حرائق الغابات تجبر إسبانيا على طلب دعم أوروبي عاجل

  • تاريخ النشر: منذ ساعة زمن القراءة: دقيقتين قراءة

موجة حر تاريخية تشعل أسوأ حرائق غابات في إسبانيا

مقالات ذات صلة
حرائق غابات في اليونان وإسبانيا تجبر الآلاف على الإجلاء
موجة حر وحرائق الغابات تضرب اليونان وإسبانيا والبرتغال
إسبانيا والبرتغال تواجهان أسوأ موسم حرائق منذ عقدين

تشهد إسبانيا كارثة بيئية غير مسبوقة مع اندلاع أسوأ موجة حرائق غابات في تاريخها، حيث امتدت ألسنة اللهب إلى المنحدرات الجنوبية لجبال بيكوس دي يوروبا، مما دفع السلطات إلى إغلاق مسار يمتد 50 كيلومترًا من طريق كامينو دي سانتياغو الشهير، أحد أهم مسارات الحج في أوروبا.

موجة حر تاريخية وراء الكارثة

تسببت موجة حر قياسية استمرت 16 يومًا متواصلة في إشعال مئات الحرائق، حيث سجلت درجات الحرارة مستويات تخطت 45 درجة مئوية، بحسب وكالة الأرصاد الجوية الإسبانية Aemet. هذه الموجة تعد ثالث أطول موجة حر في إسبانيا منذ بدء تسجيل البيانات.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

أكثر من 344 ألف هكتار من الأراضي أحرقت في إسبانيا منذ بداية 2025، وهو رقم يعادل أربعة أضعاف المعدل السنوي، ويوازي مساحة جزيرة مايوركا بالكامل.

في البرتغال، أتت النيران على 216 ألف هكتار، مما يجعلها واحدة من أسوأ مواسم الحرائق في العقدين الأخيرين. في إسبانيا وحدها، ارتفع عدد الضحايا إلى أربعة قتلى، بينهم رجل إطفاء لقي مصرعه في حادث انقلاب شاحنة خلال مواجهة النيران.

تعبئة عسكرية ومساعدات أوروبية

لمواجهة الأزمة، نشرت الحكومة الإسبانية 3 آلاف جندي و50 طائرة للمشاركة في عمليات الإطفاء، وفق ما أعلنت المديرة العامة للطوارئ فرجينيا باركونيس.

كما قدمت عدة دول أوروبية، بينها فرنسا وإيطاليا وألمانيا، الدعم عبر آلية الحماية المدنية الأوروبية.

الحزب الشعبي المعارض (PP) اتهم الحكومة بالتقصير وضعف الاستعداد لموسم الحرائق، في حين دعا رئيس الوزراء بيدرو سانشيز إلى "ميثاق وطني لمواجهة التغير المناخي". لكن المعارضة رفضت الدعوة ووصفتها بأنها مجرد "تشتيت سياسي".

معاناة السكان والحجاج

في بلدة بلاسيـوس دي خاموث، أتت النيران على صفوف كاملة من المنازل، فيما عبرت داليا لوباتو عن حزنها قائلة: "خسرنا شبابًا كانت حياتهم أمامهم... سنزرع من جديد، وإن لم أرَ الأشجار تكبر، سيراه أبنائي."

أما الحجاج الذين انقطعت رحلتهم على طريق كامينو دي سانتياغو، فعبروا عن تضامنهم مع السكان.

وقال الحاج الفرنسي باتريس لوبيتر (75 عامًا): "يمكننا العودة العام المقبل لإكمال الرحلة، لكن السكان هنا لا يملكون بديلًا."