ريما الشامخ

كان ظهور الإعلامية السعودية ريما الشامخ على التلفزيون السعودي فرصة هامة للإعلاميات السعوديات، فقد فتحت بعملها باب التغطية الميدانية أمام السعوديات، فضلًا عن كونها من أوائل الإعلاميات المهتمات بالشأن السياسي.

حققت الشامخ شهرة كبيرة في الوسط الإعلامي السعودي، ليس فقط بسبب مهنيتها ومسيرتها الإعلامية الحافلة، ولكن أيضًا بسبب وعكتها الصحية التي شغلت الرأي العام، تعرف على مسيرتها الإعلامية وحياتها في السطور التالية.

حياة ريما الشامخ ونشأتها

ريما حامد مطر الشامخ هي إعلامية سعودية ولدت عام 1975 في المملكة العربية السعودية، وتأتي من أسرة نجدية تنحدر من محافظة القريات، حيث يعود أصلها إلى فخذ المصاليخ من قبيلة عنزة، وهي قبيلة عدنانية مسكنها في نجد والحجاز وشمال الجزيرة العربية.

درست الشامخ في مدينة جدة حتى المرحلة الجامعية، وتخرجت في جامعة الملك عبد العزيز عام 1997، وبعدها اتجهت للعمل الصحافي بعد التخرج.

عملت في البداية كمحررة أخبار في صحيفة الاقتصاد، وبعدها انتقلت للإعلام المرئي في قناة الإخبارية الفضائية، وشارك كذلك في دور قصير في مسلسل تلفزيوني سعودي شهير.

زواجها

ريما الشامخ متزوجة من الإعلامي السعودي محمد التونسي، ولديها منه ولدان، وهو يشغل منصب المدير العام لمجموعة MBC في المملكة العربية السعودية.

بدأ زوجها حياته العملية كمحرر في صحيفة الجزيرة، وشغل عدة مناصب منها مستشار إعلامي لوزير البترول، ومدير للعلاقات العامة والإعلام في وزارة البترول.

شغل زوجها أيضًا منصب رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط، كما تولى رئاسة تحرير صحيفة إيلاف الإلكترونية، ورئاسة تحرير صحيفة عكاظ، وشغل منصب مدير عام قناة الإخبارية السعودية، بالإضافة إلى مناصب أخرى.

قابلت ريما زوجها الإعلامي محمد التونسي للمرة الأول حينما كان يعمل في صحيفة "الاقتصادية" حيث أتت إلى مكتبه عن طريق الخطأ، وكانت تبحث عن وظيفة في مجال المحاسبة.

أخبرها التونسي حينها أنه لا تتوفر أمامه إلا وظائف في مجال الصحافة فقط، فأعربت عن استعدادها للتعلم والعمل في مجال الصحافة، وكانت هذه بداية تعارفهما، وبداية حياتها العملية في مجال الصحافة أيضًا، ثم اتجهت إلى الإعلام المرئي بعد ذلك.

تولى زوجها بعد ذلك منصب مدير قناة "الإخبارية" بتكليف من وزير الإعلام آنذاك "إياد مدني" وكانت ريما تعمل مذيعة في القناة، لذا طلب التونسي نقل زوجته ريما إلى قناة أخرى لأنه لا يستطيع أن يعمل مع زوجته في مكان واحد.

ولكن وزير الإعلام رد عليه قائلًا إن هذا من أهم تحدياته، أن يدير القناة وفيها زوجته. وقد كشف التونسي مرة أن ريما قدمت شكوى ضده في التلفزيون لأنه غيّر بعض الضيوف الذين كانت قد أحضرتهم لأحد البرامج.

مشوارها المهني

بدأت ريما الشامخ مشوارها المهني في مجال الصحافة، حيث عملت كمحررة أخبار في صحيفة "الاقتصادية" وعلى الرغم من قلة خبرتها ولكنها لفتت الأنظار بمهارتها الصحفية وقدرتها على التعلم بسرعة.

لذا انتقلت ريما سريعًا إلى الإعلام المرئي، وعملت مذيعة في قناة الإخبارة الفضائية وهي القناة التلفزيونية السعودية الرابعة التابعة للتلفزيون السعودي الحكومي.

عملت ريما كمقدمة نشرات أخبار، وبعدها تمكنت من تقديم برنامج خاص بها حمل اسم "برسم الصحافة" وهو برنامج اجتماعي يتطرق إلى أبرز قضايا المجتمع السعودي.

سطع نجم الشامخ إبان تغطية الأحداث الإرهابية التي وقعت في السعودية، لذا تعد من الإعلاميات اللاتي فتحن الباب للنساء السعوديات للعمل في التغطية الإخبارية.

بالإضافة إلى ذلك قدمت ريما برنامجًا وثائقيًا بعنوان "دائرة الظلام" وهو البرنامج الذي اهتم برصد هذه العمليات الإرهابية. وأصبحت ريما بعد ذلك أشهر مذيعة تلفزيونية في القناة بعد فترة قصيرة من عملها في برنامجها الخاص.

ظهرت ريما كذلك في المسلسل السعودي "أبو شلاخ البرمائي" في دور المذيعة الإخبارية، حيث قدمت النشرة الإخبارية للتعليق على الأحداث السياسية والاجتماعية.

سقوط ريما الشامخ على الهواء

سقط الإعلامية ريما وفقدت الوعي بشكل مفاجئ في أثناء تقديمها لبرنامج على الهواء بقناة الإخبارية الفضائية واستضافتها للسفير البريطاني في الرياض شيرارد كوبر كولز الذي أنهى فترة عمله بالمملكة، وذلك في عام 2007.

وبعدها نقلت الشامخ على الفور إلى مدينة الملك فهد الطبية حيث أكد الأطباء تعرضها لجلطة في الدماغ، وأكد زوجها التونسي أنها قبل التصوير كانت بصحة جيدة ولم يظهر عليها علامة تعب.

فقبل البرنامج كانت قد قضت إجازة في البحرين مع عائلتها لمدة يومين، وبدت متحمسة كعادتها نحو الحلقة القادمة، ولكن بعد أول 10 دقائق من الحلقة بدأت تشعر بدوخة مفاجئة وطلبت من أحد الأشخاص في الاستوديو حبوب مسكنة.

ولم تمض ثوان حتى فقدت التركيز ولم تتمكن من اختيار الكلمات المناسبة لإتمام الحوار، وحينها شعر المسؤول أنها تتعرض فعلًا لوعكة صحية، وطلب قطع البث، وبعد ثوان من قطع البث لم تتمالك ريما نفسها وسقطت على الفور.

تلقت ريما الإسعافات الأولية في مدينة الملك فهد الطبية، وكان الكل يعتقد أن هذا نتيجة الجهد اليومي الكبير الذي تبذله في عملها. وتفاجئ الأطباء بإصابتها بجلطة في الدماغ، وحقنوها بالكثير من مسيلات الدم لمساعدتها في الخروج من حالتها الحرجة.

أشرف على علاجها رئيس قسم العلوم العصبية الدكتور محمد يماني، والدكتور فهمي السناني استشاري الجلطات بمركز العلوم العصبية، وعددًا من الأطباء.

وقالت مصادر مقربة من الإعلامية أنها كانت تتحمل ضغوطًا نفسية كبيرة خلال الشهور الأخيرة بسبب حملات استهدفتها داخل القناة في إطار الغيرة المهنية من نجاحها السريع، وذلك بسبب تولي زوجها إدارة القناة.

حيث تم اتهامها بأن زوجها وراء نجاحها على حساب الآخرين، ولكنها ردت على ذلك في حوار مع جريدة الشرق الأوسط عام 2006 بقولها إنها بدأت العمل في التلفزيون بشكل مستقل ولمدة 3 أعوام، ولم يتول زوجها إدارة القناة إلا قبل 4 أشهر فقط.

بعد وعكتها الصحية توقفت ريما عن العمل الإعلامي واختفت تمامًا، وفي عام 2019 وفي لفتة وفاء من زوجها محمد التونسي أهدى تكريمه في مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني إليها.