إسحاق بن عمران: وصف أعراض الاكتئاب وكانت نهايته مأساوية

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 22 ديسمبر 2020
مقالات ذات صلة
شجر الدر: أول ملكة في التاريخ الإسلامي والتي كانت نهايتها مأساوية
الاكتئاب أعراضه وطريقة علاجه
أوسكار إسحاق

أول من أدخل العلوم الطبية إلى بلاد القيروان، وصف الأعراض الاكتئابية وأمراض الوسواس والهلاوس النفسية وانتهت حياته نهاية مأساوية.. إنه الطبيب إسحاق بن عمران.

إسحاق بن عمران:

هو إسحاق بن عمران طبيب من العراق، ولد في سامراء وأقبل على تعلُّم الطب منذ وقت مبكر، بعد أن نهل إسحاق بن عمران القدر الكافي من العلوم الطبية؛ قصَد مدينة القيروان في سنة 224 هجرية (838 م)  بناء على طلب من الأمير إبراهيم الأغلبي، ثمَّ تفرَّغ بعد ذلك لخدمة زيادة الله الثالث التميمي.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

وكان زيادة الله بن الأغلب حاكم القيروان قد أغرى ابن عمران بالمجيء إليه حيث أرسل له راحلة تُقلُّه، وألف دينار لنفقته، وكتاب أمان بخطِّ يده وأقر فيه بحريته الكاملة في العودة إلى موطنه متى شاء، وهو الوعد الذي لم يفِ به.

مكانته العلمية:

قيل أن العلم بصناعة الطب لم يدخل هذه البلاد قبل مجيء إسحاق بن عمران، حيث يُعتبر  ابن عمران إلى جانب إسحاق بن سليمان الإسرائيلي وأبي جعفر أحمد بن الجزار، في طليعة الأطباء الذين ساهموا بإحداث تحول حقيقي في مجال الطب بالقيروان. 

من أوائل من وصفوا الحالات الاكتئابية:

كما يعتبر ابن عمران من أوائل من وصفوا العديد من الحالات الاكتئابية البسيطة والمعقدة المعروفة حالياً، كما ترك ابن عمران العديد من الؤلفات الهامة ومن بينها:

  • كتاب العروف بنزهة النفس.
  • كتاب في الفصد.
  • كتاب في النَّبض.
  • كتاب تدبير الأمراض الحادة، وما ذُكِر فيها من الخمر.
  • كتاب  الأدوية المفردة.
  • كتاب في البول من كلام أبقراط وجالينوس وغيرهما.

في داء المالنخوليا:

كتاب “في داء المالنخوليا” وهو الكتاب الوحيد الذي وصلنا من مؤلفاته، هو موجود في مكتبة ميونخ والمالنخوليا، هي المرض المشهور بالسوداوي وبمرض الوسواس".

  • وقد استعرض في هذا الكتاب:

الأحداث النفسية كالحُزن والقلق الشديد، وهما عنصران يُمثلان المحور الأساسي الذي يرتكز عليه التفسير السيكوباثولوجي الحديث لمرض الاكتئاب العصابي، كما وصف الأصناف الهذيانية التي يصاحبها اضطراب في الحكم أو التمييز حيث يرى المريض الأشياء بخلاف ما هي عليه كما وصف الهلاوس سواء السمعية أو البصرية، كما استعرض ابن عمران العديد من النباتات والأعشاب العلاجية وأهم استخداماتها.

نهايته المأساوية:

وعلى الرغم من الدور الهام الذي لعبه ابن عمران فقد انتهت حياته نهاية مأساوية، فقد شدَّه الحنين إلى موطنه العراق رغب في  العودة إليه، فتقدَّم مستأذناً طالباً من الحاكم السَّماح له بالمغادرة، لكن الأخير رفض ذلك، وهو الأمر الذي أفضى إلى تردي العلاقة بينهما.

وفي الوقت نفسه تقرَّب طبيب آخر إلى الحاكم، فأصبح يجيز له أكل ما نصحه ابن عمران بالابتعاد عنه مراعاة لما يُعانيه من ضيق التَّنفُس. وبالفعل تناول أحد الأطعمة التي كان ابن عمران قد منعها عنه وتعب تعباً شديداً فأرسل معاونيه لابن عمران لاستدعائه، رفض ابن عمران في البداية ولم يقبل الذهاب إليه إلا بعد وعده بمبلغ كبير من المال، وبالفعل استطاع إنقاذه، لكن زيادة الله غضب عليه لرفضه القدوم في البداية فحكم بقطع رزقه.

اضطر ابن عمران للجلوس في ساحات القيروان ليكتب الوصفات الطبية للناس بدنانير. وقد أقبل عليه الناس من كل صوب فزاد غضب زيادة الله وأمر بسجنه، وانتهى الأمر بأن أمر بفصده في ذراعيه وترك دمه يسيل حتى مات ثم صلبه على جذع شجرة.