يعد الملحن الأمريكي البارز فرانك زابا من الفنانين المشهورين في الولايات المتحدة وعُرف بغرابته وغزارة إنتاجه الفني، واشتهر بموهبته الفريدة واحترافيته سواء في العزف على الغيتار أو في التأليف والتلحين، في السطور التالية تعرف على مسيرته الفنية وحياته.
كان فرانك فنسنت زابا هو موسيقار ومغني وملحن وكاتب أغاني وقائدة فرقة موسيقية أمريكي ولد في 21 ديسمبر عام 1940 في بالتيمور في ولاية ماريلاند في الولايات المتحدة الأمريكية، ووالدته من أصل إيطالي وفرنسي، ووالده كان مهاجرًا من بارتينيكوا في جزيرة صقلية الإيطالية وهو من أصول يونانية وعربية.
نشأ فرانك في أسرة كبيرة فهو الابن الأكبر بين أربعة أطفال، وكان يتحدث الإيطالية وعاش متنقلًا بسبب عمل والده حيث عمل والده في منشأة الحرب الكيميائية التي يديرها الجيش الأمريكي.
بسبب قرب منزله من الترسانة التي فيها غاز الخردل فكان يتم الاحتفاظ بأقنعة الغاز في المنزل، وكانت لهذه النشأة تأثير عميق على عمله.
عانى فرانك منذ طفولته بأمراض مختلفة، حيث عانى من الربو وأوجاع الأذن ومشاكل في الجيوب الأنفية، وكان يُعالج بالراديوم لذا يعتقد أن أمراض طفولته ربما كانت بسبب تعرضه لغاز الخردل.
انتقلت العائلة إلى مونتيري في ولاية كاليفورنيا حيث كان والده يُدرس علم المعادن في المدرسة العليا البحرية، وبعدها انتقلوا إلى كليرمونت ثم استقروا في النهاية في سان دييغو.
بدأ اهتمام فرانك بالموسيقى في المدرسة، حيث انضم إلى أول فرقة له في مدرسة سان دييغو كعازف درامز، كما اشترى له والديه فونوغراف فطور فهتمامه بالموسيقى، وفي سن الثانية عشر حصل على كمين طبل وبدأ في تعلم أساسيات الإيقاع الأوركسترالي.
بعد ذلك بدأ اهتمامه العميق بالموسيقى الكلاسيكية، كما أحب الموسيقى الكلاسيكية الإيطالية بشكل خاص التي كان يستمع إليها أجداده، وشجعته والدته في اهتماماته الموسيقية على الرغم من أنها كانت تكره نوع الموسيقى التي كان يحبها زابا.
في المدرسة الثانوية التقى بصديقه جون جلين فلي الذي أثرا على بعضمها البعض لاحقًا، وفي الوقت نفسه كان فرانك يعزف الطبول في فرقة محلية اسمها The Blackouts.
بمرور الوقت نما اهتمام فرانك بالغيتار وفي عام 1957 حصل على أول آلة موسيقية له فطور أسلوبًا انتقائيًا مبتكرًا وشخصيًا للغاية، وتأثر بالملحن المصري حليم الضبع، وبمرور الوقت ازدهر اهتمامه بالتأليف.
وبحلول سنته الأخيرة في المدرسة كان زابا يكتب ويؤلف المقطوعات الموسيقية، وبعدها غادر للعيش في شقة صغيرة في لوس أنجلوس والتقى بكاي شيرمان خلال دراسته القصيرة بالتأليف الموسيقي.
حاول فرانك زابا كسب لقمة عيشه كومسيقي وملحن وعزف في حفلات مختلفة في الملاهي الليلة، وكان عزفه في الملاهي فرصة له للقيام بأول تسجيل موسيقي له عام 1961 بمساعدة المنتج تيموثي كاري.
وخلال أوائل الستينات كتب زابا وأنتج أغاني لفنانين محليين وخاصة مع المغني راي كولينز والمنتج بول بوف مما ساعده على كسب المال الكافي لتنظيم حفلة موسيقية له عام 1963 كما سجل فرانك بعض الأغاني بصوته تحت اسم Soots.
وفي عام 1964 انضم إلى استوديو Pal وعمل فيها لمدة 12 ساعة يوميًا للتسجيل وتجريب الدبلجة والتلاعب بالموسيقى، وفي الوقت نفسه كان يشارك في الحانات المحلية كعازف جيتاز وفي هذا الوقت قُبض عليه بتهمة إنتاج شرائط إباحية وكان هذا سبب طرده من الاستوديو لعجزه عن دفع الإيجار.
وفي عام 1965 انضم إلى فرقة Soul Giants وبعدها تم تغيير اسم الفرقة إلى Mothers وبدأ الفرقة تشتهر أكثر، وبعدها تم تغيير اسم الفرقة مرة أخرى ليصبح اسمها The Mothers of Invention.
وفي عام 1966 أنتجت الفرقة ألبومها الأول Freak Out والذي يُعد واحد من أفضل 100 ألبوم تم إنتاجه في أمريكا على الإطلاق، وفي عام 1976 أنتج ألبومه الثاني Absolutely Free وفي هذا الألبوم ركزت الأغاني على أسلوب زابا التركيبي لإدخال تغييرات مفاجئة وإيقاعية في الأغاني.
وفي عام 1986 عرض فيلم We only in It for the Money بعضًا من أغاني الفرقة وفي العام نفسه قدمت الفرقة ثالث ألبوماتها Cruising with Ruben & the Jets، كما ظهر مرتين في المسلسل التلفزيوني Monkees Blow their Minds.
وفي أواخر الستينات اتجه زابا لتطوير الجانب التجاري من حياته المهنية فأنتج علامات تجارية، ولكنه فشل في إنجاح فرقته بسبب الصعوبات المالية فقرر تفكيك الفرقة وبعدها بدأ فرانك زابا يقدم فنه بشكل منفرد.
ففي عام 1969 أصدر ألبومه المنفرد الشهير Hot Rats وحقق الألبوم نجاحًا كبيرًا خاصة في إنجلترا، وفي السبعينات أعاد فرقته مرة أخرى باسم Mothers وأصدر ألبوم Chunga's Revenge عام 1970، وبعدها أقام جولات موسيقية مختلفة.
وفي عام 1971 تعرضت الفرقة لأزمة كبير بسبب تدمير معداتها وهذا ظهر جليًا في ألبوم Fire، وخسرت الفرقة معدات بقيمة 50 ألف دولار وعزفت الفرقة بمعدات مستأجرة.
وفي عام 1972 أصدر زابا ألبومين منفردين وهما Waka/Jawaka و The Grand Wazoo، ومنذ عام 1973 أصدر ألبومات أخرى منها Over-Nite Sensation، وألبوم Roxy & Elsewhere، وألبوم One Size Fits All.
ومنذ عام 1975 تعرض فرانك زابا لصعوبات عدة منها الدعاوى القضائية التي رفعها بسبب سرقة بعض أعماله، فضلًا عن عدم كفاية الترويج لتسجيلاته، وفي عام 1977 ظهر في إذاعة باسادينا وغنى بعض أغانيه.
وفي الثمانينات قدم زابا عدة ألبومات ركز فيها على تقدير قيمة الحرية في التعبير الفني، ومن ألبوماته I Don't Wanna Get Drafted، و Tinsel Town Rebellion، و You Are What You Is، و Shut Up 'n Play Yer Guitar.
كما أصدر ألبومه المنفردة Ship Arriving Too Late to Save a Drowning Witch والتي ترشحت إلى جائزة Valley Girl وتعد الأغنية الأكثر مبيعًا على الإطلاق، كما أصدر ألبوم The Man from Utopia.
وفي عام 1984 أصدر أربعة ألبومات منها The Perfect Stranger، وبعدها قرر أن يضع كل ألبوماته وأغانيه في القرص الرقمي المضغوط الجديد، وحصل ألبوم Jazz from Hell على جائزة جرامي.
عانى فرانك زابا من سرطان البروستاتا وتوفي على إثرها في 4 ديسمبر عام 1993 قبل 17 يومًا من عيد ميلاده الثالث والخمسين وتوفي في منزله مع زوجته وأطفاله، ودفن في مقبرة ويستوود فيلادج ميموريال بارك في لوس أنجلوس.
