أسعار النفط تتراجع بفعل الحرب التجارية بين واشنطن وبكين
النفط الأميركي يهبط 4% بعد تصاعد التوتر التجاري بين ترامب والصين
تراجعت أسعار النفط بشكل حاد خلال ختام تداولات الأسواق العالمية، متأثرة بتجدد التوتر بين الولايات المتحدة والصين، بعدما هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية على الواردات الصينية، رداً على قيود بكين الجديدة على تصدير المعادن النادرة.
أسعار النفط
وأغلق خام غرب تكساس الوسيط الأميركي منخفضاً بنسبة 4.24% ليصل إلى 58.90 دولاراً للبرميل، في حين تراجع خام برنت العالمي بنسبة 3.82% ليستقر عند 62.73 دولاراً للبرميل.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وجاء هذا الانخفاض وسط مخاوف متزايدة من أن يؤدي التصعيد التجاري إلى تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وتراجع الطلب على الطاقة.
أشعلت تصريحات ترامب على منصته "تروث سوشيال" المخاوف في الأسواق، حيث قال: "سأكون مضطراً، كرئيس للولايات المتحدة، إلى الرد مالياً على خطوة الصين، ندرس حالياً زيادة كبيرة في الرسوم الجمركية على السلع الصينية، إلى جانب تدابير أخرى قيد النظر."
وجاءت هذه التصريحات لتبدد الآمال بتحسن العلاقات التجارية بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم، ما أدى إلى تراجع أسواق الأسهم وتزايد الضغوط على أسعار النفط.
محللون: تهديد النمو العالمي وتراجع الطلب على النفط
أوضح المحلل آندي ليبو، رئيس شركة Lipow Oil Associates، أن التصعيد التجاري بين واشنطن وبكين يبعث إشارات سلبية على الاقتصاد العالمي، قائلاً: "كلما استمرت هذه الإجراءات المتبادلة، فإنها تعني تباطؤاً في النمو وربما انخفاضاً في الطلب على النفط."
من جانبه، أشار مات سميث، المحلل في شركة Kpler، إلى أن أسعار النفط تتعرض أيضاً لضغوط أخرى نتيجة زيادة الإمدادات من تحالف أوبك+، موضحاً أن "الطلب على الخام تراجع بسبب أعمال صيانة المصافي، بينما بدأت المخزونات العالمية بالارتفاع مجدداً".
تهدئة في الشرق الأوسط تخفف من القلق الجيوسياسي
وفي سياق متصل، ساهم دخول وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في غزة حيز التنفيذ في تهدئة المخاوف من توسع النزاع إلى مواجهة إقليمية قد تهدد إمدادات النفط.
وقالت هيليما كروفت، رئيسة استراتيجية السلع في RBC Capital Markets: "الأسواق بدأت تتنفس الصعداء، وتحوّل تركيزها من التوترات الجيوسياسية إلى أساسيات العرض والطلب في سوق النفط العالمي."
واختتمت الأسواق تعاملاتها الأسبوعية باستقرار النفط الأميركي عند 4039.13 دولاراً للبرميل قبل عطلة نهاية الأسبوع، وسط حالة من الحذر والترقب لما ستسفر عنه الأيام المقبلة بشأن العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين، وتأثيرها المحتمل على مستقبل الاقتصاد العالمي وأسعار الطاقة.
يرى خبراء الطاقة أن استمرار النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب زيادة إنتاج أوبك+، قد يشكل ضغطاً مستمراً على أسعار النفط في المدى القريب، في حين أن أي مؤشرات على تهدئة التوترات أو تحسن الطلب العالمي قد تدفع الأسعار للارتفاع مجدداً.