تراجع أسهم تسلا 4% بعد نتائج مالية ضعيفة رغم المبيعات القياسية
تكاليف الرسوم الجمركية وتراجع الاعتمادات التنظيمية تضغط على أرباح الشركة
شهدت أسهم شركة تسلا (Tesla) تراجعًا يقارب 4% في تداولات بورصة فرانكفورت صباح الخميس، عقب إعلان نتائج مالية جاءت أقل من توقعات وول ستريت، رغم تسجيل الشركة أعلى مبيعات فصلية لسياراتها الكهربائية.
وأرجعت الشركة هذا التراجع في الأرباح إلى ارتفاع تكاليف الرسوم الجمركية وأبحاث التطوير، إضافة إلى انخفاض العائدات من الاعتمادات التنظيمية التي كانت تسهم سابقًا في دعم الأرباح.
المبيعات تتفوق على التقديرات بفضل الحوافز الضريبية
ورغم تراجع الأرباح، تفوقت إيرادات تسلا على تقديرات المحللين بفضل الإقبال القوي على سياراتها الكهربائية، إذ سارع المشترون الأميركيون للاستفادة من الحوافز الضريبية قبل انتهاء صلاحيتها الشهر الماضي.
لكن محللين حذروا من أن انتهاء هذه الإعفاءات سيؤدي إلى تراجع الطلب خلال ما تبقى من عام 2025.
يعد هذا الربع المالي الرابع على التوالي الذي تخفق فيه تسلا في تحقيق أرباح تفوق التوقعات، ما يشير إلى استمرار التحديات التي تواجه قطاع السيارات الكهربائية وسط ارتفاع تكاليف الإنتاج وضعف الحوافز الحكومية.
ويرى خبراء أن نتائج تسلا الأخيرة تعكس تأثير سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التجارية والجمركية الجديدة، التي فرضت رسوماً إضافية على مكونات السيارات تجاوزت قيمتها 400 مليون دولار، بحسب ما كشفه المدير المالي فايفاف تانيجا.
تقلبات في أداء السهم وسط تحديات سياسية واقتصادية
تعيش أسهم تسلا عامًا متقلبًا، إذ تراجعت بنحو 39% حتى مارس الماضي بسبب ضعف الطلب والجدل السياسي حول علاقة إيلون ماسك بإدارة ترامب، ما أدى إلى دعوات مقاطعة طالت الشركة.
لكن مع عودة الحديث عن الذكاء الاصطناعي وتقنيات القيادة الذاتية، استعاد السهم جزءًا من زخمه، وارتفع نحو 9% منذ بداية العام، رغم بقائه ضمن أضعف الأسهم أداءً في مجموعة “السبعة الكبار” (Magnificent 7).
وقال المحلل مات بريتزمان من شركة هارغريفز لانسداون، إن “تراجع السهم الحالي يُعد طبيعيًا بعد الصعود السريع خلال الأشهر الماضية، ولا يُشكل حدثًا كبيرًا وفقًا لمعايير تسلا”.
خفض الأسعار لمواجهة ضعف الطلب
ولمواجهة التباطؤ المتوقع في الطلب، أعلنت تسلا مؤخرًا عن طرح إصدارات "قياسية" أقل تكلفة من طرازَي Model 3 وModel Y، مع خفض الأسعار بما يصل إلى 5,500 دولار في بعض الأسواق.
وتسعى الشركة من خلال هذه الخطوة إلى جذب المزيد من العملاء والمحافظة على زخم المبيعات خلال الربع الأخير من العام.
ورغم حديث الشركة المستمر عن مستقبل يعتمد على الذكاء الاصطناعي والروبوتات والقيادة الذاتية، لم تقدم تسلا في تقريرها المالي الأخير أي تفاصيل واضحة حول حجم الاستثمارات أو الجدول الزمني لهذه المشاريع.
ويشير محللون إلى أن التصويت المنتظر على حزمة تعويضات إيلون ماسك قد يلعب دورًا حاسمًا في تحديد مستقبله على رأس الشركة، خصوصًا في ظل المرحلة الحساسة التي تمر بها.