تراجع أسعار النفط عالميًا مع تثبيت الفائدة الأميركية
تراجع أسعار النفط بفعل التوترات الجيوسياسية وعدم وضوح موقف الولايات المتحدة
تراجعت أسعار النفط العالمية، صباح اليوم الخميس، 19 يونيو 2025، مع استمرار حالة الترقب في الأسواق بشأن احتمالية تدخل الولايات المتحدة في الصراع بين إيران وإسرائيل، في وقت أبقى فيه مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة دون تغيير.
برنت يتراجع رغم التوترات الجيوسياسية
بحلول الساعة 04:21 بتوقيت غرينتش، هبطت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.26% أو ما يعادل 20 سنتًا لتسجّل 76.50 دولارًا للبرميل، بعد مكاسب بنسبة 0.3% في الجلسة السابقة التي شهدت تقلبات حادة وصلت فيها الخسائر إلى 2.7%.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
أما خام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم يوليو، فقد انخفض بمقدار 4 سنتات أو 0.05% ليبلغ 75.10 دولارًا للبرميل.
وينتهي عقد يوليو يوم الجمعة، فيما تراجع العقد الأكثر نشاطًا لتسليم أغسطس بنسبة 0.11% إلى 73.42 دولارًا للبرميل.
تصريحات ترامب تربك الأسواق
وجاء التراجع في أسعار النفط في أعقاب تصريحات مترددة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي قال إنه "قد يقرر أو لا يقرر" ما إذا كانت واشنطن ستنضم إلى الهجمات الإسرائيلية ضد إيران، مع دخول النزاع يومه السابع.
ويرى محللون أن تدخلًا مباشرًا من الولايات المتحدة قد يؤدي إلى اتساع رقعة النزاع، مما يزيد من مخاطر استهداف منشآت الطاقة في المنطقة، ويؤثر سلبًا على استقرار الإمدادات.
وقال توني سيكامور، المحلل لدى شركة IG: "لا تزال الأسواق تتعامل مع هامش مخاطرة مرتفع مدمج في الأسعار، في ظل انتظار قرار حاسم من واشنطن بشأن التصعيد أو التهدئة".
وفي السياق ذاته، ذكرت غولدمان ساكس أن هناك علاوة مخاطرة جيوسياسية تُقدّر بـ 10 دولارات للبرميل تبررها التطورات الحالية، مشيرة إلى أن أي تعطيل إضافي في الإمدادات قد يدفع خام برنت لتجاوز 90 دولارًا للبرميل.
إيران ومضيق هرمز.. قلق من تعطل التجارة
تُعد إيران ثالث أكبر منتج للنفط في أوبك، بمتوسط إنتاج يبلغ 3.3 ملايين برميل يوميًا.
ويمر نحو 19 مليون برميل يوميًا من النفط الخام ومشتقاته عبر مضيق هرمز، ما يضاعف المخاوف من أن تؤدي العمليات العسكرية إلى تعطيل حركة التجارة العالمية للطاقة.
وقالت بريانكا ساشديفا، المحللة في "فيليب نوفا": "الأسواق العالمية تعاني من حالة قلق واضحة في ظل غياب موقف أميركي واضح، وسط تصعيد خطير في الشرق الأوسط".
الفيدرالي الأميركي يثبت الفائدة وسط توقعات بخفضين
وفي تطور آخر يؤثر على أسواق الطاقة، أبقى مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة كما هي دون تغيير، لكنه ألمح إلى إمكانية إجراء تخفيضين للفائدة خلال العام الجاري، حسب تصريحات رئيس المجلس جيروم باول.
وقال باول إن القرار سيكون "معتمدًا على البيانات"، مع توقعات بأن التضخم قد يتسارع بفعل الرسوم الجمركية التي يخطط ترامب لفرضها في حال فوزه بالرئاسة مجددًا.
عادة ما تُسهم خفض الفائدة في تنشيط النمو الاقتصادي وزيادة الطلب على النفط، لكنها قد تؤدي أيضًا إلى ارتفاع التضخم، ما يضع الأسواق أمام معادلة معقّدة.