وكالة الطاقة الدولية: الطلب على النفط سيستمر بالارتفاع حتى عام 2050

  • تاريخ النشر: منذ 5 أيام زمن القراءة: دقيقتين قراءة

تقرير وكالة الطاقة الدولية يكشف استمرار نمو الطلب على النفط والغاز رغم الأهداف المناخية

مقالات ذات صلة
وكالة الطاقة تقلص توقعات الطلب على النفط للمرة الأولى
وكالة الطاقة تحذر من تخفيضات أوبك بلس المفاجئة في إنتاج النفط
ارتفاع العقود الآجلة للنفط مع توقعات زيادة الطلب

كشفت وكالة الطاقة الدولية (IEA) في تقريرها السنوي الصادر اليوم الأربعاء أن الطلب العالمي على النفط والغاز سيواصل النمو حتى عام 2050، في تحول واضح عن توقعاتها السابقة التي كانت تشير إلى قرب ذروة الطلب خلال هذا العقد.

وأشارت الوكالة إلى أن هذا الاتجاه يعكس فشلًا محتملًا في تحقيق أهداف خفض الانبعاثات والحد من الاحتباس الحراري.

توقعات جديدة تتعارض مع أهداف المناخ

قالت الوكالة إن السيناريو القائم على السياسات الحالية للحكومات، وليس على تعهداتها المناخية، يُظهر أن الطلب على النفط قد يرتفع إلى نحو 113 مليون برميل يوميًا بحلول منتصف القرن، أي بزيادة تقارب 13% مقارنة بمستويات 2024.

كما توقعت أن يرتفع الطلب العالمي على الطاقة بنسبة 15% بحلول عام 2035، وهو ما يعكس استمرار اعتماد الاقتصادات الكبرى على الوقود الأحفوري رغم خطط التحول الأخضر.

ضغوط سياسية وتباين في الرؤى الأمريكية

خلال إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واجهت وكالة الطاقة الدولية ضغوطًا لتبني سياسات أكثر دعمًا لإنتاج النفط والغاز، بينما دعت إدارة جو بايدن لاحقًا إلى تسريع التحول نحو الطاقة النظيفة.

وكانت الوكالة قد توقعت في عهد بايدن أن يبلغ الطلب على النفط ذروته قبل عام 2030، معتبرة أن الاستثمار في مشاريع جديدة للنفط والغاز لم يعد ضروريًا لتحقيق أهداف المناخ.

لكن وزير الطاقة الأمريكي الأسبق كريس رايت وصف هذه التوقعات بأنها "غير منطقية"، مؤكدًا أن التحول الكامل للطاقة النظيفة لا يزال بعيد المنال في ظل الطلب العالمي المتزايد.

قفزة قياسية في مشاريع الغاز الطبيعي المسال

بحسب التقرير، يشهد عام 2025 ارتفاعًا كبيرًا في الاستثمارات بقطاع الغاز الطبيعي المسال (LNG)، حيث من المتوقع أن يبدأ تشغيل مشاريع جديدة بطاقة 300 مليار متر مكعب سنويًا بحلول عام 2030، ما يمثل زيادة 50% في الإمدادات العالمية.

وتتوقع الوكالة أن يرتفع الطلب العالمي على الغاز المسال من 560 مليار متر مكعب في 2024 إلى أكثر من تريليون متر مكعب بحلول 2050، مدفوعًا بزيادة استهلاك الكهرباء الناتج عن التوسع في مراكز البيانات وتقنيات الذكاء الاصطناعي.

كما أشارت إلى أن الاستثمارات العالمية في مراكز البيانات قد تصل إلى 580 مليار دولار في 2025، متجاوزة الإنفاق السنوي على مشاريع النفط المقدّر بـ540 مليار دولار.

تحذير من تجاوز درجة الحرارة العالمية 1.5 مئوية

في جانب آخر، تناول التقرير سيناريو “صفر انبعاثات صافية” بحلول عام 2050، الذي يفترض تنفيذ سياسات صارمة لخفض انبعاثات الكربون واستخدام تقنيات متقدمة لإزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي.

إلا أن الوكالة حذّرت من أن درجات الحرارة العالمية ستتجاوز حاجز 1.5 درجة مئوية في جميع السيناريوهات الحالية، ولن تبدأ في الانخفاض مجددًا إلا إذا تم تطبيق تقنيات احتجاز الكربون على نطاق واسع.

أوضحت الوكالة أنها تخلت هذا العام عن استخدام سيناريو التعهدات المناخية الذي كانت تعتمد عليه في توقعاتها منذ عام 2020، وذلك بسبب نقص الخطط المناخية المقدمة من الدول للفترة بين 2031 و2035، ما يجعل من الصعب رسم صورة دقيقة للالتزامات المستقبلية.