اضطراب ضربات القلب: الأسباب والمخاطر وطرق العلاج الفعالة
يعمل القلب على ضخ الدم في الجسم بإيقاع ثابت ومنتظم، مما يضمن وصول الأكسجين والمواد المغذية إلى جميع الأعضاء.
ومع ذلك، قد يواجه بعض الأفراد حالات من عدم انتظام ضربات القلب، حيث يتسارع معدل النبض أو يتباطأ بشكل غير طبيعي.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وتكمن خطورة هذه الحالة في إمكانية تطورها إلى توقف القلب المفاجئ، وذلك في حال لم يتم علاجها بالشكل المناسب.
فما هي الأسباب الكامنة وراء اضطراب ضربات القلب؟ وهل يمكن علاجه بشكل نهائي؟
أسباب اضطراب ضربات القلب
ينتج عدم انتظام دقات القلب عن خلل في الإشارات الكهربائية المسؤولة عن تنظيم الإيقاع القلبي. فقد تتعطل الخلايا العصبية التي تولد هذه الإشارات، أو تتغير طريقة انتقالها داخل القلب.
وفي بعض الحالات، تبدأ أجزاء أخرى من القلب في إرسال إشارات كهربائية غير مرغوب فيها، مما يؤدي إلى اضطراب الإيقاع الطبيعي لضربات القلب.
وهناك العديد من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة باضطراب ضربات القلب، ومنها:
1. العوامل الوراثية والتاريخ العائلي
يلعب العامل الجيني دوراً مهماً في زيادة احتمالية الإصابة بعدم انتظام ضربات القلب، حيث يمكن أن يكون هذا الاضطراب منتشراً في العائلات، مما يجعله أكثر شيوعاً لدى الأفراد الذين لديهم أقارب يعانون من نفس المشكلة.
2. العادات الحياتية غير الصحية
يمكن أن تساهم بعض العادات اليومية في حدوث اضطراب ضربات القلب، مثل:
- التدخين.
- استهلاك الكحول بكثرة.
- تعاطي المخدرات.
3. التقدم في العمر
مع التقدم في السن، يخضع القلب لتغيرات طبيعية، مثل ظهور ندوب على أنسجته، أو تطور أمراض مزمنة تؤثر على وظيفته.
ويعد كبار السن أكثر عرضة لهذه المشكلة، خاصة عند الإصابة بارتفاع ضغط الدم، أو قصور القلب، أو السكري، أو اضطرابات الغدة الدرقية.
كما يمكن أن يكون عدم انتظام ضربات القلب ناتجاً عن عيوب خلقية لدى الأطفال والشباب.
4. بعض الأمراض المزمنة
تزيد بعض الحالات الطبية من احتمالية الإصابة بعدم انتظام دقات القلب، ومنها:
-
أمراض القلب والأوعية الدموية، مثل: النوبات القلبية، أو اعتلال عضلة القلب، أو عيوب القلب الخلقية.
-
العدوى الفيروسية، مثل الأنفلونزا أو كوفيد-19.
-
انقطاع النفس أثناء النوم.
-
أمراض الرئة، مثل: مرض الانسداد الرئوي المزمن.
-
اضطرابات الغدة الدرقية، سواء كانت فرط نشاط أو خمول.
-
السمنة.
5. تأثير بعض الأدوية
قد تسبب بعض الأدوية اضطراباً في نبض القلب كأثر جانبي، ومنها: أدوية ضغط الدم، بعض المضادات الحيوية، وأدوية نزلات البرد.
ولهذا السبب، فمن الضروري استشارة الطبيب عند الشعور بأي تغير في إيقاع ضربات القلب أثناء تناول أي علاج.
اضطراب ضربات القلب: هل يشكل خطراً على الصحة؟
إذا لم يتم التعامل مع هذه الحالة بالشكل الصحيح، فقد تؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة، مثل:
-
توقف القلب المفاجئ: وهو من أخطر المضاعفات التي قد تؤدي إلى الوفاة، إذا لم يتم التدخل السريع.
-
السكتة الدماغية: وهي تحدث نتيجة تكون جلطات دموية داخل القلب.
-
اعتلال عضلة القلب: مما قد يؤدي إلى ضعف قدرة القلب على ضخ الدم.
اضطراب ضربات القلب: هل يمكن الشفاء منه؟
يعتمد علاج عدم انتظام ضربات القلب على السبب الأساسي للحالة. في بعض الحالات، يمكن تحقيق الشفاء التام عن طريق علاج المشكلة المسببة.
ومن بين الحلول العلاجية المتاحة:
-
العلاج بالقسطرة الكهربائية (جذ القلب): يتم خلال هذا الإجراء إزالة الأنسجة غير الطبيعية في القلب التي تسبب اضطراب الإشارات الكهربائية، وهو من العلاجات الفعالة في حالات معينة.
-
الأدوية: يمكن لبعض الأدوية التحكم في معدل ضربات القلب، لكنها ليست علاجاً دائماً، وإنما تعمل على الحد من الأعراض فقط.
ختاماً، ينصح الأفراد الذين يعانون من عدم انتظام دقات القلب، بضرورة مراجعة الطبيب المختص، لتحديد السبب الأساسي، والحصول على العلاج المناسب، لتفادي المضاعفات المحتملة.