غانم الصالح.. نجم الدراما الخليجية وأبرز نجوم الكويت

تعتبر مسيرة الفنان الكويتي الراحل غانم الصالح مسيرة ذهبية ساهم فيها في رسم ملامح الفن في المنطقة، حيث قدم أعمالًا فنية بين التلفزيون والسينما والمسرح والإذاعة، واشتهر بتقديم أدوار متنوعة بين الكوميديا والتراجيديا، لذا كانت مسيرته علامة فارقة في تاريخ التمثيل في الخليج، وحضوره كان مهمًا في الحركة المسرحية الكويتية، في السطور التالية تعرف على مسيرته الفنية وحياته.

من هو غانم الصالح؟

غانم صالح الغوينم هو فنان كويتي ولد في عام 1943 في منطقة صيهد العوازم في مدينة الكويت، وهو واحد من أشهر نجوم التمثيل في الكويت والخليج، ورائد من رواد المسرح الكويتي.

يعد غانم من الجيل الذهبي للنجوم في الكويت، حيث شارك مع نجوم كبار، منهم حياة الفهد وعبدالحسين عبدالرضا وغيرهم، وقدم عشرات الأعمال الفنية المميزة التي تنوعت بين التلفزيون والسينما والمسرح والإذاعة.

تنقل الصالح خلال مسيرته بين التراجيديا والكوميديا، ونجح في رسم الابتسامة على وجوه الجمهور الكويتي والعربي، وقد كان له دور بارز في تأسيس المسرح الكويتي، حيث شارك في مسرحيات تعد حاليًا من كلاسيكيات المسرح الخليجي.

حقق غانم الصالح الشعبية والانتشار الأكبر من خلال التلفزيون، فقد لمع نجمه في أعمال تلفزيونية لا تزال محفورة في الذاكرة الخليجية، وقد تمتع بقدرة فريدة على تقمص الشخصيات بصدق شديد.

نشأته وتعليمه

ولد الفنان غانم الصالح في مدينة الكويت، ونشأ في منطقة صيهد العوازم القريبة من قصر السيف العامر، وقد ولد لعائلة تعود أصولها إلى مدينة الإحساء بالسعودية.

نشأ الصالح في عائلة تعمل في الصيد، فقد كان والده بحارًا يعمل في البحر 3 أو 4 أشهر، قد  عش في بيت العائلة الذي يجمع بين الأعمام وزوجاتهم وأولادهم في بيئة كانت متواضعة وبسيطة، ولكنها كانت سعيدة.

في طفولته، شارك الغانم في العديد من النشاطات المدرسية، مثل الكشافة والأشبال والتمثيل والإذاعة، وقد درس أولًا في مدرسة المرقاب عام 1949، وشارك فيها في عدة مسرحيات، أولها مسرحية "سيدنا علي بن أبي طالب".

انتقل بعدها إلى مدرسة المباركية في سوق التجار، وكان من بين زملائه في المدرسة الفنان عبدالحسين عبدالرضا وعبدالوهاب سلطان، وقدموا معًا مسرحيات مختلفة. انتقل غانم الصالح فيما بعد إلى مدرسة حولي المتوسطة، وفيها بدأت تظهر ميوله بالعمل في الفن.

قرر الفنان صالح الغانم ترك الدراسة عام 1959، لتبدأ مسيرته المهنية، فقد عمل سكرتيرًا في محكمة الاستئناف والقضايا، وكان أجره في ذلك الوقت 900 روبية.

زوجته وأطفاله

تزوج الفنان غانم الصالح زواجًا تقليديًا من قريبته، التي كانت تبلغ من العمر 13 عامًا، بينما كان هو يبلغ من العمر 18 عامًا، وتم الزواج عام 1960، وقد رزق من زوجته ب5 أبناء، وهم صلاح وطلال وصفاء، وإقبال وبسام، وجميعهم لم يدخلوا مجال الفن.

وعن علاقته بزوجته، تحدث الفنان الراحل أن زوجته من النوع الغيور.

فرصته الفنية الأولى

خلال عمل كسرتير في المحكمة، أعلنت دائرة شؤون العمل في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل عام 1961 عن  تأسيس فرقة المسرح العربي من إشراف المسرحي المصري البارز الفنان زكي طليمات.

شعر غانم الصالح أن هذا الإعلان هو فرصته لدخول مجال الفن، وهو المجال الذي حلم أن يعمل به منذ طفولته، وبالفعل، تقدم إلى المسرح، وتم اختياره مع 100 شاب آخرين من بين 400 متقدم.

قدم الصالح أول عمل مسرحي مع فرقة المسرح العربي، وهي مسرحية "صقر قريش" من إخراج زكي طليمات، وشارك في المسرحية مريم الصالح، وعبدالوهاب سلطان، وعبدالحسين عبدالرضا ونجوم آخرين، وكان أول أجر تقاضاه 38 دينارًا عن دوره في المسرحية.

مسرحيات  غانم الصالح

بدأ الفنان غانم الصالح مسيرته الفنية من خلال المسرح، وقد شارك مع فرقة المسرح العربي في عشرات المسرحيات المتنوعة، والتي كان الكثير منها من إخراج زكي طليمات.

ومن بين مسرحياته المميزة مسرحية "ابن جلا"، و"استارثوني وأنا حي"، و"مضحك الخليفة"، و"عشت وشفت"، و"اغنم زمانك"، و"الكويت سنة 2000"، و"حط حيلهم بينهم"، و"القاضي راضي"، و"حط الطير طار الطير"، و"مطلوب زوج حالًا"، وعيلة بو صعرورة"، و"عالم نساء ورجال"، و"إمبراطور يبحث عن وظيفة"، وغيرها من المسرحيات.

من بين محطاته البارزة في المسرح مشاركته في مسرحية "علي جناح التبريزي وتابعه قفه"، والتي عرضت عام 1975، وشاركت في مهرجان دمشق للفنون المسرحية، وحصلت على جائزة أفضل عرض مسرحي، وتم تقديم المسرحية في تونس والمغرب والقاهرة.

وخلال مسيرته المسرحية، وتعاون غانم الصالح مع عدد من نجوم الفن، ومنهم عبدالحسين عبدالرضا وحياة الفهد،وكان له تجربة مميزة مع الثنائي سعد الفرج وعبد الأمير التركي في مسرحيات متنوعة، منها "بيت بوصالح"، و"مضارب بني نفط"، و"ممثل الشعب"، وغيرها.

النجومية من خلال التلفزيون

على الرغم من مسيرته المميزة في المسرح، لم يتمكن الفنان الراحل غانم الصالح من تحقيق جماهيرية كبيرة إلا ن خلال التلفزيون، فقد كانت المسلسلات هي مفتاح شهرته الحقيقية، وذلك رغم بصماته الجليلة في المسرح

كانت أول تجربة تلفزيونية له عام 1961 من خلال تمثيلية "إذا فات الفوت ما ينفع الصوت"، وبعدها توالت عروضه التلفزيونية، ومنها "القلب الكبير"، و"أمثال شعبية". قدم غانم العديد من الأدوار المميزة في التلفزيون، ولعل أبرزها دوره في مسلسل "الغرباء".

وفي التلفزيون، تعاون الفنان الصالح مع النجمتين سعاد عبدالله وحياة الفهد في أعمال مميزة، ومنها خالتي قماشة، وخرج ولم يعد، والانحلاء، وعيال قرية، وأبو الفلوس، وحصاد العمر، وغيرها من الأعمال.

تجربة سينمائية وإذاعية

وبجانب التلفزيون والمسرح، كان للفنان الراحل غانم الصالح تجارب مميزة في السينما والمسرح، وإن كانت أقل. في الإذاعة، كانت له عدة أعمال درامية منوعة، منها مسلسل "جسر المحبة" الذي عرض خلال فترة الغزو العراقي على الكويت.

أما في السينما، فقد كانت له تجربتين فقط، الأولى عام 1974 في فيلم "أوراق الخريف" من إنتاج تلفزيون الكويت، والثانية في فيلم "الفخ" الذي عرض عام 1983

.

جوائز وتكريمات

حصل الفنان الراحل غانم الصالح خلال مسيرته الفنية على العديد من الجوائز وشهادات التقديرًا تقديرًا لإسهاماته المتميزة في مجال الفن في الكويت والخليج. في عام 1969، حصل على شهادة إعلام من محطة بي بي سي البريطانية.

حصل كذلك على درع من عدد من المسرحيات والمهرجانات، منها المسرح العربي، ومهرجان القاهرة، ومهرجان الخليج. حصل على شهادة تقدير من قناة سما دبي وتلفزيون دبي.

مرض غانم الصالح ووفاته

عانى الفنان غانم الصالح من مرض سرطان الرئة، وانتقل للعلاج في لندن، إلا أنه رحل عن عالمنا في 19 أكتوبر عام 2010 عن عمر 67 عامًا في أحد مستشفيات لندن بعد صراع مع المرض.

بعد وفاته، تم تنظيم حفل تأبين له في شهر نوفمبر، وخلال الحفل، غنى الفنان سليمان الياسين قصيدة شعرة من تأليف الشاعر عبداللطيف البناي والتي جاءت في رثاء الفنان الراحل، وجاء فيها:

عمر النخل ما عطش

واليوم هو عطشان

والورد كله ذبل من فارق الساقي

غانم وغانم رحل عنا بلا استئذان

ولما تروح الروح بالروح وش باقي

راح الأبو والعم والفن والفنان

وان كان باقي فن في عمره الباقي