حصل الناشط البيلاروسي أليس بيالياتسكي على جائزة نوبل للسلام 2022، وهو محتجز في السجن دون محاكمة في عام 2022، ورغم المصاعب الشخصية التي عانى منها، إلا أنها لم يتناول عن الدفاع عن حقوق الإنسان والديمقراطية في بلده، تعرف على حياته في السطور التالية.
حياة أليس بيالياتسكي ونشأته
أليس فيكتارافيتش بيالياتسكي هو ناشط بيلاروسي مؤيد للديمقراطية وسجين رأس، ولد في 25 سبتمبر عام 1962 في مدينة مارسيليا في منطقة كاريليا لأبوين بيلاروسيين، والده هو فيكتور من مواليد منطقة راهازوي، ووالدته نينا من مقاطعة نارولا. في عام 1965 عادت العائلة إلى بيلاروسيا، واستقرت في منطقة هومييتش.
درس أليس الأدب الروسي في جامعة ولاية هوميل وتخرج بدرجة في اللغة الروسية والبيلاروسية عام 1984، حينما كان يدرس في الجامعة كان أليس عازفًا على الجيتار في فرقة اسمها "باسكي"، وبعد التخرج عمل كمدرس في إحدى مدارس منطقة هومييتش.
في عام 1989 حصل على درجة الدكتوراه من أكاديمية العلوم البيلاروسية، وعمل كباحث مبتدئ في متحف تاريخ الأدب البيلاروسي، ثم تم انتخابه مديرًا لمتحف مكسيم باهدانوفيتش الأدبي.
ما بين عامي 1985 و1986 خدم أليس في الجيش كسائق عربة مدرعة في مدعية مضادة للدبابات في روسيا.
تزوج أليس من ناتاليا بينتشوك، حيث التقيا عام 1982 حينما كان طالبًا في الجامعة، وتزوجا في عام 1987، ولديه ابن اسمه آدم.
نشاطه في تأييد الديمقراطية وحقوق الإنسان
بدأ أليس بيالياتسكي اهتمامه بمجال الديمقراطية وحقوق الإنسان في أوائل الثمانينات، حيث انضم إلى حزب سري بيلاروسي اسمه "الاستقلال" هدفه تعزيز خروج بيلاروسيا من الاتحاد السوفيتي، وتشكيل دولة ديمقراطية ذات سيادة.
شارك أليس كذلك في تنظيم احتجاجات مناهضة للسوفييت، كما كان عضوًا في اللجنة المنظمة للجمعية الأولى للمجتمعات البيلاروسية، كما كان أحد الأعضاء المؤسسين للجبهة الشعبية البيلاروسية.
خلال فترة إدارته لمتحف مكسيم باهدانوفيتش نظم العديد من الفعاليات العامة حول القضايا السياسية والثقافية والدينية، وبين عامي 1991 و1996 كان عضوًا في مجلس نواب مدينة مينسك.
بعد سقوط الاتحاد السوفييتي أصبح أليس سكرتير الجبهة الشعبية البيلاروسية، وأسس مركز "فياسنا لحقوق الإنسان" عام 1996، كما كان رئيس مجموعة العمل لجمعية المنظمات غير الحكومية الديمقراطية، وكان نائب رئيس الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان.
قدمت فياسنا الدعم للمتظاهرين المسجونين وعائلاتهم، ووثقت استخدام التعذيب ضد السجناء السياسيين من قبل سلطات بيلاروسيا.
ما بين عامي 2000 و2004 كان رئيس مجموعة العمل لجمعية المنظمات غير الحكومية الديمقراطية، كما كان نائب رئيس الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان، من عام 2007 إلى 2016.
اعتقاله
في عام 2011 اعتقل أليس بتهمة التهرب الضريبي، وحكم عليه بالسجن لمدة 4 سنوات ونصف ومصادرة الممتلكات، ودافع أليس عن نفسه بأن الأموال في حسابه لتغطية أنشطة فياسنا في مجال حقوق الإنسان، وأطلق سراحه في شهر يونيو عام 2014.
بعد اعتقاله تحدثت العديد من منظمات حقوق الإنسان بأن أليس سجين رأي، وسجينًا سياسيًا، وحثوا السلطات البيلاروسية على إطلاق سراحه، ودعا البرلمان الأوروبي إلى إطلاق سراحه.
بعد اعتقاله أعلنت منظمة العفو الدولية أن بيالاتسكي سجين رأي، وقالت هيومن رايتس ووتش في بيان: "اعتقال بيلياتسكي هو حالة انتقامية واضحة ضده وضد فياسنا على عملهما في مجال حقوق الإنسان. إنها الأحدث في سلسلة طويلة من الجهود التي تبذلها الحكومة لسحق المجتمع المدني في بيلاروسيا".
قضى أليس فترة سجنه يعمل في الخياطة، وقد عوقب أكثر من مرة بتهمة انتهاك قواعد السجن، وتم حرمانه من الزيارات العائلية عام 2012، وخلال فترة سجنه كتب العديد من النصوص الأدبية والمقالات والمذكرات.
اعتقل بيالياتسكي للمرة الثانية في 14 يوليو عام 2021 ووجهت إليه مرة أخرى تهمة التهرب الضريبة مع عقوبة قصوى تصل إلى 7 سنوات في السجن، وهو لا يزال سجينًا حتى الآن.
قبل إلقاء القبض عليه قبل عامين بقليل، كتب السيد بيالياتسكي على صفحته على فيسبوك أن السلطات البيلاروسية "تتصرف كنظام احتلال".
حصوله على جائزة نوبل للسلام 2022
حصل أليس بيالياتسكي على جائزة نوبل للسلام 2022، وقال رئيس لجنة نوبل النرويجية، بيريت ريس أندرسن، إن أليس كرس حياته لتعزيز الديمقراطية والتنمية السلمية في وطنه.
إلى جانب السيد بيالياتسكي، يعد المركز الأوكراني للحريات المدنية (CCL) أحد الفائزين الثلاثة المشتركين بجائزة نوبل للسلام لهذا العام.
CCL هي إحدى منظمات حقوق الإنسان الرائدة في أوكرانيا، تأسست في عام 2007، عندما قرر قادة جماعات حقوق الإنسان من تسع دول ما بعد الاتحاد السوفياتي إنشاء مركز دعم الموارد عبر الحدود في كييف.
الفائز الآخر بجائزة نوبل للسلام هذا العام هو منظمة حقوق الإنسان الروسية ميموريال - التي أغلقتها السلطات في وقت سابق من هذا العام.
لأكثر من 30 عامًا، عملت ميموريال على تسليط الضوء على ملايين الأبرياء الذين تم إعدامهم أو سجنهم أو اضطهادهم في الحقبة السوفيتية.
