10% معدل إلغاء حجوزات السياحة في مصر بسبب التوترات العسكرية
كشف أربعة من مسؤولي شركات سياحية في مصر أن معدل إلغاء الحجوزات السياحية إلى مصر تجاوز 10%، وذلك نقلًا عن بلومبرج، وسط آمال تحقيق مصر طفرة سياحية تاريخية خلال عام 2025.
ووفقًا لتلك المصادر، فإن المشهد العام ينذر بمزيد من الإلغاءات في حال استمرار التصعيد وسط تباطؤ شبه كامل في وتيرة الحجوزات الجديدة، لا سيما من الأسواق الغربية والعربية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وتأتي هذه التطورات في توقيت حساس، حيث أعلن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في يناير الماضي عن تطلع الحكومة لرفع عدد السائحين إلى 18 مليون زائر بنهاية عام 2025، أي بنسة نمو تبلغ 14%، إلا أن هذه التقديرات باتت مهددة في ظل تدفق تدريجي في التدفقات السياحية القادمة من أسواق رئيسية. وكشف المسؤولون أن معظم الرحلات الملغاة من دول أوروبا الغربية والمغرب العربي.
اقرأ أيضًا: بسبب التوترات.. مصر تؤجل افتتاح المتحف المصري الكبير
تضرر السياحة الثقافية
على الرغم من أن منتجعات البحر الأحمر لا تزال تحافظ على جاذبيتها نسبيًا، إلا أن برامج السياحة الثقافية، التي تعتمد على التنقل بين المواقع الأثرية والمتاحف، هي الأكثر عرضة للتأثر، حيث تتطلب هذه الرحلات تنقلات مكثفة وتخطيطًا دقيقًا.
وقد اضطرت شركة مصر للطيران لإلغاء عدد من الرحلات إلى عمّان وبيروت وأربيل وبغداد، فيما علقت شركات طيران محلية وإقليمية بعض رحلاتها إلى مطارات في مناطق التوتر.
وعلى الرغم من أن السياحة تعد أحد أهم مصادر النقد الاجنبي، وحققت خلال عام 2024 إيرادات قياسية بلغت 15.3 مليار دولار، إلا أن حالة الترقب والحذر تبدو طاغية على المشهد.
ووفقًا لتصريحات وزير السياحة شريف فتحي، فإن مصر استقبلت خلال الربع الأول من 2025 نحو 3.9 مليون سائح، بزيادة سنوية بلغت 25%، لكن تلك الزخم بات مهددًا بسبب الأزمات الإقليمية.
اقرأ أيضًا: تراجع أعداد المسافرين في الأردن 51% بسبب الصراع في المنطقة
قلق متزايد من تزايد الإلغاءات
كشف صاحب إحدى شركات السياحة إلى أن نسب الإلغاء في شركته وصلت إلى 12% مع تراجع الحجوزات الجديدة بنسبة قاربت 70%، وأوضح أن أكثر الأسواق التي أبدت قلقها جاءت من وروبا الغربية، والمغرب، وتونس، والجزائر، حيث يخشى العملاء من تطورات دراماتيكية في الأجواء.
فيما كشف صاحب شركة سياحية أخرى إلى أن غياب الحجوزات الجديدة هو التهديد الأكبر في المرحلة الحالية، خاصةً في ظل إلغاء بعض البرامج السياحية المشتركة التي تشمل إسرائيل والأردن، موضحًا أن استمرار الأزمة دون مؤشرات على الانفراج قد يؤدي إلى توقف تام في الطلب السياحي.
ورغم التحديات، لا يزال هناك تفاؤل نسبي داخل القطاع. فقد أطلقت الحكومة في أكتوبر الماضي مبادرة بقيمة 50 مليار جنيه مصري لدعم الشركات السياحية، بهدف زيادة الطاقة الفندقية عبر تسهيلات تمويلية بفائدة متناقصة تبلغ 12%.
اقرأ أيضًا: تراجع أسهم شركات الطيران بسبب الاضطرابات في الشرق الأوسط
صمود قطاع الطيران
كشف عضو الاتحاد المصري للغرف السياحية حسام هزاع إلى أن معدلات الطيران لا تزال طبيعية، مع استمرار الحركة الجوية من أسواق مهمة في الخليج وأوروبا الشرقية، بالإضافة إلى إيطاليا وألمانيا وفرنسا.
وأشار هزاع إلى أن مصر كانت تُعوّل على حدوث قفزة كبيرة في أعداد السياح بالتزامن مع افتتاح المتحف المصري الكبير، إلا أن تأجيل الافتتاح إلى نهاية العام قد يؤثر على حجم الزائرين خلال الأشهر القادمة.