صلاح الدين الأيوبي.. أعمال وبطولات قائد المسلمين الأسطوري

  • بواسطة: Qallwdall تاريخ النشر: السبت، 20 مارس 2021 | آخر تحديث: الأحد، 31 أكتوبر 2021
مقالات ذات صلة
صلاح يتفوق على دالجليش أسطورة ليفربول
أسطورة ليفربول ينتقد محمد صلاح
هكذا سخر قائد مانشستر يونايتد السابق من محمد صلاح

صلاح الدين الأيوبي، يكفي ذكر الاسم من أجل استرجاع أحداث هي من بين الأعظم في تاريخ العرب والمسلمين، حيث يعود الفضل لهذا القائد الشجاع في الكثير من الفتوحات والإنجازات، التي لا يزال الجميع يذكرها بفخر وامتنان، ما نكشفه بالتفصيل عبر حياة وبطولات السلطان الأيوبي.

طفولة صلاح الدين الأيوبي

ولد الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب بن شاذي بن مروان، في تكريت عام 532هـ 1138م، إلا أنه لم يعش في تلك المدينة العراقية إلا لفترة بسيطة، بعد أن اضطر والده نجم الدين أيوب والذي كان واليا على المدينة أن يغادر قلعة البلاد يوم ولادة طفله، لترحل العائلة فيما بعد إلى مدينة بعلبك لتبقى هناك سنوات قبل الانتقال إلى دمشق.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

عاش صلاح الدين أغلب سنوات الطفولة في دمشق السورية، حيث أحب تلك المدينة بشدة، نظرا لأنها احتضنته منذ سنوات عمره الأولى، فيما تلقى فيها التعليم الذي أظهر من خلاله قدرات مذهلة، جعلت البعض يعتبرونه بمثابة العالم في الهندسة وعلوم الحساب والشريعة الإسلامية، علما بأنه كان مهتما بتاريخ العرب والشعر أيضا.

بداية صلاح الدين الأيوبي

تأثر صلاح الدين الأيوبي إيجابيا ببعض الشخصيات حوله، حيث كان عمه أسد الدين يعرف بالشجاعة والإقدام، لذا اكتسب صلاح الدين تلك الصفات منذ ريعان الشباب، مدعومة بمهارات القيادة التي كانت لديه.

بينما تولى أسد الدين وزارة إدارة شؤون وادي النيل، فإن القدر لم يمهله فرصة قضاء الكثير من الوقت لإنجاز مهامه، حيث رحل في سنة 564، ليدرك الخليفة العاضد أن ابن أخيه صلاح الدين هو خير سلف لأحسن خلف، لذا عينه وزيرا رغم أنه لم يكن يتجاوز الـ32 من العمر حينها.

لم يهتم صلاح الدين بأمر المكائد التي وضعت في طريقه من قبل حاسديه، الذين اندهشوا لتعيينه في هذا المنصب وهو في هذا العمر الصغير، إذ كان تركيزه منصبا دائما على الهدف الأسمى، المتمثل في تحرير بيت المقدس من الصليبيين، علما بأنه كان دائم الاهتمام بأمور الفقراء والمساكين، ليبادله الشعب بالحب والاحترام.

أبرز أعمال صلاح الدين الأيوبي

تتعدد الإنجازات الراسخة في الوجدان، والتي قام بها الأيوبي خلال السنوات التالية لتعيينه في الوزارة، إذ بدأ بتطهير البلاد من الخائنين والفاسدين، قبل أن يفاجأ بزحف ملك القدس الصليبي أموري إلى مصر من أجل الاستيلاء عليها، حيث رد حينها الأيوبي بأن أرسل الجيوش والأسلحة عبر النيل لملاقاة جيوش الصليبيين والفتك بها، الأمر الذي زاد من شعبية صلاح الدين في مصر وغيرها من مناطق العرب والمسلمين.

يعتبر صلاح الدين هو من كتب بنفسه كلمة النهاية للدولة الفاطمية التي كانت تحتضر حينها، حيث دعم الخليفة العباسي من أجل إعادة الأمجاد للبلاد، قبل أن ينجح في السيطرة بشكل كامل على العقبة في الأردن وعلى تونس، ويستعد لتحقيق حلم تحرير القدس من الغزاة.

تعتبر معركة حطين واحدة من أشهر معارك المسلمين في التاريخ، حيث نجح خلالها صلاح الدين في القضاء على الصليبيين بعد أن حرر القدس من أيديهم، فبينما آلت أمور المعركة إلى وقوع الصليبيين في مصيدة عسكرية، جعلتهم محاصرين بالقرب من منطقة طبريا، فإن دهاء صلاح الدين  الأيوبي دفعه إلى إحراق الأعشاب والشجيرات القريبة منهم قبل الاستيلاء على عيون الماء، من أجل تعطيش الصليبيين وإجبارهم على المواجهة.

بالفعل نجحت خطة صلاح الدين الذي واجه الصليبيين خلال معركة حطين بشجاعة يحسد عليها، لتنتهي بأسر وقتل الآلاف من الجيش المحتل، وتعود القدس إلى المسلمين كما كانت من قبل.

وفاة صلاح الدين الأيوبي

بينما تجاوز صلاح الدين عامه الـ56، فإنه بدأ في الشعور بالمرض الشديد، الذي نال من قوته، حيث اشتدت عليه الحمى حتى صار طريح الفراش لبعض الوقت.

لم يستمر الأمر طويلا حتى فوجئ الجميع بالخبر المفجع، الذي تمثل في وفاة القائد العسكري العظيم في عام 589هـ، بعدما أفنى حياته في الدفاع عن أراضي العرب والمسلمين، لتنتهي مسيرة البطل المغوار في سوريا، ويدفن بالقرب من الجامع الأموي في العاصمة دمشق.

في الختام، تكشف سيرة صلاح الدين الأيوبي عن بطل فريد من نوعه، حيث عانى من هجر بلاده منذ ولادته، إلا أنه صار سلطانا لكل البلاد في السنوات التالية، بعدما أصبح القائد العسكري المقاتل، والمحبوب من الجميع.