حققت المخرجة المصرية الويلزية سارة الحسيني نجاحًا كبيرًا بعدما أخرجت فيلم "السباحتان" الذي يحكي قصة السباحتين سارة ويسرى مارديني اللتين أنقذتا مركبًا للاجئين على السواحل اليونانية، وقد حقق الفيلم نجاحًا كبيرًا فور عرضه، في السطور التالية تعرف على مسيرتها الفنية وحياتها.
من هي المخرجة سالي الحسيني؟
هي مخرجة وكاتبة سيناريو مصرية ويلزية ولدت في عام 1976 في سوانزي في ويلز من أبوين ويلزيين مصريين نشأ في القاهرة في مصر. أحبت سالي الكتابة منذ صغرها ونشرت قصتها الأولى حينما كانت في السابعة من عمرها.
درست سالي في ثانوية أتلانتيك كوليدج، وقد درست اللغة العربية ودراسات الشرق الأوسط في جامعة دورها قبل أن تدخل مجال الأفلام. عملت سالي في مجال التدريس ودرست الأدب الإنجليزي في مدرسة للبنات في صنعاء في اليمن، كما كانت تعمل مع منظمة العفو الدولية وقد عاشت فترة من حياتها تقيم في لندن.
مسيرتها السينمائية
بدأت المخرجة سالي الحسيني عملها في السينما كمتدربة مع المخرج المسرحي البريطاني جون سيشل، وقد اهتمت في بدايتها بإنتاج الأفلام الوثائقية في الشرق الأوسط، وبعدها انتقلت إلى الأفلام الروائية المستقلة.
عملت سالي في البداية كمنسقة إنتاج لعدة سنوات، كما عملت في مجال التحرير السينمائي، وكانت باحثة ومتخصصة في التحرير السينمائي للمسلسل البريطاني القصير House of Saddam والذي عرض عام 2008 وحصل على جائزة بافتا وإيمي أوارد في فئة المسلسلات القصيرة.
أمضت سالي عامين ونصف تقريبًا من أجل البحث والتقصي لكتابة سيناريو المسلسل، وقد فاز المسلسل بجائزة جريرسون لأفضل دراما واقعية. في عام 2009 تم اختيار فيلمها Henna Night في مهرجان London Lesbian and Gay Film Festival، كما شارك الفيلم في مسابقة مهرجان روتردام السينمائي الدولي ومهرجان ريندنس السينمائي.
تجربتها الإخراجية
في عام 2009 شاركت سالي الحسيني في مختبرات صندانس وطورت سيناريو الفيلم السينمائي البريطاني My Brother the Devil الذي عرض عام 2012، وقد تم اختيارها عام 2009 ضمن نجوم بريطانيا المستقبليين.
حقق فيلم My Brother the Devil التي شاركت في كتابته وأخرجته نجاحًا كبيرًا في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزلاند وألمانيا، وقد عرض الفيلم في 40 مهرجان سينمائياً ودوليا حصل على 12 جائزة و17 ترشيحًا وتكريمًا من مهرجانات عالمية مختلفة.
وبصفتها كاتبة ومخرجة للفيلم فازت سالي الحسيني بجائزة الوافد الجديد الواعد في حفل توزيع جوائز "إيفيننج" القياسي للأفلام عام 2013، كما فاز الفيلم بجائزة أفضل سيناريو في حفل توزيع جوائز نقابة بريطانيا العظمة للكتاب عام 2013. فازت أيضًا بجائزة أفضل وافد جديد في مهرجان لندن السينمائي، وجائزة المواهب الجديدة في حفل توزيع جوائز المرأة البريطانية في السينما والتلفزيون عام 2012.
في عام 2012 تم ترشيح الفيلم لجائزة أفضل فيلم في حفل توزيع جوائز الأفلام المستقلة البريطانية، وجائزة بيفا.
شارك في بطولة الفيلم عدد من النجوم منهم فادي السيد، وناصر ميمارزا وجايمس فلويد وسعيد التغماوي وأنتوني ويلش، ويحكي الفيلم عن صبي يبلغ من العمر 14 عامًا اسمه مو شخصيته انطوائية لذا يتعرض لمضايقات عديدة ولديه شقيقه اسمه رشيد يتمتع بشخصية جذابة ولكنه يعمل في تجارة المخدرات حتى يساعد عائلته ماديًا.
في عام 2014 شاركت سالي في إخراج المسلسل التلفزيوني Babylon والذي تدور أحداثه في لندن ويتحدث عن الشخصيات العاملة في خدمة شرطة العاصمة وضباط الشرطة في الشوارع، وقد شارك في إخراج المسلسل المخرج جون بيرد وداني بويل.
إخراج فيلم السباحتان
في عام 2022 قررت سالي الحسيني إخراج فيلم "السباحتان" الذي يصور الرحلة الحقيقية المرعبة للشقيقتين يسرى مارديني وسارة مارديني خلال محاولة إنقاذهما قارب اللجوء على السواحل اليونانية.
حقق الفيلم نجاحًا كبيرًا، وقد عرض في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي لعام 2022 وعرض في السينمات في نوفمبر من العام نفسه ثم عرض على منصة نتفلكس. شارك في بطولة الفيلم الشقيقتين منال عيسى وناتالي عيسى وشارك فيه عدد من النجوم العرب منهم أحمد مالك والممثل الفلسطيني علي سليمان والممثلة السورية كندة علوش.
وقد سُئلت سالي عن سبب اختيارها ممثلة سورية واحدة فقط في الفيلم، وهي الفنانة كندة علوش، رغم أن الفيلم يحكي عن بطلتين من سوريا، وقد أوضحت أنها اختارت الشخصيات الأقرب للشكل من الشخصيات الحقيقية ولم يعنها جنسية الممثل.
لا يتناول الفيلم القصة المروعة لمحاولة إنقاذ القارب التي قامت بها سارة ويسرى، وإنما يسرد قصتهما للجوء في ألمانيا مرورًا بمشاركة سارة في أولمبياد ريو دي جينيرو عام 2016.
وقد كشفت سالي الحسيني أنها واجهت صعوبة في تصوير مشاهد البحر، لأن التصوير كان في بحر مفتوح مع عدد كبير من الأشخاص، كما تم التصوير خلال فترة كورونا لذا كان يجب اتخاذ الاحتياطات الممكنة.
وأوضحت سالي أنها استخدمت خزانات المياه في المشاهد الليلية فقط لأنه كان من الخطير وضع 25 ممثلًا في البحر ليلًا، وخاصة أنها قامت بالتصوير في البقعة الحقيقية التي سافرت منها يسرى وسارة بطلات الفيلم.
وقالت سالي إن الممثلين تمكنوا من فهم الشخصيات بشكل جيد خلال مشاهد البحر لأنهما شاهدا أشخاصاً وزوارق حقيقية تحاول الهجرة. وقد أوضحت سالي أن يسرى مارديني الحقيقية شاركت في الفيلم.
وقد أوضحت سالي أن منال وناتالي بطلتا الفيلم لم تكن تجيدان السباحة وقد عملتا بجد لمدة شهرين لتعلم السباحة ومحاولة الظهور بشكل رياضي أكثر، وعملت يسرى مارديين كبديلة في بعض لقطات المياه التي كانت تقوم بها ناتالي وساعدت بشكل كبير خلال التصوير.
وعن سبب اختيارها الحوار باللغة الإنجليزية قالت إنها كانت الطريقة التي تتحدث بها سارة ويسرى معًا، حتى عندما وصلا إلى ألمانيا تحدثا إلى الصحافة والإعلام باللغة الإنجيزية، واشتهرت قصتهم باللغة الإنجليزي، لذا قررت أن تجعل لغة الفيلم الإنجليزية.
اختارت سالي في الفيلم تقديم أغنيات مصرية ولكن حديثة عن تاريخ القصة الحقيقية، والتي كانت عام 2015، وقالت إن سبب اختيارها أغنيات أحدث أنها تعبر أكثر عن مشاعر الأختين وقصتهما.
