يعد الباحث والأكاديمي الفلسطيني عزمي بشارة من أبرز الشخصيات السياسية والأكاديمية في فلسطين، ومن أبرز الممثلين للمواطنين في الفلسطينيين في الأراضي المختلفة، وقد عرف بغزارة إنتاجه الفكري في عدة مجالات مثل الدين والعلمانية والقومية وغيرها، في السطور التالية تعرف على مسيرته وحياته.
من هو عزمي بشارة؟
عزمي أنطوان بشارة هو مفكر وأكاديمي وكاتب وأديب فلسطيني من عرب 48 ولد في الناصرة في 22 يوليو عام 1956 ويعيش حاليًا في دولة قطر. حصل بشارة على درجة الدكتوراه في الفلسفة وقد اشتهر بغزارة إنتاجه الفكري والأدبي.
ولد بشارة في مدينة الناصرة التي أصبحت بعد نكبة 1948 المركز الرئيسي لعرب 48 في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقد نشأ عزمي لأسرة مسيحية تنحدر أصولتاه من قرية ترشيحا في الجليل الأعلى.
نشأ وتربى عزمي في مدينة الناصر، وتجديدًا في الحي الغربي وقد درس تعليمه الأولي في المدرسة المعمدانية، ثم درس في جامعة حيفا.
عزمي بشارة هو شخصية بارزة في فلسطين المحتلة، فقد كان قائدًا للتجمع الوطني الديمقراطي ومؤسسه البارز. كان يمثل المواطنين الفلسطينيين العرب في الكنيست وقد شغل منصب نائب سابق عنه، وحاليًا يشغل منصب مدير عام المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.
اشتهر بشارة بإنتاجه الفكري والأدبي الغزير، وخلال مؤلفاته وكتاباته ركز على قضايا متعددة منها القومية العربية والقضية الفلسطينية والدين والعلمانية وغيرها كما يركز بشكل خاصة على تجديد الفكر العربي وتحليل المجتمع داخل فلسطين.
كان لبشارة تأثير كبير على المجتمع العربي وخاصة خلال فترات الصراع المخلتفة مثل الانتفاضة الثانية والحرب اللبنانية والعدوان على غزة وبالطبع خلال ثروات الربيع العربي.
يتمتع بشارة بشعبية كبيرة بين العرب في فلسطين المحتلة ويحظى بتقدير كبير كقائد ومفكر. لقد كانت هناك محاولات لنزع حصانته البرلمانية في الكنيست، ولكنه استمر في العمل وتمثيل المواطنين العرب في الكنيست بشكل فعال.
يعتبر عزمي بشارة شخصية رائدة في المشهد السياسي العربي في إسرائيل، ويسعى دائمًا إلى تعزيز المواطنة العربية والمشاركة السياسية للعرب في إسرائيل، وتحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية.
من هو والد عزمي بشارة؟
تحدث المفكر عزمي بشارة عن والده أنطوان وقال إن والده كان ناشطًا شيوعيًا وكان مثقفًا ولكنه لم يمكن نشطًا في السياسة ولم ينضم إلى أي حزب. وقد أوضح بشارة أن والده دافع عن قريته بالسلاح ولهذا السبب تم القبض عليه.
انضم والده إلى عصبة التحرر الوطني، وقد أوضح بشارة أنه تأثر بوالده كثيرًا، خصوصًا أنه كان يتحدث معه عن مواقفه وأفكاره بشكل صريح.
دراسته
درس المفكر عزمي بشارة في جامعة حيفا حتى عام 1977 ثم درس في جامعة القدس حتى عام 1980، وأكمل دراسته ف يجامعة هومبولت في برلين في ألمانيا الشرقية وحصل منها على شهادة الدكتوراه في الفلسفة بعد 6 سنوات من الدرس.
كانت رسالة الدكتوراه الخاصة به بعنوان "المنطقي والتاريخي في منهج البحث في كتاب رأس المال لكارل ماركس".
حياته المهنية
بعد حصوله على درجة الدكتوراه عاد عزمي بشارة إلى فلسطين عام 1986 وعمل في جامعة بريزيت ودرس مادسة الفلسفة والدراسات الثقافية في الجامعة، وقد ظل يشغل هذا المنصب لمدة 10 سنوات.
في عام 1996 قرر بشارة الترشح للكنيست، وقد عمل كذلك كباحث في معهد فان لير في القدس الغربية، كما عمل منسقًا لمشاريع الأبحاث في المعهد واستمر في هذه الوظيفة حتى فترة ترشحه للكنيست.
استمرت عضوية بشارة في الكنيست حتى عام 2007 وهو العام الذي خرج فيه من فلسطين بسبب ملاحقته وتوجيه تهم إليه بمساعدة حزب الله في حرب لبنان عام 2006. انتقل عزمي بشري للعمل في قطر، وهناك أصبح عضوًا في مجلس أمناء المؤسسة العربية الديمقراطية التي تأسست عام 2007، وعمل في مركز دراسات الوحدة العربية.
مؤسسات وأكاديميات أسسها
أسس بشارة العديد من المؤسسات والأكاديميات داخل فلسطين، ومنها جمعية الثقافة العربية في الناصرة، و مؤسسة مدى الكرمل للبحوث الاجتماعية التطبيقية، ومؤسسة مواطن وغيرها.
وفي قطر أسس في المركز العربي للأبحاص ودراسة السياسات في عام 2010، كما أطلق مشروع المعجم التاريخي للغة العربية. في عام 2014 افتتح بشارة معهد الدوحة للدراسات العليا وهو معهد مستقل للتعليم والأبحاث.
أسس بشارة أيضًا عددًا من المؤسسات الإعلامية التي تساهم في نشر الأفكار التي يؤمن بها ويدافع عنها، فقد أنشأ صحيفة العربي الجديد في مارس عام 2014 والتي تصدر باللغتين العربية والإنجليزي ومقرها لندن.
وقد افتتحت الصحيفة عدة مكاتب في عواصم عربية، ثم أسس شبكة تلفزيون العربي التي كانت مدينة لندن مقرًا لها، ثم انتقل المقر الرئيسي للقناة الفضائية في العاصمة القطرية الدوحة.
مؤلفات عزمي بشارة
عُرف الأديب والباحث والمفكر الفلسطيني عزمي بشارة بغزارة إنتاجه الفكري، فقد نشر مئات المقالات في العديد من الصحف والمجلات العربية، ومنها "الدراسات الفلسطينية"، و"وجهات النظر"، و"الدراسات الفلسطينية".
كتب العديد من المقالات في صحف عربية مختلفة منها "الأهرام"، و"الخليج"، و"الحياة"، و"ويكلي" بالإضافة إلى مقالاته التي نشرها في صحيفة "العربي الجديد" التي أسسها عام 2014 ولا يزال يكتب فيها حتى الآن.
ركزت مقالات عزمي بشارة على العديد من الموضوعات التي تهم المجتمع فقد ناقش موضوعات دينية واجتماعية مثل الديمقراطية والقضية الفلسطينية والمجتمع الوطني والأقليات في فسطين المحتلة والهولوكوست وغيرها من الموضوعات.
تميزت مؤلفات بشارة بالتنوع اللغوي، فله مؤلفات باللغات العربية والإنجليزية والعبرية، ومن كتب عزمي بشارة باللغة العربية: "المجتمع المدني"، و"النهضة المعاقة"، و"نشيد الإنشاد الذي لنا"، و"فصول"، و"في المسألة العربية"، و"أنا تكون عربيًا في أيمامنا"، و"هل من مسألة قبطية في مصر"، و"الثورة التونسية المجيدة".
له أيضًا 4 مؤلفات أدبية، منها رواية "الحاجز: شظايا"، و"رواية "حب في منطقة الظل". أما مؤلفات باللغة الإنجليزية " The Arabs in Israel" كما له مؤلفات في اللغة العبرية منها "ألتنوير مشروع لم يكتمل بعد" وقد نشر عشرات الدراسات في الصحف والمجلات الإنجليزية.
