العراق ضد الإمارات بالبصرة .. مواجهة تحدد الطريق لمونديال 2026
يتساءل الكثيرون عن تراجع نتائجالمنتخب العراقي في السنوات الأخيرة بالرغم من امتلاكه لجميع مقومات النجاح. كما يجري الحديث أيضا عن أسباب عدم حجز مكانه مبكرا في مونديال 2026. والإجابة على السؤال الأخير هي أن الوصول إلى كأس العالم يمر دون شك عبر أقدام اللاعبين وخطط المدربين، لكنّ دور القائمين على الأمور الإدارية في المنتخب هو أيضا مفصلي في إنجاح المهمة أو إفشالها.
هل أصبح المنتخب العراقي حقل تجارب؟
100 .. هو عدد اللاعبين الذين تم استدعاؤهم للمشاركة مع المنتخب خلال التصفيات .. والنتيجة كانت منتخبا عراقيا دون ملامح واضحة، إضافة إلى كم هائل من التغييرات تم إدخالها على التشكيلة الأساسية لمنتخب العراق شمِلت جميع الخطوط، فحتى مركز حراسة المرمى لم يعرف استقرارا، إذ بدأ الحارس أحمد باسل التصفيات وواصل من بعده جلال هاشم حراسة عرين الأسود في باقي المباريات.
ويُعاب على المنتخب العراقي تلقيه للعديد من الأهداف خلال التصفيات المؤهلة لكأس العالم، ويعود هذا أيضا إلى التغييرات المستمرة لقلبي الدفاع، ما أدى إلى غياب التناغم والتركيز في العديد من المناسبات.
أرنولد يأخذ مكان كاساس
انقسم الشارع الرياضي العراقي بين مؤيد ومُعارض لقرار إقالة الإسباني خيسوس كاساس غارسيا من مهامه كمدرب لمنتخب العراق وتعويضه بالأسترالي غراهام أرنولد، خاصة وأن القرار جاء في منتصف التصفيات.
وبالرغم من أن التصفيات الأولية تحت قيادة كاساس غارسيا كانت جيدة؛ جاءت المرحلة الثالثة من التصفيات لتعجل برحيل الإسباني والتي رأى فيها شق كبير من الجماهير العراقية أن كاساس هو من يتحمل مسؤولية عدم التأهل مباشرة للمونديال بسبب عدم اعتماده على تشكيلة ثابتة وأنه فشل في الوصول بمنتخب أسود الرافدين كمتصدر أو كوصيف للمجموعة الثانية، التي ضمت حينها العراق، الأردن، فلسطين، الكويت، عُمان وكوريا الجنوبية.
واعتبر شق آخر من الجماهير العراقية أن قدوم أرنولد لم يكن في الوقت المُناسب وزاد في مشاكل المنتخب، إذ حاول الأسترالي إدخال بعض التغييرات على التشكيل الأساسي ونظام اللعب، ليتواصل مسلسل غياب الانسجام بين اللاعبين.
توتر الأجواء حول المنتخب
ويُعاب على الاتحاد العراقي لكرة القدم قرارته التي اعتبرها البعض مُتسرعة وغير مسؤولة انطلاقا من تغيير المُدرب وصولا إلى التصريحات التي أعقبت ذلك، ما جعل الأجواء حول المنتخب يسودها التوتر.
أنفاس محبوسة قبل موقعة البصرة
وتتجه الأنظار مساء الثلاثاء (18 نوفمبر/ تشرين الثاني) إلى ملعب البصرة الدولي أو "استاد جذع النخلة"، والذي يتسع لأكثر من 65 ألف متفرج، لمتابعة المباراة المصيرية بين العراق والإمارات، بعدما انتهت مباراة الذهاب الخميس الماضي بالتعادل بهدف لمثله. وتأتي المباراة ضمن إياب الملحق الآسيوي المؤهل إلى الملحق العالمي لتصفيات كأس العالم لكرة القدم 2026.
وتستعد الجماهير العراقية للاصطفاف خلف منتخب بلادها تاركة خلفها الانتقادات، إذ يأمل العراقيون في رؤية أسود الرافدين يواصلون رحلتهم نحو التأهل لكأس العالم.
ومثلت الجماهير العراقية خلال التصفيات سلاحا ذا حدين للمنتخب بمؤازرتها تارة ونقدها اللاذع للاعبين تارة أخرى. وفي حال تمكن منتخب العراق من تجاوز عقبة الامارات، فإن المحطة التالية ستكون بلعب مباراة أخرى أو مباراتين، وذلك بالعودة إلى النتائج التي ستسجلها المنتخبات الأخرى التابعة لمنطقة "كونكاكاف".
الكاتب: أنور فطناسي