الشيخ محمد عمران: أول من أحيا الأفراح بالقرآن والإنشاد الديني

  • تاريخ النشر: السبت، 05 فبراير 2022
مقالات ذات صلة
صبري المدلل: عبقرية فنية في الإنشاد الديني
خالد الفايد نجم ذا فويس كيدز يعلن اعتزاله الغناء ويتجه للإنشاد الديني
كيف أحيا محمد عساف ذكرى استشهاد الزعيم الراحل ياسرعرفات؟

يا سيدَ الكَوْنَيْن جئتُكَ قاصدًا *** أرجُو رِضَاكَ وأحتمَيِ بحماكَ

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

واللهِ يا خيرَ الخلائِقِ إن لي *** قلبًا مَشُوقًا لا يَرُومُ سِواكَ

وحقِّ جاهِكَ إنني بك مُغرَمٌ *** واللهُ يعلَمُ أنني أهَوَاك

«يا واد يا واد!.. الله الله يا راجل يا جبار!».. هكذا علق موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب عندما سمع إنشاد الشيخ محمد عمران، وهو ينشد رائعته «يا سيد الكونين»؛ حيث استطاع التلاعب بالمقامات الموسيقية، يتنقل بينها بسلاسة دون خلط.

مولده ونشأته

ولد الشيخ محمد عمران في مدينة طهطا بمحافظة سوهاج في الخامس عشر من أكتوبر عام ألف وتسعمئة وأربعة وأربعين ميلادياً، وبعد عام واحد فقد بصره.

أتم الشيخ محمد عمران حفظ القرآن الكريم في سن العاشرة على يد الشيخ عبد الرحيم المصري، وكان الشيخ محمد عمران في طفولته يحب البهجة واللعب كثيراً، فكان عندما ينتهي من حفظ القرآن يذهب ليلهو مع الأطفال أمام المسجد.

تعلم الإنشاد الديني وعلم النغم والمقامات الموسيقية

حضر إلى القاهرة قبل أن يتمم عامه الثاني عشر، والتحق بمعهد القراءات بطنطا، ثم التحق بمعهد المكفوفين للموسيقى؛ حيث تعلم أصول القراءات والإنشاد وعلم النغم والمقامات الموسيقية وفن الإنشاد الديني على يد سيد موسى الكبير، وحصل على الثانوية الأزهرية، وكان يحب القراءة والاطلاع.

عمل في الإذاعة المصرية

عمل الشيخ عمران في شركة حلوان للمسبوكات، فجعلته قارئاً للقرآن الكريم بمسجدها الكائن بموقع الشركة، وذاع صيته وانتشرت شهرته بين العمال، فتقدم بعد ذلك لاختبار الإذاعة المصرية في بداية السبعينيات، وتم اعتماده مبتهلاً بعد نجاحه المتفوق والمتميز في امتحان الأداء.

عاصر كبار الشيوخ

يعد الشيخ عمران من كبار الجيل الثالث من أجيال الشيوخ الكبار، فحضر الفطاحل جميعاً، إلا أنه أنعم الله عليه بصوت سلس جميل فيه جميع مساحاته؛ فعنده القدرة على أن يتنقل بسهولة ويسر وإبداع بين المقامات كحس مطرب.

تعاون مع كبار الملحنين

بدأ الحظ يبتسم عندما تعرف «عمران» إلى عازف الكمان الشهير «عبده داغر»، الذي لعب دوراً كبيراً في لقائه الموسيقار محمد عبد الوهاب، الذي أعجب بصوته، وبدأ يلحن له، وتعاون مع عدد من كبار الملحنين مثل سيد مكاوي، ومحمد الموجي.

كان محمد عمران يتردد على بيت داغر لإحياء ليال فنية موسيقية بديعة، وقدم الثنائي عشرات الأغنيات والمواويل، مثل «حلم» لأم كلثوم، و«يا من هواه أعزه وأذلني *** كيف السبيل إلى وصالك؟! دلني»، و«فرح الزمان.. اليوم حان الموعد»، و«ناجاك قلبي خاشعا ولساني».

أحيا الأفراح بالقرآن والإنشاد الديني

كان الشيخ محمد عمران أول من أحيا الأفراح بالقرآن والإنشاد الديني، وكان أول منشد يهتم بالموسيقى الهندية والتركية، وكان يحتفظ في مكتبته بأسطوانات لبتهوفين وأغان هندية، وهذا ما جعله مميزاً متنوعاً في نغمات صوته.

كان الشيخ عمران أول من أنشد الأذان بمقام «الهزام» وهو مقام يمتاز بالبطء والترسل؛ ما يجعل الكلمات تدخل القلوب، فكان يعلم جيداً كيف يجعل البطء جميلاً.

وفاته

رحل الشيخ محمد عمران في السادس من شهر أكتوبر عام ألف وتسعمئة وأربعة وتسعين ميلادياً، تاركاً لنا روائع الابتهالات والتلاوات بصوته المعجزة.

والآن لنستمتع برائعة «يا سيد الكونين» للشيخ محمد عمران.