• معلومات شخصية

    • الاسم الكامل

      رياض نعسان آغا

    • اسم الشهرة

      رياض نعسان آغا.. المستشار السياسي الذي لم يترك الأدب

    • الفئة

      سياسي

    • اللغة

      اللغة العربية

    • مكان وتاريخ الميلاد

      جمهورية سوريا

    • الوفاة

      14 ديسمبر 2025
      دولة الإمارات العربية المتحدة

    • التعليم

      دكتوراه - جامعة دمشق

    • الجنسية

      سوريا

    • بلد الإقامة

      الإمارات العربية المتحدة

    • سنوات النشاط

      1963 - 2025

السيرة الذاتية

في رحلة امتدت لأكثر من نصف قرن، نسج الدكتور رياض نعسان آغا خيوطاً متشابكة من الإبداع الأدبي والعمل السياسي والإنتاج الإعلامي، ليصبح واحداً من أبرز الوجوه الثقافية في سوريا والعالم العربي.

من قرية صغيرة في إدلب إلى قاعات الوزارة وقصور السفارات، حمل نعسان آغا قلمه ورؤيته الثقافية عبر محطات متعددة، تاركاً إرثاً غزيراً يشمل عشرات الكتب ومئات الساعات التلفزيونية التي أثرت الذاكرة العربية. 

من هو رياض نعسان آغا؟

رياض نعسان آغا مثقف وأديب سوري ولد عام 1947 في مدينة إدلب، وشغل منصب وزير الثقافة السورية بين عامي 2006 و2010. عُرف بتعدد مواهبه وقدرته الفريدة على الجمع بين العمل الأكاديمي والإبداع الأدبي والنشاط السياسي والدبلوماسي. 

قدم للمكتبة العربية عشرات المؤلفات في الأدب والسياسة والفلسفة، كما أنتج مئات الساعات من البرامج التلفزيونية الثقافية التي أثرت الوعي العربي على مدى عقود، تميزت شخصيته بالعمق الفكري والحضور الإعلامي القوي، ما جعله علامة بارزة في المشهد الثقافي السوري والعربي المعاصر.

وفاة رياض نعسان آغا: نهاية رحلة حافلة

أسدل الستار على حياة الدكتور رياض نعسان آغا يوم الأحد 14 ديسمبر 2025، حين فارق الحياة في مدينة دبي بالإمارات العربية المتحدة بعد معاناة مع المرض.

كان نعسان آغا قد اختار دولة الإمارات محطة أخيرة في رحلته، وهي البلاد التي عمل فيها سفيراً لسوريا وشهدت جزءاً مهماً من نشاطه الثقافي والإعلامي، رحل عن 78 عاماً قضاها في خدمة الثقافة العربية، تاركاً فراغاً كبيراً في الساحة الأدبية والفكرية.

النشأة والجذور: من إدلب إلى دمشق

نشأ رياض نعسان آغا في بيئة دينية محافظة بمدينة إدلب شمال غرب سوريا، حيث كان والده الشيخ حكمت نعسان آغا مقرئاً مشهوراً في المنطقة، وكذلك كان جده خالد نعسان آغا،هذه البيئة الدينية المتعلمة أسهمت في تشكيل وعيه المبكر باللغة العربية وعلومها، وغرست فيه حب المعرفة والتحصيل العلمي.

بدأ نعسان آغا تعليمه الأساسي في مدرسة الفتح الأهلية بإدلب، ثم أكمل المرحلة الإعدادية في مدرسة المتنبي بالمدينة ذاتها، كانت هذه السنوات المبكرة بمثابة البذور الأولى لشخصية أدبية ستزهر لاحقاً بأشكال متعددة من الإبداع.

الرحلة الأكاديمية

انتقل الشاب رياض نعسان آغا إلى حلب للالتحاق بدار المعلمين، وهي مؤسسة تربوية عريقة أنجبت العديد من المثقفين السوريين. لم يتوقف طموحه الأكاديمي عند هذا الحد، بل واصل مسيرته التعليمية في العاصمة دمشق، حيث التحق بكلية الآداب في جامعة دمشق وتخرج من قسم الأدب العربي.

لم يكتف نعسان آغا بشهادة البكالوريوس، فتابع دراساته العليا في مجال الفلسفة الإسلامية، وهو الحقل الذي أظهر فيه شغفاً خاصاً. حصل على درجة الماجستير عن رسالته البحثية "المساهمة العربية في عصر النهضة الأوروبية"، وهي دراسة تعكس اهتمامه بدور الحضارة العربية الإسلامية في التأثير على الفكر الأوروبي.

أما ذروة مسيرته الأكاديمية فكانت حصوله على شهادة الدكتوراه من جامعة باكو عن أطروحة بعنوان "الإعلام والعولمة"، وهي دراسة رائدة في وقتها تناولت العلاقة المعقدة بين وسائل الإعلام وظاهرة العولمة.

نُشرت هذه الأطروحة لاحقاً عام 2001 في كتاب حمل عنوان "بين السياسة والإعلام" عن دار الفكر في بيروت، ليصبح مرجعاً مهماً في مجاله.

الموهبة الأدبية المبكرة

لم ينتظر رياض نعسان آغا أن يكبر ليعبر عن موهبته الأدبية، فقد كتب الشعر في سن مبكرة جداً، مظهراً قدرة استثنائية على التعبير الأدبي. كان شغفه بالكلمة يتجاوز مجرد الكتابة الشخصية إلى الرغبة في المشاركة والنشر العام.

في خطوة جريئة لشاب لم يتجاوز العشرين من عمره، أطلق نعسان آغا في مدينته إدلب مجلة "أشبالنا"، وهي تجربة صحفية مبكرة تعكس وعيه بأهمية الإعلام والتواصل مع الجمهور.

لم تكن هذه التجربة وحيدة، فقد أصدر لاحقاً مجلة أخرى حملت اسم "النصر - جيل النصر"، مؤكداً شغفه بالعمل الصحفي والثقافي منذ نعومة أظفاره.

في عام 1972، حقق نعسان آغا إنجازاً أدبياً لافتاً عندما كتب مسرحيته "تراجيديا أوليس" التي شاركت في مهرجان المسرح التجريبي.

لم تكن المشاركة عادية، فقد حصدت المسرحية جائزتين مرموقتين: جائزة أفضل نص مسرحي وجائزة أفضل عرض، في تأكيد مبكر على موهبته الدرامية وقدرته على الكتابة المسرحية الناضجة.

المسيرة المهنية: رحلة متعددة الوجوه

بدأ رياض نعسان آغا حياته المهنية معلماً للأدب العربي في ثانويات إدلب، حيث مارس التدريس بشغف ونقل حبه للغة والأدب إلى أجيال من الطلاب، لكن طموحه لم يقف عند حدود الفصل الدراسي، فانتقل إلى عالم الإعلام المرئي عبر بوابة التلفزيون السوري.

في المؤسسة العامة للتلفزيون السوري، تدرج نعسان آغا في المناصب حتى وصل إلى منصبي مدير البرامج ومدير الإنتاج الدرامي. 

كانت هذه المرحلة محورية في حياته، إذ أتاحت له فرصة الجمع بين خبرته الأدبية ورؤيته الإعلامية، فساهم في إنتاج محتوى تلفزيوني نوعي ترك بصمة واضحة في الذاكرة التلفزيونية السورية والعربية.

الدخول إلى عالم السياسة

في عام 1990، قرر نعسان آغا خوض تجربة جديدة في حياته بالترشح لعضوية مجلس الشعب السوري، ترشح كمستقل في الدورة التشريعية الخامسة، ونجح في الفوز بالمقعد، ما أضاف بعداً سياسياً جديداً إلى شخصيته المتعددة الأوجه.

لم تتوقف مسيرته السياسية عند حدود العضوية البرلمانية، بل تطورت لتشمل مناصب أكثر حساسية وأهمية. عُين مديراً لمكتب الشؤون السياسية في رئاسة الجمهورية، وهو منصب استراتيجي يتطلب وعياً سياسياً عميقاً وقدرة على التعامل مع القضايا الحساسة.

ثم انتقل إلى منصب أكثر رفعة بتعيينه مستشاراً سياسياً للرئيس الراحل حافظ الأسد، وهو المنصب الذي شغله حتى عام 2000، أي حتى وفاة الرئيس الأسد.

المحطة الدبلوماسية

فتحت الخبرة السياسية والثقافية التي اكتسبها نعسان آغا أمامه أبواب العمل الدبلوماسي، عُين سفيراً لسوريا في سلطنة عُمان، حيث أقام علاقات ثقافية وسياسية متينة مع المسؤولين العُمانيين، وحظي بتقدير كبير انعكس في حصوله على وسام النعمان من السلطان قابوس بن سعيد، وهو أحد أرفع الأوسمة العُمانية.

انتقل بعد ذلك إلى دولة الإمارات العربية المتحدة ليشغل منصب سفير سوريا لديها. واصل في الإمارات نشاطه الثقافي والدبلوماسي بفعالية، وحصل على وسام الاستحقاق من رئيس الدولة تقديراً لجهوده في تعزيز العلاقات بين البلدين. 

كانت الإمارات محطة مهمة في حياته، ليس فقط على المستوى الدبلوماسي، بل أيضاً على صعيد الإنتاج الثقافي والإعلامي، حيث أنجز العديد من أعماله التلفزيونية هناك.

وزير الثقافة السورية

في عام 2006، توجت مسيرة رياض نعسان آغا المهنية بتعيينه وزيراً للثقافة في الحكومة السورية، شغل هذا المنصب الرفيع لمدة أربع سنوات حتى عام 2010.

وسعى خلالها إلى دعم الحركة الثقافية والفنية في سوريا، وتعزيز دور المؤسسات الثقافية، والانفتاح على التجارب الثقافية العربية والعالمية، كانت فترة توليه الوزارة امتداداً طبيعياً لمسيرته الثقافية الطويلة، وفرصة لتطبيق رؤيته الثقافية على مستوى وطني.

الإنتاج الفكري والأدبي

أصدر رياض نعسان آغا عشرات الكتب في مجالات متنوعة، شملت السياسة والأدب والفلسفة والفنون، تميزت كتاباته بالعمق الفكري والأسلوب السلس، وعكست اهتماماته الواسعة وثقافته الموسوعية. 

من أبرز مؤلفاته كتاب "بين السياسة والإعلام" الذي صدر عن دار الفكر في بيروت عام 2001، وهو تطوير لأطروحة الدكتوراه التي قدمها، وقد أصبح مرجعاً مهماً في دراسة العلاقة بين الإعلام والعولمة.

أصدر أيضاً سلسلة من الكتب التي تحمل عنواناً مشتركاً "بين السياسة و..."، حيث تناول في كل كتاب علاقة السياسة بحقل معرفي أو إبداعي مختلف. 

من هذه السلسلة: "بين السياسة والثقافة"، "بين السياسة والأدب"، و"بين السياسة والفنون". 

كما كتب "العرب وتحديات القرن العشرين" الذي قدم فيه قراءة نقدية للتحديات التي واجهت العالم العربي، و"القمة وقضايا الأمة" الذي تناول القضايا الكبرى للأمة العربية.

أدب السيرة والذاكرة

إلى جانب الكتابات السياسية والفكرية، أبدع نعسان آغا في أدب السيرة والذاكرة كتب "من طيوب الذاكرة" الذي صدر في مصر، و"سارح في الزمان" الذي صدر في سوريا، و"سارح في المكان" الذي صدر أيضاً في مصر.

 هذه الكتب تعكس بعداً إنسانياً وعاطفياً في شخصيته، وتقدم شهادة حية على تجاربه ومشاهداته عبر السنين.

كتب أيضاً "من أريج الشام"، وهو كتاب يحتفي بدمشق وسوريا من منظور ثقافي وعاطفي.

وفي سلطنة عُمان، أصدر كتاب "مسقط أصالة ومعاصرة" الذي وثق فيه تجربته في السلطنة وعكس إعجابه بالتجربة العُمانية في التحديث مع الحفاظ على الأصالة.

الإبداع التلفزيوني: مئات الساعات من المعرفة

شكّل رياض نعسان آغا علامة فارقة في البرامج التلفزيونية الثقافية العربية. 

قدم سلسلة "شعراء العربية" التي امتدت لثلاث عشرة حلقة، وأنتجها فارس العطار وأخرجها بسام الملا، تناول فيها سير كبار شعراء العربية وأعمالهم، مقدماً محتوى تعليمياً رفيع المستوى.

أعقبها بسلسلة "الشعر والشعراء" التي امتدت لست عشرة حلقة، وضمت نخبة من نجوم الدراما السورية مثل منى واصف وأسعد فضة وسليم كلاس وعدنان بركات، كانت السلسلة مزيجاً بين التعليم والترفيه، حيث قدمت الشعر العربي بأسلوب درامي جذاب.

قدم أيضاً "ديوان الحماسة" الذي امتد لثلاث عشرة حلقة من إنتاج التلفزيون السوري وإخراج فواز كيلارجي، وشارك فيه الفنان ياسر العظمة، تلاه "ملاعب القوافي" بخمس عشرة حلقة، شاركت فيها منى واصف وعبد الرحمن آل رشي ويوسف حنا وسليم كلاس وفاديا خطاب.

كما قدم "أعلام من الأدب المعاصر" بخمس عشرة حلقة من إنتاج التلفزيون السوري.

البرامج التاريخية الكبرى

تميز نعسان آغا بإنتاج برامج تاريخية ضخمة، أبرزها "سيرة الفتوحات" التي امتدت لثلاثين ساعة تلفزيونية، من إنتاج خلدون المالح وإخراج بسام الملا وهيثم الزرزوري. 

تناولت السلسلة الفتوحات الإسلامية بأسلوب وثائقي درامي، كما قدم "أعلام من التاريخ" بخمس عشرة حلقة من إنتاج التلفزيون السوري وإخراج خليل سطاس.

مائة عام من الإبداع": المشروع الثقافي الأضخم

يُعد برنامج "مائة عام من الإبداع" المشروع الثقافي الأضخم في مسيرة رياض نعسان آغا التلفزيونية. امتد البرنامج لمئة وثلاثين ساعة تلفزيونية، من إنتاج مؤسسة الخليج للأعمال الفنية في دبي وإخراج هيثم الزرزوري. 

استعرض البرنامج قرناً كاملاً من الإبداع العربي في مختلف المجالات، مقدماً محتوى موسوعياً نادراً.

قدم نعسان آغا "دوحة المعرفة" بالاشتراك مع الدكتور رضوان الداية، من إنتاج مؤسسة العين في أبوظبي، وشاركت فيه سلمى المصري ونادين وعباس النوري. امتد لخمس عشرة ساعة وقدم محتوى معرفياً غنياً.

كما قدم "حوار مع الفنون" الذي امتد لخمسين ساعة تلفزيونية من إنتاج مركز دبي للإنتاج الفني، و"وجهة نظر" بعشرين حلقة من إنتاج مؤسسة الخليج للأعمال الفنية في دبي.

برامج المنوعات الثقافية

أنتج نعسان آغا عشرات برامج المنوعات الثقافية، منها "ليالي عربية" بأربعين ساعة، و"سمار الليالي" بخمس وأربعين ساعة، و"بقعة ضوء" بخمس وثلاثين ساعة، و"قضايا وشهود" بثمان وعشرين ساعة، و"شهود العصر" بست عشرة ساعة، كل هذه البرامج كانت من إنتاج مؤسسات خليجية متعددة وأخرجها في معظمها هيثم الزرزوري.

قدم أيضاً برامج مثل "حروف مضيئة" بثلاثين حلقة، و"تنويعات على نغم واحد" باثنتين وعشرين ساعة، و"عناوين" بست عشرة ساعة، و"أبجد هوز" بثلاثين ساعة، و"تجارب في الميزان" بثلاثين ساعة.

المسلسلات الدرامية التعليمية

ساهم نعسان آغا في إنتاج مسلسلات درامية ذات طابع تعليمي، أبرزها "أمهات الكتب" الذي امتد لثلاثين ساعة من إنتاج أوسكار في القاهرة وإخراج محمد الشريف، وشارك فيه عدد كبير من نجوم التمثيل في مصر. أعقبه بسلسلة ثانية بعنوان "المكتبة العربية المرئية".

كما أنتج "سجايا عربية" بسبع عشرة ساعة من إنتاج فيديو سين في القاهرة وإخراج محمود البكري، شارك فيه أيضاً نخبة من النجوم المصريين.

لم يقتصر إبداع نعسان آغا على التلفزيون، بل امتد إلى الإذاعة حيث كتب وأنتج العديد من المسلسلات والبرامج، من أبرزها مسلسل "الأبرياء" بثلاثين حلقة، بطولة منى واصف وسليم كلاس وإخراج نذير عقيل. 

وقدم "احتمالات" بمئة واثنتين وثلاثين حلقة تم بثها في عدة إذاعات عربية، ثم أنتج جزءاً ثانياً من "احتمالات" بتسعين حلقة لصالح إذاعة سلطنة عُمان.

أنتج أيضاً سلسلة "الأدب المقاتل" بخمسين حلقة للإذاعة السورية، و"في دائرة الضوء" بخمسين حلقة أيضاً. 

وكتب سباعيات درامية عن شعراء كبار مثل "زهير بن أبي سلمى" و"المرقش الأكبر" بإخراج نذير عقيل، إضافة إلى سباعية "حكايات من تشرين" بإخراج محمد عنقا.

التكريمات والتقدير الأكاديمي

حظي رياض نعسان آغا بتقدير واسع على المستويين الرسمي والأكاديمي، حصل على وسام النعمان من سلطان عُمان الراحل قابوس بن سعيد، وهو من أرفع الأوسمة العُمانية.

 كما نال وسام الاستحقاق من رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة تقديراً لإسهاماته الثقافية والدبلوماسية.

على الصعيد الأكاديمي، منحته جامعة روما درجة دكتوراه فخرية تقديراً لإنجازاته الفكرية والثقافية. كما أشرف على رسالتي دكتوراه في الأكاديمية العسكرية السورية، ما يعكس اعترافاً بعمقه الأكاديمي وقدرته على الإشراف العلمي.

ألقى نعسان آغا محاضرات في العديد من الجامعات العربية، حيث شارك خبراته ورؤاه مع أجيال من الطلاب والباحثين، تاركاً أثراً في تكوينهم الفكري والثقافي.

أهم الأعمال

  • وزير الثقافة السوري

  • عضو مجلس الشعب السوري

  • دبلوماسي

  • كاتب سيناريو