الأسواق الآسيوية تتراجع والدولار قرب أدنى مستوياته
آفاق اقتصادية ضبابية بين احتمالات خفض الفائدة وتصاعد التوترات التجارية في ظل سياسات ترامب.
شهدت الأسواق الآسيوية تراجعًا طفيفًا، اليوم الأربعاء، في ظل حالة من الترقب وعدم اليقين التي تسيطر على المستثمرين بسبب احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية، والقلق المتزايد من انتهاء مهلة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن فرض تعريفات جمركية جديدة في 9 يوليو.
تراجع الأسواق العالمية
وفي ظل هذه الأجواء، هبط مؤشر MSCI الأوسع لأسهم آسيا والمحيط الهادئ خارج اليابان بنسبة 0.13%، مبتعدًا عن أعلى مستوياته منذ نوفمبر 2021.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
كما قادت أسهم التكنولوجيا الخسائر في مؤشرات نيكاي الياباني وكوسبي الكوري وتايبيه التايواني، متأثرة بتراجع نظيرتها الأمريكية.
وعلى النقيض، ارتفعت العقود الآجلة للأسهم الأوروبية، حيث صعد مؤشر يورو ستوكس 50 بنسبة 0.64%، ومؤشر داكس الألماني بنسبة 0.56%، بينما زاد مؤشر فوتسي البريطاني بنسبة 0.3%.
ترامب يتمسك بالموعد النهائي للاتفاقات التجارية
أكد الرئيس دونالد ترامب أنه لا ينوي تمديد المهلة المحددة للدول للتفاوض على اتفاقات تجارية مع الولايات المتحدة، مبددًا آمال التوصل لاتفاق سريع مع اليابان، رغم توقعه عقد صفقة مع الهند. هذا التوجه يزيد من التوترات التجارية العالمية ويضغط على الأسواق.
في سياق السياسة النقدية، يواجه الاحتياطي الفيدرالي ضغوطًا متزايدة من ترامب لخفض الفائدة بشكل فوري، إلا أن رئيس البنك جيروم باول جدد التزامه بالتحلي بالصبر ودراسة تأثير التعريفات على التضخم قبل اتخاذ قرار خفض الفائدة.
ويُسعّر المتداولون الآن احتمال خفض الفائدة بـ64 نقطة أساس خلال 2025، مع فرصة نسبتها 21% لحدوث خفض في يوليو، ما أبقى الدولار تحت ضغط بيعي قوي.
وانخفض مؤشر الدولار إلى 96.70، قرب أدنى مستوياته منذ مارس 2022، في أسوأ أداء نصف سنوي له منذ السبعينيات.
الذهب يرتفع والدولار يواصل الهبوط
تراجعت العملة الأمريكية أمام معظم العملات الرئيسية، حيث تم تداول اليورو عند 1.1794 دولار، بالقرب من أعلى مستوياته في ثلاث سنوات ونصف، بينما استقر الين الياباني عند 143.66 مقابل الدولار.
وفي أسواق السلع، حافظ الذهب على استقراره عند 3340 دولارًا للأوقية، بعد أن قفز بنسبة 1% في الجلسة السابقة، ليسجل مكاسب سنوية تتجاوز 27%، مدفوعًا بإقبال المستثمرين على الملاذات الآمنة وسط حالة عدم اليقين.
مشروع قانون ترامب المالي يثير مخاوف الأسواق
على صعيد آخر، يتجه التركيز الآن إلى مشروع ترامب الضخم للضرائب والإنفاق، والذي يُتوقع أن يضيف 3.3 تريليون دولار إلى الدين العام الأمريكي ويخفض من برامج الدعم الاجتماعي. وقد أقره مجلس الشيوخ بفارق ضئيل، ويتجه الآن إلى مجلس النواب للتصويت النهائي.
ورغم المخاوف من تأثيرات المشروع على الاستقرار المالي، ظلت عوائد السندات الأمريكية مستقرة عند 4.249%، بعد أن سجلت أدنى مستوى في شهرين.
وقال أنيندا ميترا، رئيس استراتيجية الاقتصاد الكلي في معهد "BNY": "هذا المشروع يعمّق العجز المالي الأمريكي، وقد يؤدي إلى بقاء العوائد طويلة الأجل مرتفعة نتيجة زيادة علاوة المخاطر".