DW تتحقق: المسلمون يشكلون غالبية اللاجئين في العالم ادعاء خاطئ

  • بواسطة: DWW تاريخ النشر: منذ ساعة زمن القراءة: 5 دقائق قراءة
مقالات ذات صلة
إبراهيم غالب
هكذا ساند مارك زوكربيرج المسلمين حول العالم
ما الذي يشكل النظام الغذائي الصحي؟

لطالما كانت سياسات الهجرة واللجوء من المواضيع الأساسية التي يتم تداولها في الحملات الانتخابية والمناقشات السياسية، كما هو الحال في ألمانيا والولايات المتحدة وغيرها من الدول.

وغالباً ما تكون هذه السياسات عاطفية للغاية، وتكون المناقشات حولها عرضة للتضليل الإعلامي خصوصاً مع أزمة الهجرة واللجوء في بعض دول العالم، وهو ما استغله ادعاء قديم عاد إلى الواجهة مجدداً وتم تداوله بكثرة على مواقع التواصل الاجتماعي.

الانتماء الديني للاجئين

الادعاء: يزعم ادعاء نُشر على منصة تيك توك أن 85 بالمئة من اللاجئين مسلمون، وأنهم لا يتقدمون بطلبات لجوء إلى الدول الإسلامية البالغ عددها 56 دولة.

تم تداول جزء من هذا الادعاء منذ عام 2019 ولكنه عاد مؤخراً إلى الواجهة بقوة.

DW تتحقق: الادعاء خاطئ

تم تداول الادعاء نفسه باللغات الألمانية والصينية والبرتغالية والهولندية والفرنسية والإيطالية والإسبانية، ويشمل منشورات عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي.

بحلول نهاية يونيو/ حزيران 2025، كان هناك 42.5 مليون لاجئ حول العالم وفق المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وبالنسبة للجزء الأول من الادعاء، وهو أن 85 بالمئة من اللاجئين مسلمين، فإننا بحاجة إلى التركيبة الدينية للاجئين في العالم لإثبات ذلك أو نفيه.

أنشأت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وهي وكالة الأمم المتحدة للاجئين والمصدر الرئيسي لإحصاءات اللاجئين في جميع أنحاء العالم، أداة البحث عن بيانات اللاجئين لجمع إحصاءات حولهم. ومع ذلك، فهي لا تجمع بيانات عن الانتماءات الدينية للاجئين.

كما تحصل المفوضية على بياناتها من عملياتها ومن الحكومات، والتي غالباً لا تجمع بيانات عن ديانة اللاجئين بسبب مخاوف تتعلق بالخصوصية، وحتى أن نظام التسجيل الخاص بمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لا يجمع مثل هذه البيانات إلا إذا كان لها تأثير على تحديد وضع اللجوء للشخص المعني.

ومع ذلك تُجري بعض المؤسسات دراسات حول التركيبة الدينية للمهاجرين، وهو ما يفعله مركز بيو للأبحاث، وهو مركز أبحاث غير ربحي مقره واشنطن.

وبحسب المركز فإن 47 بالمئة من جميع المهاجرين في العالم مسيحيون، في حين يشكل المهاجرون المسلمون ما نسبته 29 بالمئة.

ومع ذلك يختلف اللاجئون عن المهاجرين، فبينما يُفهم عادةً أن الهجرة تتضمن تحركات طوعية فإن اللاجئين لا يستطيعون العودة إلى موطنهم ويحتاجون إلى الحماية بموجب القانون الدولي.

ولتقدير احتمال صحة الادعاء يجب أخذ الأغلبية الدينية في بلدان منشأ اللاجئين بعين الاعتبار، وبهذا الصدد تحذّر جانيس كرودر من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أنه ينبغي علينا "أن نأخذ في الاعتبار أنه ليس من المرجح أن يصبح جميع مواطني بلد ما لاجئين بنفس القدر".

وأضافت أنه على سبيل المثال، معظم لاجئي الروهينغا من ميانمار مسلمون، رغم أن غالبية سكان ميانمار بوذيون. هذا يوضح أن الدين السائد في بلد المنشأ لا يحدد بالضرورة دين اللاجئين.

ويُظهر تقرير الاتجاهات العالمية لعام 2024 الصادر عن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن الفنزويليين والأوكرانيين، وكلاهما دولتان ذات أغلبية مسيحية، يشكلان نسبة كبيرة من إجمالي عدد اللاجئين.

وتعليقاً على ذلك كتب إدغار سكراس من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنه "بالنظر إلى أن الأوكرانيين والفنزويليين وحدهم يشكلون ما يقرب من ثلث جميع اللاجئين، بمن فيهم الأشخاص الآخرون الذين يحتاجون إلى الحماية الدولية، فمن المرجح أن تكون النسبة الحقيقية للاجئين المسلمين أقل بكثير".

والأهم من ذلك كله أن البيانات الشاملة اللازمة لإثبات نسبة اللاجئين المسلمين من جميع اللاجئين حول العالم غير متوفرة وفقاً لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

أين يتقدم اللاجئون بطلبات اللجوء؟

في يونيو/حزيران من هذا العام بلغ عدد طالبي اللجوء حول العالم 8.42 مليون شخص. وطالبو اللجوء هم أشخاص "يلتمسون الحماية الدولية من المخاطر في وطنهم، ولكن لم يُبتّ بطلباتهم قانونياً للحصول على وضع اللاجئ".

يُشير الادعاء نفسه إلى أن اللاجئين المسلمين لا يتقدمون بطلبات لجوء في 56 دولة إسلامية. وفعلياً لا يمكن تحديد المكان الذي يطلب فيه اللاجئون المسلمون اللجوء لعدم وجود أرقام شاملة لجميع اللاجئين المسلمين، وبالتالي لا يمكن سوى إجراء تقديرات بناء على البيانات المتوفرة.

يبلغ عدد الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي 56 دولة قبل إعادة عضوية سوريا في مارس/ آذار 2025، ليصبح عددها 57 دولة. وتشمل هذه المجموعة الدول التي تبنت الإسلام ديناً رسمياً للدولة، والدول ذات الأغلبية المسلمة.

يذكر إدغار سكراس أن سبعة على الأقل من أكبر الدول المضيفة ذات أغلبية مسلمة، وهي بنغلاديش، وجمهورية إيران الإسلامية، ولبنان، والأردن، وتركيا، وتشاد، وباكستان.

جميع هذه الدول جزء من منظمة التعاون الإسلامي، وتستضيف مجتمعة حوالي 30 بالمئة من جميع اللاجئين.

بالإضافة إلى ذلك يجب ملاحظة أنه من بين جميع الأشخاص الفارين من الصراعات والاضطهاد، فإن أغلبهم يقيم في بلدانهم الأصلية، وعندما يقررون الخروج من بلدانهم يتوجهون في الغالب نحو الدول المجاورة.

وبحلول يونيو/ حزيران 2025، تم استضافة 66 في المائة من اللاجئين في الدول المجاورة، وغالباً ما تكون للدول المجاورة انتماءات دينية مماثلة.

فمثلاً ذهب اللاجئون من سوريا، وهي دولة ذات أغلبية مسلمة، بشكل رئيسي إلى تركيا، وهي دولة أخرى ذات أغلبية مسلمة، وينطبق الشيء نفسه على اللاجئين الأفغان، الذين فروا بشكل رئيسي إلى باكستان وإيران.

أعدته للعربية: ميراي الجراح

تحرير: عبده جميل المخلافي