حسين سجواني.. رجل الأعمال مؤسس إمبراطورية داماك العقارية

يعد رجل الأعمال الإماراتي حسين سجواني من أبرز رواد الأعمال في الإمارات والعالم، فهو مؤسس إمبراطورية داماك العقارية التي تعد من أشهر وأهم شركات التطوير العقاري في العالم، والتي تصدرت قائمة فوربس لأسرع الشركات نموًا في العالم عام 2017، تعرف أكثر على قصة نجاحه وكيف تمكن من بناء إمبراطوريته العقارية.

من هو حسين سجواني؟

حسين علي حبيب سجواني، الملياردير الإماراتي ومؤسس شركة داماك العقارية، يعد من الشخصيات البارزة في عالم الأعمال والتطوير العقاري.

بدأت رحلته الريادية في منتصف التسعينيات ببناء العديد من الفنادق في دبي لتلبية الطلب المتزايد على الإقامة في الإمارة، ومن ثم تأسيس شركته الخاصة، داماك العقارية، في عام 2002، والتي حققت نجاحاً كبيراً، وأصبحت واحدة من أبرز شركات التطوير العقاري في الشرق الأوسط.

تتمتع داماك العقارية اليوم بحضور عالمي، حيث تمتلك مشاريع فاخرة في مدن كبرى مثل دبي، وجدة، والرياض، وبغداد، وبيروت، والدوحة، وتورنتو، والمالديف، ولندن، وميامي، بالإضافة إلى عدد كبير من المشاريع السكنية التي قدمتها إلى السوق، وتعاونت مع علامات تجارية عالمية في تقديم مفاهيم جديدة للمعيشة الفاخرة.

بجانب نجاحه في مجال العقارات، يتمتع سجواني بسجل حافل من النجاحات في أسواق المال والأسهم العالمية، مما يجعله شخصية متعددة المواهب وذات تأثير كبير في الساحة العالمية.

نشأته وتعليمه

ولد رجل الأعمال الإماراتي حسين سجواني في عائلة من الطبقة المتوسطة في مدينة دبي عام 1953، وهو الابن الأكبر بين 5 أبناء وبدأ اهتمامه بالتجارة والاستثمار منذ سن مبكرة، حيث عمل مع والده في بيع الساعات والأقلام والبضائع المستوردة من الهند عندما كان عمره 8 سنوات فقط.

فقد كان ينهي مدرسته ويذهب إلى محل والده وقد كانت لهذه النشأة الأكثر الكبير في تعلمه التجارة مع سنه وتعرفه على طريقة التعامل مع الزبائن.

كان لوالد رجل الأعمال الإماراتي حسين سجواني أثر كبير على تحقيق نجاح هائل في عالم التجارة، فقد كان والده تاجرًا بسيطًا بدأ في مهنة متواضعة، فقد عمل كعامل بناء في القاعدة الإنجليزية القدمية في الشارقة وتمكن بعدها من دخول عالم التجارة.

وقد حرص والده على إشراك ابنه معه في العمل منذ سن 8 سنوات كما ذكرنا سابقًا، كما أنه لم يكن يرغب أن يكمل ابنه تعليمه الجامعي ويكتفي بالدراسة الثانوية ليبدأ التجارة والعمل.

كان حسين قريبًا من والدته أيضًا، كونه أكبر أبنائها الذكور، وقد ذكر أن والدته جاءت من عائلة فقيرة جدًا لذا بدأت العمل في سن مبكرة وتعلمت الخياطة ثم تطورت تجارتها وأصبحت تشتري الأقمشة بالجملة وتبيعها في الأسواق ثم تمكنت فيما بعد من فتح دكان صغير في بيتها، وقد استمرت في العمل حتى بعد زواجها وإنجابها الأطفال.

كانت هذه الطبيعة التجارية ظاهرة في دماء سجواني أيضًا ففي المدرسة كان يشتري الحلويات والشوكولاتة بالجملة ويبيعها لزملائه في المدرسة.

دراسته وتعليمه

سافر سجواني إلى بغداد ودرس في كلية الطب في جامعة بغداد ضمن منحة دراسية، إلا أنه ترك الدراسة بعد السنة الأولى بعدما فشل في النجاح في السنة الأولى وعاد بعدها إلى دبي.

حينما عاد سجواني إلى دبي طلب منه والده أن يتوقف عن الدراسة ويعمل معه في المتجر إلا أن سجواني رفض وقرر الدراسة في أمريكا وقد شجعته والدته على هذا الأمر.

تمكن سجواني من السفر إلى أمريكا لدراسة الهندسة الصناعية في واشنطن وجمّع الأموال من التجارة البسيطة التي بدأها في بغداد، وكان يملك حينها ألف دولار فقط، وقد منحه والده أموالًا أيضًا رغم رفضه سفر ابنه.

 غادر إلى الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة الهندسة الصناعية في جامعة واشنطن وحصل منها على الشهادة البكالوريوس في الاقتصاد والهندسة الصناعية عام 1981.

زوجة حسين سجواني

لا يوجد معلومات عن زوجة حسين سجواني، ولكن ذكر أنه يعيش مع زوجته وأبنائه الأربعة في دبي، وأبناءه هم علي وأمير وعباس ومهدي.

أبناء حسين سجواني

أبناء حسين سجواني يشاركون والدهم في إدارة الشركة، فابنه علي هو المدير العالم للعمليات والتكنولوجيا في شركة داماك العقارية، ومن مسؤولياته الإشراف على العديد من الوظائف الحيوية التي تسهم في نمو وتوسع شركته وتحقيق استراتيجياتها على المدى الطويل.

وتشمل هذه المسؤوليات تطوير إدارة علاقات العملاء، وإدارة عمليات التسليم والتحصيل، والتسويق الرقمي والاتصالات، والمبيعات المباشرة، وتكنولوجيا المعلومات، بالإضافة إلى الضيافة.

أما ابنته أميرة هي رائدة أعمال تعمل المدير العام للمبيعات والتطوير في شركة داماك العقارية، كما أنه المؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة ريبكو، وقد تخصصت في إدارة مشاريع البناء.

ابنه الثالث عباس هو عضو مجلس إدارة مجموعة داماك، كما أنه المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة  AHS وقد شق طريقه في عالم الأعمال مبكرًا وعمره 18 عامًا وأصبحت أصول شركته الآن تبلغ 1.65 مليار دولار أمريكي وبها أكثر من ألفي موظف.

ما هو أصل حسين سجواني؟

كثرت الأقاويل حول أصول رجل الأعمال حسين سجواني، وقد قيل إن أصل عائلة سجواني من إيران، وخصوصًا أن أسماء أبنائه مأخوذة من التراث الشيعي، وهو الأمر الذي نفاه بشكل تام في أحد الحوارات التلفزيونية.

وقد أوضح أن له أقارب في العراق، وذلك أن جده تزوج من أكثر من سيدة وفي إحدى سفراته إلى العراق تزوج من سيدة عراقية، لذا فإن جدته من طرف والدته هي عراقية ولديه أخوال والده يعيشون في بغداد حتى الآن ولا يزالون على تواصل.

بداية مسيرته المهينة

بعد التخرج عاد سجواني إلى أبوظبي، وبدأ مسيرته المهنية بالعمل في شركة أبوظبي لصناعات الغاز وشغل منصب مدير العقود في الشركة، وبعد عامين قرر أن يبدأ مشروعه التجاري الخاص في مجال التموين.

بدأ سجواني مشروعه بتقديم خدمات تموين الطعام إلى المؤسسات الكبرى ومنها الجيش الأمريكي، ولا تزال هذه الشركة تقدم خدماتها حتى الآن تحت اسم مؤسسة "جلوبال لوجيستكس سيرفيسز".

من هو مؤسس شركة داماك؟

أسس رجل الأعمال الإماراتي حسين سجواني شركة داماك العقارية في دبي عام 1982، وقد بدأت هذه الشركة أعمالها في مجال التموين والخدمات اللوجستية وشهدت نموًا ملحوظا في المنطقة حتى تمكنت من العمل في مجموعة متنوعة من القطاعات.

عملت شركة داماك في مجالات التطوير العقاري والفنادق والاستثمارات الرأسمالية والتجزئة ومراكز البيانات، وأصبحت الآن واحدة من أهم الأهم الشركات في الأسواق العالمية في أوروبا وأمريكا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

لدى شركة داماك محافظ استثمارية في أسواق محلية وعالمية، ومن ضمن استثمارت المجموعة عمليات الاندماج والاستحواذ، حيث تملك الشركة حصصاً في العديد من شركات التداول العام في قطاعات مختلفة منها التصنيع والضيافة والأزياء والعقارات وغيرها.

من بين أبرز العمليات التي قامت بها مجموعة داماك استحواذها على علامة الأزياء الإيطالية الشهيرة روبرتو كافالي في عام 2019، وبعد ذلك استحواذها على دار المجوهرات السويسرية الفاخرة دي جريسوغونو.

وفي عام 2021، تم إطلاق شركة "مراكز بيانات داماك" المتخصصة في البنية التحتية الرقمية، مما يعكس التوجه نحو استثمارات مبتكرة ومستقبلية في مجال التكنولوجيا والبنية التحتية.

وفي مجال العقارات حققت شركة داماك نجاحًا مبهرًا، فقد أطلقت قسم الضيافة الخاصة بها فنادق ومنتجات داماك ميزون عام 2011، وفي عام 2015 أدرجت الشركة بشكل رسمي في سوق دبي المالي كشركة مساهمة عامة.

نجحت مجموعة داماك العقارية في إطلاق العديد من المشاريع الناجحة، ومنها ملعب غولف تديره منظمة ترامب، كما أطلقت المجمعة شققاً فاخرة بتصاميم داخلية من توقيع دار أزياء إيطالية منها روبرت كافالي وفندي وفريساتشي.

لدى لشركة أيضًا شراكات مع فنادق مختلفة منها بارامونت بيكشتر وأطلقا سويًا فنادق ومنتجعات باراماونت واستثمر 600 مليون جنيه إسترليني في لندن من خلال مشروع داماك تاور ناين إلمز لندن.

مؤسسة حسين سجواني

من أبرز المؤسسات التي أسسها رجل الأعمال حسين سجواني هي مؤسسة خيرية تحمل اسمه وقد ساهمت في العديد من الأنشطة الخيرية على مدار سنوات، ودعمت المؤسسة العديد من المبادرات والمنظمات الخيرية والإنسانية، ولعل أهمها مبادرة "صناع الأمل 2020"، والهلال الأحمر الإماراتي وجمعية دار البر وجمعية دبي العطاء وغيرها من الجمعيات الخيرية.

وقد تعاونت شركة داماك مع المؤسسة لتنظيم عدد من المبادرات والمنظمات بهدف تحسين جودة الحياة في المجتمعات المختلفة، ومن أهم إنجازات هذه المؤسسة هو تأسيس "جمعية دار البر" التي نجحت في التبرع بمبلغ 100 ألف درهم لرعاية حفل رمضان السنوي للأيتام والأطفال المحتاجين.

أطلقت المؤسسة أيضًا مبادرة خيرية تحت اسم "الصفحة البيضاء" وتهدف تقديم مساعدات مالية للمدانين بأحكام مخففة، وقد تم إطلاق هذه المبادرة أول مرة عام 2022. ترعى المؤسسة أيضًا مبادرة "مليون مبرمج عربي" مع مؤسسة دبي للمستقبل الذي يهدف إلى تعليم مليون عربي لغة البرمجة.

كم تبلغ ثروة حسين سجواني؟

يعد الملياردير الإماراتي حسين سجواني من أبرز رجال الأعمال وأثراهم في الخليج والوطن العربي، فقد تصدر قائمة فوربس للأثرياء العرب عام 2023 واحتل المركز الثالث في القائمة بثروة تقدر ب4.5 مليار دولار.

في عام 2024 صنفته فوربس في المرتبة العاشر في قائمة أقوى 100 شركة عائلية عربية لعام 2024. في عام 2017 احتل المرتبة 15 في قائمة أفضل رئيس تنفيذي في الشرق الأوسط، وفي عام 2018 حصل على جوائز أريبيان بزنس العقارية.

في عام 2020 كان ضمن قائمة Cityscape Intelligence لأكثر الشخصيات نفوذًا في صناعة العقارات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.