عودة التيار الكهربائي في إسبانيا بعد انقطاع.. تفاصيل الأزمة
عودة تدريجية للكهرباء بعد انقطاع واسع شل إسبانيا والبرتغال
بدأ التيار الكهربائي يعود تدريجيًا بداية من مساء الاثنين إلى عدد من مناطق إسبانيا والبرتغال، بعد انقطاع ضخم أصاب شبه الجزيرة الإيبيرية بالشلل، مما أدى إلى توقف وسائل النقل العام، وإغلاق المتاجر، وتعليق العمليات الطبية غير الطارئة في المستشفيات.
حالة طوارئ واستنفار أمني
أعلنت وزارة الداخلية الإسبانية حالة الطوارئ، ونشرت نحو 30 ألف عنصر من قوات الأمن في مختلف أنحاء البلاد لضبط الأوضاع.
كما عقدت حكومتا البلدين اجتماعات طارئة لمتابعة تطورات الأزمة التي وُصفت بأنها غير مسبوقة في القارة الأوروبية.
لم تُحدّد السلطات بعد السبب الدقيق وراء الانقطاع، وسط تبادل للاتهامات بين لشبونة ومدريد.
فقد أشار الجانب البرتغالي إلى أن الخلل بدأ من إسبانيا، بينما حمّلت إسبانيا المسؤولية لانفصال مفاجئ في الربط الكهربائي مع فرنسا.
رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز صرّح بأن البلاد فقدت في غضون خمس ثوانٍ فقط نحو 15 غيغاواط من الطاقة، أي ما يعادل 60% من الطلب الوطني، وهو ما وصفه بـ"الواقعة غير المسبوقة".
وأكد أن الفنيين يعملون على معرفة السبب الفعلي لهذا التراجع المفاجئ في توليد الكهرباء.
Power is now being restored in Spain and Portugal after a massive outage, which prompted Spain to declare a national emergency ⚡
— NewstalkFM (@NewstalkFM) April 29, 2025
The cause of the blackout remains unclear.
Take a look at some of the scenes from last night"s power outage across Spain ➡️📸 pic.twitter.com/iMXN7g1qsf
أسباب انقطاع الكهرباء عن إسبانيا والبرتغال
عضو مجلس إدارة مشغل الشبكة البرتغالية "REN"، جواو كونسيساو، لم يستبعد احتمال حدوث "تذبذب كهربائي كبير" بدأ في إسبانيا وامتد إلى البرتغال، مرجحًا أن الأسباب قد تكون فنية بحتة.
في المقابل، استبعد رئيس الوزراء البرتغالي فرضية تعرض الشبكة لهجوم إلكتروني.
من جهته، أرجع ممثل شركة REE الإسبانية ما حدث إلى انهيار الاتصال مع الشبكة الفرنسية، ما أدى إلى انقطاع واسع تجاوز قدرات أنظمة الحماية الأوروبية.
في إسبانيا، عاد التيار تدريجيًا إلى برشلونة وإقليم الباسك، ووصل إلى بعض مناطق مدريد مع حلول المساء. وأفادت الشبكة الوطنية بأن 61% من التيار تمت استعادته بنهاية أمس الاثنين.
أما في البرتغال، فأكدت شركة REN أن 85 من أصل 89 محطة فرعية عادت إلى الخدمة، لا سيما في لشبونة ومحيطها.
تداعيات واسعة على الحياة اليومية
الانقطاع الواسع خلف آثارًا كبيرة على الحياة اليومية، إذ توقفت المصاعد والمترو، وتعطلت إشارات المرور، وأُغلقت المستشفيات أمام العمليات غير الطارئة، وسط اعتمادها على المولدات.
كما أغلقت متاجر كبرى مثل "إيكيا" و"ليدل" أبوابها، وأُجّلت مباريات رياضية كبرى منها مباريات بطولة مدريد المفتوحة للتنس.
وقالت الشرطة البرتغالية إن خدمات القطارات والمترو توقفت في لشبونة وبورتو، بينما شهدت شوارع مدريد ازدحامات خانقة بسبب تعطل الإشارات، وتدخل المواطنون لتنظيم حركة السير يدويًا.
سجّلت حركة الإنترنت تراجعًا حادًا بلغ 90% في البرتغال و80% في إسبانيا مقارنة بالأسبوع السابق، بحسب بيانات من Cloudflare Radar.
وعلى الصعيد المالي، أكد البنك المركزي الإسباني أن الأنظمة المصرفية تعمل بشكل مقبول عبر أنظمة الطوارئ، رغم تعطل بعض أجهزة الصراف الآلي.
مقارنة تاريخية: الأسوأ منذ عقدين
الانقطاع يُعد من الأكبر في تاريخ أوروبا خلال العقود الأخيرة.
ففي عام 2003، تسبب خلل في خط كهرباء بين سويسرا وإيطاليا بانقطاع استمر 12 ساعة في إيطاليا، وفي 2006 تسببت شبكة ألمانية محملة بشكل زائد في قطع كهرباء طال دولًا أوروبية وشمال إفريقيا.
تعتمد إسبانيا في إنتاج الطاقة على مزيج من المصادر، تتضمن 43% من الطاقة المتجددة (رياح وشمس)، و20% من الطاقة النووية، و23% من الوقود الأحفوري، وفقًا لبيانات مؤسسة "Ember" البحثية.