى غسان السليطي، وهو من قبيلة الفرزدق، وتعرض مرةً في هجائه لنساء مشاجع (نساء قوم الفرزدق)، فاندفعن إلى الفرزدق يطلبن منه أن يسترد لهم حقهم، ويرد على الجرير بالهجاء، وكان ذلك سبباً رئيسياً للمساجلات الشعرية بينهما، كما كان لنسب الشاعرين ولشاعريتهما دوراً كبيراً في أن يهجو كلٌّ منهما الآخر، فالتقاء الأهداف، والبحث عن الشهرة والجاه لدى الفرزدق والجرير، جعلتهما يحملان عداءً شعرياً تجاه بعضهما، فمن سيثبت أنه أكثر شاعرية بين العرب في تلك الآونة.

وبشكلٍ كبير أن الصيت كان مقسّماً بينهما، وعند الحديث عن شعرهما كان يقال بين العرب: "الجرير يغرف من بحر والفرزدق ينحت في الصخر". ومعنى ذلك أن الجرير كان متفوقاً على الفرزدق بعذوبة شعره ورقة ألفاظه وانسياب اللغة بين يديه بسلاسة وسهولة، بينما كان شعر الفرزدق أكثر جزالةً وصعوبةً من شعر الجرير، وكأنه يصنع كل كلمة بمفردها ويصقلها.

نسب الفرزدق راسخٌ وعريق

في أشهر قصائد الهجاء التي قالها الفرزدق بالجرير، استخدم في مطلعها أسلوب التفاخر بنسبه (كان الفرزدق ذي نسبٍ عريق)، وقال:

إنّ الذي سَمَكَ السّماءَ بَنى لَنَا ... بَيْتاً دَعَائِمُهُ أعَزُّ وَأطْوَلُ

بَيْتاً بَنَاهُ لَنَا المَلِيكُ ومَا بَنى ... حَكَمُ السّمَاءِ فإنّهُ لا يُنْقَلُ

بَيْتاً زُرَارَةُ مُحْتَبٍ بِفِنَائِهِ ... وَمُجاشِعٌ وَأبُو الفَوَارِسِ نَهْشَلُ

قوم جرير لا يملكون قراراً ولا نسباً عميقاً

يكمل الفرزدق قصيدته ساخراً من قوم الجرير، وواصفاً إياهم بأنهم أتباعٌ لا يملكون قراراً، بينما قوم الفرزدق جذورهم ضاربة بالتاريخ لا يمكن هدم إرثهم، فقال:

لا يَحْتَبي بِفِنَاءِ بَيْتِكَ مثْلُهُمْ ... أبداً إذا عُدّ الفَعَالُ الأفْضَلُ

إنّ الزّحَامَ لغَيرِكُمْ فَتَحَيّنُوا ... وِرْدَ العَشِيّ إلَيْهِ يَخْلُو المَنهَلُ

حُلَلُ المُلُوكِ لِبَاسُنَا في أهْلِنَا ... وَالسّابِغَاتِ إلى الوَغَى نَتَسَرْبَلُ

أحْلامُنَا تَزِنُ الجِبَالَ رَزَانَةً ... وَتَخَالُنَا جِنّاً إذا مَا نَجْهَلُ

فادْفَعْ بكَفّكَ، إنْ أرَدْتَ بِنَاءنا ... ثهلان ذا الهضبات هل يتحلحل

ردُّ الجرير سمٌ تجرعه من هجاه

رد الجرير على الفرزدق معتبراً نفسه السم القاتل الذي يتجرعه كلّ من يجرؤ على هجائه، فذكر أنه هزم الأخطل ومرغ أنفه، فقال:

أعددت للشعراء سما ناقعا ... فسقيت آخرهم بكأس الأول

لما وضعت على الفرزدق ميسمي ... وضغا البغيث جدعت أنف الأخطل

نسب وقوم الفرزدق في الحضيض

وأكمل الجرير ساخراً من نسب الفرزدق ومكذباً ما قاله عن نسبه وقومه، فوصفهم بأنهم في منزلة سفلى، متفاخراً بنسبه وفطنة قومه، مصوراً الفرزدق كالذليل الذي يلجأ لمن هو أضعف منه، فقال:

أخزى الذي سمك السماء مجاشعا ... وبنى بناءك في الحضيض الأسفل

ولقد بنيت أخس بيت يبتنى ... فهدمت بيتكم بمثلي يذبل

إني انصببت من السماء عليكم ... حتى اختطفتك يا فرزدق من عل

إني إلى جبل تميم معقلى ... ومحل بيتي في اليفاع الأطول

أحلامنا تزن الجبال رزانةً ... ويفوق جاهلنا فعال الجهّل

كان الفرزدق إذا يعوذ بخاله ... مثل الذليل يعوذ تحت القرمل

رثاء الفرزدق 

على الرغم من اشتداد وقع القصائد الهجائية بين الجرير والفرزدق، والتي استمرت أكثر من أربعين عاماً، إلا أنهما كانا قد تعاهدا بألا يهجو أحدهما الآخر بعد موته، فكان أن وافت المنية الشاعر الفرزدق قبل الجرير، فكان أول بيتٍ قاله الجرير عندما سمع نبأ وفاة الفرزدق:

مات الفرزدق بعد ما جدّعته ... ليت الفرزدق كان عاش قليلا

وكان الجرير أول الشعراء الذين رثوا الفرزدق، حيث قال فيه:

لعمرِي لقد أشجى تميماً وهـداها ... على نكبات الدهرِ موت الفرزدق

عشـية راحـوا للفـراق بنعشـه ... إلى جدث في هوّة الأرض معمق

لقد غادروا في اللحد من كان ينتمي ... إِلى كلّ نجم في السماء محـلق

تفـتّح أبـواب المـلوك لوجـهِه ... بغيـرِ حجاب دونـه أو تمـلّق

لتـبك عليه الأنس والجـنّ إذ ثوى ... فتى مضر في كلّ غرب ومشرق

فمـا مات حتى لم يخـلّف وراءه ... بحـية واد صـولة غير مصـعق

أخيراً.. لم تكن القصائد التي ذكرناها سوى أشهر قصائد النقائض التي تركت ميسماً واضحاً عند أولئك الشعراء أنفسهم، فشعر النقائض الذي ولد في العصر الجاهلي اشتد عوده ونضج في العصر الأموي، فكانت أقوى وأشهر النقائض في العصر الأموي، وهناك الكثير من الشعراء الذين تهاجوا لكن كان أشهرهم الجرير والأخطل والفرزدق.

ومن الشعراء الذين وقفوا في صف الفرزدق وهجو الجرير "الراعي النميري"، فرد الجرير عليه بقصيدةٍ يقال أنها كانت السبب في موت النميري قهراً، لفداحة ما قاله الجرير ولعجز النميري عن الرد بقصيدة مشابهة، ومن أشهر أبيات تلك القصيدة قول الجرير:

لو وزنت حلوم بين نميرٍ ... على الميزان ما وزنت ذبابة

فغض الطرف إنك من نميرٍ ... فلا كعباً بلغت ولا كلابا

مقالات ذات علاقة

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة