لماذا تختلف ألوان النجوم؟

النجوم هي أجسام فلكية ضخمة لامعة كروية الشكل من البلازما ومتماسكة بفعل الجاذبية.

وتتكون النجوم في الغالب من الهيدروجين المتأين والهيليوم المتأين، وهما يسميان في حالة التأين بلازما.

وتستمد النجوم لمعانها من الطاقة النووية المتولدة فيها، حيث تلتحم ذرات الهيدروجين مع بعضها البعض مكونة عناصر أثقل من الهيدروجين، مثل الهيليوم والليثيوم وباقي العناصر الخفيفة حتى عنصر الحديد، وهذا التفاعل الفيزيائي يسمى اندماجاً نووياً تنتج عنه طاقة حرارية كبيرة جداً تصل إلينا في صورة أشعة ضوئية.

يوجد بلايين النجوم في الكون، ومن المستحيل معرفة عدد النجوم الموجودة فعلياً، لكن يقدر علماء الفلك أن عدد النجوم في مجرة درب التبانة وحدها يقدر بحوالي 300 مليار.

تمتد دورة حياة النجوم إلى مليارات السنين، وكلما زاد حجم النجم ، كلما كان عمره أقصر. ^[1]  

اختلاف ألوان النجوم

تظهر النجوم بوضوح أثناء الليل، حينما لا تغطيها السحب أو أي ظواهر جوية أخرى كنقاط كثيرة مضيئة بسبب بعدها الهائل عن الأرض، فهي تبعد سنوات ضوئية من الأرض.

وتظهر النجوم بأشكال متقاربة فى السماء، بعضها يكون أكثر لمعاناً، باختلاف مقدار الطاقة الناتجة عنها، ومدى بُعدها عن الأرض.

وعلى نحو مائتي عام ظن العلماء في البداية أن جميع النجوم تكون بيضاء اللون، ولكن ما تم اكتشافه بعد ذلك أن ألوان النجوم تختلف عن بعضها البعض وليست جميعها بنفس اللون الأبيض، فهناك نجوم باللون الأزرق وأخرى بالأصفر أو البرتقالي، وكذلك الأحمر. ^{[2] [3]}   

أسباب اختلاف ألوان النجوم

تختلف النجوم بشكل كبير من حيث الألوان والأحجام، ويرجع ذلك إلى العديد من الأسباب، منها ما يلي:

• طبيعة وظروف تكوين النجوم.
• قوة الأمواج الكهرومغناطيسية التي تصدرها النجوم.
• التفاعلات النووية داخل النجوم.
• اختلاف درجة حرارة النجوم.
• مدى اقتراب النجوم من الانفجار.
• الغازات الموجودة في الغلاف الجوي والتي تؤثر على لون النجوم الأصلي. ^{[3] [2]}  

ألوان النجوم المختلفة

يعتبر اللون المدخل الحقيقي لدراسة النجوم ومعرفة خواصها العامة، إذ يدل اللون على درجة حرارة النجم وطاقته الحرارية وكذلك عمره الزمني.

ولقد صنف علماء الفلك النجوم وفق ألوانها، وأعطوا لكل صنف أحد الحروف الأبجدية كرمز له.

وهذه الحروف هي "OBAFGKMLT"، وكل مجموعة من تلك تقسم إلى عشرة تقسيمات فرعية من الأسخن إلى الأبرد، كما وضع الفلكيون أرقاما تقسم كل طيف إلى 10 أقسام، حيث ابتدأ من الصفر وانتهى بالرقم 9.

• النجوم الزرقاء

النجوم ذات اللون الأزرق هي نجوم حديثة العمر، وذات حرارة مرتفعة، حيث تصل درجة حرارتها إلى أكثر من 25,000 كلفن. ويتدرج لون النجوم بين الأزرق الفاتح والأزرق الغامق، طبقاً لدرجة حرارته، حيث تكون النجوم ذات اللون الأزرق الفاتح درجة حرارتها أقل من النجوم ذات اللون الأزرق الغامق، ومن أشهر النجوم الزرقاء نجم "بيلاتريكس Bellatrix".

• النجوم البيضاء

النجوم ذات اللون الأبيض هي نجوم درجات حرارتها تلي النجوم الزرقاء من حيث درجة الحرارة، حيث تبلغ درجة حرارتها حوالي 10,000 كلفن. ومن أشهر النجوم البيضاء نجم "نسر الواقع Vega".

• النجوم الصفراء

النجوم ذات اللون الأصفر هي نجوم متوسطة العمر، وذات حرارة متوسطة، وتبلغ درجة حرارتها حوالي 6000 كلفن، ومن أشهر النجوم ذات اللون الأصفر نجم "الشمال Polaris".

• النجوم البرتقالي

النجوم ذات اللون الأصفر هي نجوم كبيرة العمر، وذات حرارة منخفضة، وتكون درجة حرارتها أقل من درجة حرارة النجوم الصفراء، وتبلغ درجة حرارتها حوالي 4000 كلفن، ومن أشهر النجوم التي تتمتع باللون البرتقالي نجم "بولوكس Pollux".

• النجوم الحمراء

النجوم ذات اللون الأحمر هي النجوم الأكبر عمراً، والأقل درجة حرارة بين كافة النجوم الأخرى، حيث تصل درجة حرارة هذه النجوم إلى 3000 كلفن، ومن أشهر النجوم التي تتمتع بهذا اللون نجم "منكب الجوزاء Betelgeuse".

• النجوم الخضراء

يعتقد بعض الأشخاص أن هناك نجوماً تميل إلى اللون الأخضر في السماء، ولكن الحقيقة أنه لا توجد نجوم خضراء على الإطلاق كما أكَّد علماء الفلك.

رؤية اللون الأخضر في أي نجوم، لا يكون إلا كتأثير بصري من تلسكوباتهم، أو خلافًا غريبًا للرؤية الشخصية والتباين، حيث تبعث النجوم طيف قوس قزح من الألوان، بما في ذلك اللون الأخضر، لكن الاتصال بين العين والعقل البشري يمزج الألوان معًا بطريقة نادرًا ما تظهر باللون الأخضر.

كما يمكن أن يهيمن لون واحد على الإشعاع، ولكن ضمن نطاق الأطوال الموجية والشدة الموجودة في النجوم، يختلط اللون الأخضر بألوان أخرى، ويظهر النجم باللون الأبيض. ^{[4] [5]}