لماذا يزداد القلق في الشتاء؟ العلم يجيب
أفادت تقارير طبية بأن فصل الشتاء لا يجلب معه البرودة فحسب، بل يتسبب أيضاً في موجة من القلق والضغط النفسي لدى الكثيرين.
فمع انخفاض درجات الحرارة وتراجع ساعات سطوع الشمس، تتعرض وظائف الجسم لتغيرات بيولوجية، والتي تؤثر بشكل مباشر في الصحة النفسية والمزاج العام، ما يجعل القلق خلال هذا الفصل أمراً شائعاً لدى مختلف الفئات.
وأوضحت التقارير أن الطقس البارد قد يكون محفزاً لمستويات أكبر من القلق، نتيجة مجموعة من العوامل المتداخلة، مثل:
اضطرابات النوم والروتين اليومي
لفتت التقارير إلى أن الليالي الطويلة وبرودة الجو، يزيدان من صعوبة الاستيقاظ المبكر، كما أن قلة الضوء يؤدي إلى تعطيل دورة النوم الطبيعية.
ويعد النوم عاملاً أساسياً في تنظيم المشاعر ومعالجة الضغوط اليومية، وعندما يختل، تتراكم الأفكار السلبية، ويزداد التركيز على المخاوف الصغيرة لتتحول إلى قلق مزمن.
ومع غياب الاستقرار في الروتين، قد يشعر الشخص بفوضى داخلية، والتي تزيد من ضعف قدرته على المواجهة.
تأثير البرودة على وظائف الجسم واستجابته للضغط
قالت التقارير إنه عندما تنخفض الحرارة، ينشط الجهاز العصبي الودي المسؤول عن الاستجابة للضغط، فيزداد نبض القلب، ويتدفق الأدرينالين في الجسم، وكأن الشخص في حالة تهديد أو مواجهة خطر غير مرئي.
كما يشعر كثيرون بتوتر عضلي مستمر وصعوبة في الاسترخاء، ما يعمق الإحساس بالانزعاج والقلق. وإضافة إلى ذلك، يتراجع التعرض لأشعة الشمس خلال الشتاء، ما يؤثر في إنتاج هرمون السيروتونين المرتبط بتحسين المزاج والشعور بالسعادة.
وهذا التراجع يخل بتوازن الساعة البيولوجية، يُضعف الطاقة النفسية، وقد يؤدي إلى مزاج منخفض، أو حتى بداية أعراض اكتئاب موسمي.
قلة الحركة وتراجع التفاعل الاجتماعي
بينت التقارير أن البرودة تدفع الناس إلى البقاء في منازلهم لفترات أطول، ما يقلل النشاط البدني، ويحد من التواصل مع الآخرين.
ومع زيادة العزلة، يزداد التفكير الداخلي، وتتكاثر السيناريوهات السلبية، فيصبح القلق جزء من الروتين اليومي يصعب التخلص منه.
الأعباء المادية والضغوط الأسرية
نوهت التقارير إلى أن الشتاء غالباً ما يعني ارتفاع متطلبات الإنفاق على التدفئة والغذاء والاحتياجات الأساسية.
وهذا العبء المالي يفتح باباً واسعاً للأسئلة المثيرة للقلق، مثل: “كيف سنتجاوز هذا الشهر؟” أو “هل يمكننا تحمل هذه التكاليف حتى نهاية الموسم؟”.
وهذه المخاوف تغذي القلق، وتضع الأسرة تحت ضغط نفسي متواصل.
شاهد أيضاً: العدوى المقاومة للعلاج: تهديد جديد للبشر
وأكدت التقارير أن مواجهة هذا النوع من القلق، يتطلب موازنة مدروسة بين الاهتمام بالجسد والعاطفة وتنظيم الوقت، موصية بالمحافظة على مواعيد ثابتة للنوم والاستيقاظ، وممارسة أنشطة بدنية بسيطة لكنها منتظمة، مثل المشي في الهواء الطلق أو التمارين المنزلية.
وشددت كذلك على أهمية تقنيات الاسترخاء، كالتنفس العميق والتأمل، ودعم العلاقات الاجتماعية ولو عبر التواصل الافتراضي.