ممر دريك حاصد الأرواح بالقطب الجنوبي

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 15 مايو 2024
ممر دريك حاصد الأرواح بالقطب الجنوبي

هناك الكثير من الأماكن التي تخشى السفن المرور بها بسبب كثرة الحوادث التي تقع للأشخاص الذين يبحرون بها، ويعتبر ممر دريك واحدًا من تلك المناطق التي تكثُر حوادثها وتقع في مكان معزول عن العالم مما يزيد من خطورتها، فما هو هذا الممر وهل من الآمن الإبحار فيه وكم عدد السفن التي غرقت خلاله؟

ممر دريك حاصد الأرواح بالقطب الجنوبي

ما هو ممر دريك وأين يقع؟

حاز ممر دريك على شهرة واسعة حيث يطلق عليه بوابة القارة البيضاء، فإذا أردت أن تتجه إلى القارة القطبية الجنوبية سوف تضطر إلى المرور من هذا الممر، ولكن مع الكثير من القلق نظرًا لسمعته السيئة بسبب الإشاعات التي أطلقت عنه وعن مدى خطورته، ولكن هل يعتبر هذا الممر خطيراً بالفعل؟ وما هي قصته؟

يمتد ممر دريك بين كيب هورن في تييرا ديل فويغو أقصى جنوب أمريكا الجنوبية، وجزيرة ليفينغستون في جزر شيتلاند الجنوبية بمسافة تصل إلى 600 ميل مع عمق 19 ألف قدم، كما يربط هذا المسطح المائي المحيط الأطلسي بالجزء الجنوبي الشرقي من المحيط الهادئ ويمتد إلى المحيط المتجمد الجنوبي.

وبسبب هذا الموقع البعيد كل البعد عن المناطق المأهولة بالسكان أصبح الممر من أخطر الممرات في العالم، حيث أن هناك أيضًا سبل كثيرة طبيعية تساعد في زيادة مخاطره منها الرياح القوية والأمواج العالية والتيارات المتغيرة، مما تسبب في وقوع العديد من الكوارث في المنطقة بسبب هذا الممر.

سمي هذا الممر باسم المستكشف الإنجليزي الذي عبره لأول مرة عام 1578 فرنسيس دريك، ومن التحديات التي تقابل من يمر به من سفن ما يلي:

  • الظروف الجوية الصعبة والتي تتمثل في الرياح الشديدة والأمواج العالية والتيارات المتغيرة مما يؤثر على الملاحة في الممر كما ذكرنا.
  • وعند الإبحار في هذا الممر تواجه السفن الجليد البحري، خاصة خلال فصل الشتاء، وتكون التكوينات الثلجية والجليدية بأشكال متغيرة غير متوقعة، وهو السبب الرئيسي في الكثير من الحوادث.
  • يقع ممر دريك بعيدًا عن اليابسة، مما يجعل من الصعب تقديم المساعدة للسفن التي تواجه صعوبات هناك إلا بعد مرور الكثير من الوقت.

يعتبر ممر دريك موطنًا للعديد من أنواع الحياة البحرية، بما في ذلك الحيتان والدلافين والفقمات على الرغم من خطورته، ويمكن لتلك الكائنات البحرية العيش هناك بسلام بالرغم من استمرار السفن في العبور من الممر.

لماذا يعد ممر دريك أحد أكثر الأماكن دموية على وجه الأرض؟

تظهر الكثير من بقايا السفن في ممر دريك مما يشهد على خطورته، ولكن لا تعتبر تلك البقايا الشاهد الوحيد على ما حدث به من أمور دموية، ولكن هناك الكثير من الحوادث التي سُجلت به بالفعل وكانت مروعة ومنها:

  • من أشهر الحوادث التي وقعت في هذا الممر هي غرق سفينة إم إس إستريا عام 1978، مما أسفر عن مقتل أكثر من 500 شخص.
  • غرقت أيضًا سفينة إم إس وورلد ستار عام 1981، ونتج عن ذلك مقتل أكثر من 140 شخصًا.
  • تعرضت سفينة يو إس إس إنديانابوليس الحربية الأمريكية لهجوم من قبل غواصة يابانية في ممر دريك عام 1945، مما أدى إلى غرقها ومقتل أكثر من 900 بحار.
  • بالإضافة إلى هذه الحوادث الكبرى، فقد غرقت العديد من السفن الأصغر في ممر دريك على مر السنين، مما أدى إلى مقتل العديد من الأشخاص.

هل الإبحار عبر ممر دريك آمن؟

على الرغم من المخاطر التي تتم بسبب هذا الممر، لا يزال ممر دريك ممرًا ملاحيًا مهم يربط بين المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ ولازالت السفن تمر من خلاله ولكن، يجب على السفن التي تعبر الممر أن تكون مستعدة جيدًا للظروف الجوية الصعبة وأن تتخذ جميع الاحتياطات اللازمة لضمان سلامة الطاقم والركاب.

كم عدد السفن التي فقدت في ممر دريك؟يعتقد أن عدد السفن المحطمة في الممر وصل إلى 800 سفينة مع ما يقرب من 20 ألف شخص قد غرقوا به من خلال السفن التجارية أو القوارب الصغيرة أو حتى الرحلات البحرية التي تنقل الركاب من أوشوايا إلى شبه جزيرة القطب الجنوبي أو أي قوارب أخرى التي كانت تحاول استكشاف المنطقة.

عادة ما تستغرق الرحلة حوالي يومين لعبور ممر دريك بالكامل، ويستمتع الكثير من الركاب في الظروف العادية بالرحلة والمشاهد التي يرونها.

في الختام تعرفنا على ممر دريك وكل المعلومات التي تخصه من مكان تواجده والحوادث التي وقعت به، وهل لا زال آمنًا الإبحار به؟

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة