تدهور اقتصاد بريطانيا بسبب هجوم إلكتروني على السيارات
تحديات اقتصادية تواجه بريطانيا بعد هجوم سيبراني وتأثير على صناعة السيارات والنمو الاقتصادي.
سجّل الاقتصاد البريطاني أداءً مخيبًا للآمال خلال الربع الثالث من عام 2025، متأثرًا بهجوم إلكتروني واسع استهدف شركة جاغوار لاند روفر، ما تسبب في تراجع حاد بإنتاج السيارات وألقى بظلاله على وتيرة النمو الاقتصادي قبل أسابيع من إعلان الميزانية العامة الجديدة.
نمو اقتصادي ضعيف أقل من التوقعات
أظهر تقرير مكتب الإحصاءات الوطنية البريطاني (ONS) أن الناتج المحلي الإجمالي للمملكة المتحدة ارتفع بنسبة 0.1% فقط خلال الربع الثالث من 2025، مقابل نمو قدره 0.3% في الربع السابق.
وجاءت هذه النتائج أقل من توقعات بنك إنجلترا وخبراء الاقتصاد الذين رجّحوا نمواً بنسبة 0.2% خلال الفترة من يوليو إلى سبتمبر.
وعلى أساس شهري، انكمش الاقتصاد البريطاني بنسبة 0.1% في سبتمبر، في وقت كانت الأسواق تتوقع استقراراً دون تغيير.
هجوم سيبراني يشل صناعة السيارات
أشار التقرير إلى أن قطاع السيارات كان الأكثر تضرراً، إذ تراجع إنتاج المركبات بنسبة 28.6% في سبتمبر، وهو أكبر انخفاض منذ ذروة جائحة كورونا في عام 2020.
وأوضح المكتب أن هذا التراجع خفّض معدل النمو الاقتصادي بمقدار 0.17 نقطة مئوية في سبتمبر وحده، و0.06 نقطة مئوية في الربع الثالث بأكمله.
وذكرت جمعية مصنّعي وتجار السيارات (SMMT) أن الهجوم الإلكتروني تسبب في توقف الإنتاج بأحد المصانع الكبرى، في إشارة إلى شركة جاغوار لاند روفر المملوكة لمجموعة تاتا موتورز الهندية.
وقدرت هيئة مستقلة للأمن السيبراني أن الحادث كلف الاقتصاد البريطاني نحو 1.9 مليار جنيه إسترليني (2.55 مليار دولار) وأثر على أكثر من 5,000 مؤسسة.
ضغوط مالية وتحديات أمام الحكومة
قال سورين ثيرو، مدير الشؤون الاقتصادية في المعهد المعتمد للمحاسبين القانونيين (ICAEW)، إن النمو البطيء يمثل تحديًا لوزيرة المالية ريتشيل ريفز، مشيرًا إلى أن “الركود المستمر سيؤدي إلى فجوة مالية كبيرة، وقد يجعل رفع الضرائب أمراً لا مفر منه في الميزانية المقبلة.”
ورغم التراجع، توقّع بنك إنجلترا أن يشهد الاقتصاد تعافيًا طفيفًا في الربع الرابع بنمو يصل إلى 0.3%، مدفوعًا بعودة النشاط الصناعي إلى مستوياته الطبيعية.
عقب صدور البيانات، زادت رهانات المستثمرين على خفض بنك إنجلترا لأسعار الفائدة الشهر المقبل، لترتفع الاحتمالات إلى 82% مقارنة بـ60% في بداية الأسبوع.
في المقابل، شهد الجنيه الإسترليني ارتفاعًا طفيفًا أمام الدولار مدعومًا بتوقعات السياسة النقدية التيسيرية.
أكدت وزيرة المالية البريطانية ريتشيل ريفز أن الحكومة مستمرة في جهودها لتحفيز الاقتصاد، مشيرة إلى أن “بريطانيا كانت صاحبة أسرع نمو بين دول مجموعة السبع خلال النصف الأول من 2025، لكن لا يزال أمامنا الكثير من العمل لتحقيق تعافٍ مستدام.”
ومن المقرر أن تُعلن ريفز ميزانية المملكة المتحدة في 26 نوفمبر الجاري، وسط ترقب الأسواق لأي إجراءات جديدة لدعم النمو وتقليل الضغط على الأسر والشركات.