حرب فيتنام.. كيف حددت الجغرافيا تاريخ الحرب الباردة؟
تُعتبر حرب فيتنام من أطول الحروب الباردة التي حدثت في العالم، والتي كانت بين الولايات المتحدة الأمريكية والمد الشيوعي برعاية الاتحاد السوفيتي، وطبقًا للقاعدة التي تقول: إن الجغرافيا تحدد مسار التاريخ، فقد ساهم موقع فيتنام الجغرافي في مسار تاريخها، حيث تقع فيتنام في شرق شبه جزيرة الهند الصينية، ويحيط بها خليج تونكين وبحر جنوب الصين، بينما تحدها الصين الشعبية من الشمال، ولادس وكمبوديا من الغرب وتبلغ مساحتها 335767 كم2، وبعد تقسيم فيتنام أصبحت مساحة فيتنام الشمالية 158750 كم2، بينما أصبحت مساحة فيتنام الجنوبية 170330 كم2.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
أسباب قيام حرب فيتنام
كانت فيتنام تحت سيطرة الاستعمار الفرنسي منذ أواخر القرن التاسع عشر.
ظهرت الثورة الشيوعية في فيتنام في نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945، للتخلص من الاستعمار الفرنسي والتي كان يتزعمها الزعيم الشيوعي (هوشي منه).
فضل الرأي العام الفرنسي الانسحاب من الشرق الأقصى تفادياً للخسائر المادية والبشرية الناجمة عن هذه الحرب.
انسحبت القوات الفرنسية من فيتنام وسارعت الولايات المتحدة لتحل محلها متعذرة بضرورة ملء الفراغ الناتج عن انسحاب هذه القوات.
بذلت أمريكا جهوداً مضنية في الفترة من عام 1954-1960 لمساعدة (بخودين دايم) رئيس فيتنام الجنوبية لمواجهة التوسع الشيوعي وتحرير فيتنام كلها من الشيوعيين.
بدأت الولايات المتحدة فعليًا في 22 أبريل 1955 في إعداد وتنظيم وتدريب جيش فيتنام الجنوبية، ثم بدأت في بناء قاعدة أمريكية فيها، فضلًا عن تقديم المساعدات الاقتصادية.
أحداث حرب فيتنام
نشبت في فيتنام الجنوبية ثورة ضد الحكم الإرهابي (لنجودين دايم) والفساد الذي انتشر في عهده في أرجاء البلاد.
وقفت أمريكا في وجه الثورة محاولة القضاء عليها، ونظراً لاتباع الجبهة الوطنية أساليب حرب الشوارع الناجعة في مواجهة القوات الأمريكية المنظمة، فقد انتهت فترة حكم الرئيس الأمريكي (أيزنهاور)، دون أن تحقق الولايات المتحدة أهدافها من حرب فيتنام وخسرت الكثير، وفي عام 1960 تحول الهدف الأساسي للولايات المتحدة من ضرب فيتنام الشمالية الشيوعية إلى منع سقوط فيتنام الجنوبية في يد الشيوعية.
وجد الرئيس (كينيدي) نفسه متورطًا في حرب فيتنام، وقد أعلن الاتحاد السوفيتي دفاعه عن مصالحه في فيتنام، وهكذا كانت بداية الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي.
قامت أمريكا بزيادة عدد الجنود في حرب فيتنام إلى 20,000 جندي مع تدريب 30,000 من السكان المحليين للعمل في الحرس الوطني.
اتخذت الولايات المتحدة قرارًا بإرسال عدد من رجال المخابرات الأمريكية أوكلت إليهم مهام تنفيذ العديد من أعمال التخريب في فيتنام الشمالية، وتدمير طرق ومواصلات وخزانات للوقود.
اغتيل الرئيس الأمريكي كينيدي في 22 نوفمبر 1963 أثناء مرور موكبه في (دالاس).
ولم تحقق أمريكا النتائج المرجوة من حرب فيتنام من إبعاد شبح الهيمنة الشيوعية رغم الجهود التي بذلت.
قدم الرئيس الأمريكي (ليندون جونسون) نفسه على أنه مرشح السلام ومؤيد للسلام، بينما كان مستشاروه يعكفون على وضع خطط من أجل تصعيد الحرب على فيتنام الشمالية.
قامت قوات الصاعقة الأمريكية، بتنفيذ هجمات على طول الساحل الفيتنامي الشمالي.
اشتعال الصراع في حرب فيتنام
اشتبكت المدمرة الأمريكية (مادوكس)، وقارب صاروخي تابع لفيتنام الشمالية، وقامت أمريكا بإرسال المدمرة (تيرنار خوي) لتنضم إلى المدمرة (مادوكس) وذلك للاستمرار في عمليات الاستطلاع، أبلغت المدمرتان أنهما تتعرضان للقصف من قبل قوات فيتنام الشمالية، وعلى إثر ذلك ردت أمريكا بضربات جوية ضد فيتنام وبخاصة على منشآتها البحرية.
استمرت الغارات الجوية الأمريكية لثلاثة أعوام متتالية، وأصبحت الكثير من المناطق السكنية في فيتنام الشمالية مناطق مستباحة للطيران الأمريكي، وأصبح من حقه أن يقصف أي منطقة يشاء وبالطريقة التي يشاء.
قامت جماعات (الفيت كونج) في عام 1965، بالقيام بعمليات أرضية ضد القوات الأمريكية.
ردت الطائرات الأمريكية بقصف مستمر على أهداف داخل فيتنام الشمالية.
أصبحت العمليات الأمريكية أكثر قمعاً وأشد شراسة في فيتنام، وكشفت أمريكا عن وجهها الآخر وقامت بأعمال قتل جماعي، وانتهت فترة حكم الرئيس جونسون ولم تحقق حرب فيتنام الأهداف الأمريكية، وتعرض الجيش الأمريكي للكثير من الخسائر البشرية والمادية.
جاء عهد الرئيس (نيكسون) الذي بدأ باتخاذ الإجراءات اللازمة لحل أزمة حرب فيتنام بعد الخسائر التي لحقت بالقوات الأمريكية حيث لم يكن أمامه سوى التفاوض والسلام، لاقتناعه بأن استمرار حرب فيتنام ليس في صالح الولايات المتحدة.
هذا المقال حرب فيتنام.. كيف حددت الجغرافيا تاريخ الحرب الباردة؟ ظهر لأول مرة على موقع قل ودل - حيث كل محتوى قيم