تطوير ميناء اللاذقية في سوريا بالشراكة مع شركة فرنسية
وقعت الحكومة السورية، أمس الخميس، عقدًا استثماريًا يمتد لثلاثة عقود مع شركة "سي إم إيه سي جي إم" الفرنسية لتطوير وتشغيل ميناء اللاذقية، والذي يعد أحد أهم الموانئ السورية على البحر المتوسط.
وجاء التوقيع الرسمي في قصر الشعب بدمشق بحضور الرئيس السوري أحمد الشرع في حدث لافت يعد الأول من نوعه مع جهة دولية بعد التغيير السياسي في البلاد إثر سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر عام 2024.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وصرح المدير الإقليمي للشركة الفرنسية، جوزيف دقاق بأن الشراكة لثلاثين عامًا يعد التزامًا طويل الأمد يعكس ثقة الشركة بقدرة سوريا على استعادة دورها كمركز لوجستي وتجاري مهم في المنطقة.
وأوضح دقاق أن العقد يتضمن توسعة الميناء وتعميق أحواضه وتحديث البنية التحتية فيه بما يتماشى مع أعلى المعايير العالمية، وهو ما سيمكن الميناء من استقبال سفن ذات حمولات ضخمة، ومواكبة التدفق المتوقع للبضائع في السنوات المقبلة.
ووفقًا لما نشرته وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" فإن الاتفاق وقع بين الهيئة العامة للمنافذ البحرية والبرية والشركة الفرنسية في إطار خطة استراتيجية تهدف إلى إعادة تأهيل البنى الاقتصادية الأساسية في البلاد.
وقد كشف مازن علوش، مدير العلاقات في الهيئة، أن مدة العقد 30 عامًا تتماشى مع الممارسات العالمية لمثل هذا النوع من الاستثمارات، مشيرًا إلى أنها تتيح هامشًا زمنيًا كافيًا لضمان الجدوى الاقتصادية وتحقيق التنمية المستدامة في الميناء.
اقرأ أيضًا: سوريا تعلن عن زيادة رواتب القطاع العام بنسبة 400%
30 مليون يورو استثمارات أولية
في السنة الأولى سيتم ضخ 30 مليون يورو كاستثمار أولي، وستخصص تلك الميزانية لتطوير البنية التحتية وصيانة الأرصفة والمعدات الحالية، كما سيتم إدخال أنظمة تشغيل متقدمة مستخدمة في موانئ دولية، كما سيتم خلال السنوات الثلاث التالية ضخ 200 مليون يورو إضافية لرفع قيمة الاستثمار إلى 230 مليون يورو.
وقد كشف مدير المرفأ، أحمد مصطفى، أن العقد يمثل أول شراكة استثمارية استراتيجية دولية لتطوير المرافق الحيوية في البلاد بعد المرحلة الانتقالية، وأشار إلى أن محطة الحاويات الجديدة التي سيتم إنشاؤها ستكون بطول 1.5 كيلومتر وعمق 17 مترًا، لاستقبال السفن العملاقة التي كانت من النادر أن ترسو في المرفأ.
اقرأ أيضًا: تركيا تسعى لزيادة حجم التبادل مع سوريا إلى 10 مليارات دولار
كيف سيتم تقسيم العائدات؟
وقد أقاد أحمد مصطفى عن خطبة تقسيم العائدات في الميناء، أوضح أن الدخل التشغيلي للمرفأ سيتم تقسيمه بنسبة 60% للدولة السورية، و40% للشركة الفرنسية، مع آلية تصاعدية ترفع حصة سوريا تدريجيًا بالتوازي مع ارتفاع عدد الحاويات الداخلة للميناء.
وقد ذكرت الهيئة في وقت سابق أنها عقدت في فبراير الماضي اجتماعًا مع الشركة الفرنسية لبحث تصفية الذمم السابقة الناتجة عن العقد القديم الذي بدأ عام 2009 منذ عهد الرئيس بشار الأسد وتم تجديد عدة مرات، وانتهى بالاتفاق على توقيع عقد جديد وفقًا لشروط وآليات تشغيل جديدة