حين تتحول القهوة إلى مأساة

  • بواسطة: Sherry Ahmed تاريخ النشر: منذ ساعة
مقالات ذات صلة
التجاهل والابتعاد.. مأساة بعض النجوم
هل يخشى الأمير هاري تكرار مأساة والدته؟
بوغبا يتحدث عن مأساة السطو المسلح على منزله

إنه فقط كوب من القهوة، لما كل هذا التعقيد!. 

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

 

كان صباحًا حزينًا جعلني أخطو نحو عملي والثقل يتملكني، حيث خرجت من منزلي في الخامسة فجرًا في شتاءٍ حزين أحبه.

بدأ الأمر حين قررت قبول هذا العمل والمخاطره بكل شيء، حياتي الإجتماعيه، حياتي الأسريه وعلاقتي بنفسي.

مابين المخاطره والإدراك:

كان عملي كـ صانعة قهوة معقد ومليء بالتفاصيل ومنذ اليوم الأول أدركت أن هذا المكان لا يشبهني، لكنني قررت أن لا أستسلم وأن أحارب كعادتي حتى إذا كان الشيء يؤلمني.. فكان الثمن هو فقداني لهويتي.

لم أتعلم يومًا معنى تزييف الأبتسامه إلا حين أيقنت أنني يجب أن أفعلها بشكل متكرر حتى أصبحت مثل الروبوت أبتسم تلقائيًا إبتسامه عمليه ممله وصفراء.

كان الأمر مريبًا، أشخاص كثيره وأناس جدد ووجوه لأول مره أراها لكنني كنت أردد داخل رأسي مشجعه أنني سأعتاد فعل هذا وليتني لم أعتاد أبدًا.

أتذكر أن يوم عملي الأول لم يكن الأفضل علىٰ الإطلاق وأنني بكيت بمجرد وصولي للمنزل وقد كان الخوف يتملكني من فعل هذا، ولطالما كان الخوف جزء مني لكنه ولأول مره يجعل يقيني حقيقيًا.

بعد شهر من العمل بدأت أعتاد، لكنني بدأت بالتدريج في نسيان ذاتي ونسيان ما أحب، لا أرى عائلتي سوى لساعةٍ ثم يغلبني النعاس في مكاني من شدة الإرهاق.

لا أرى أصدقائي ولا أحادثهم وأفوت جلساتنا التي بمثابة علاج نفسي لي، نسيت كيف يمكن للإنسان أن يحيى مجددًا.

كنت متحمسه للتعلم، وأنني بدأت شيئًا جديدًا لكن كل تلك الحماسه إنهارت بعد أول شهر عمل، وأصبح الروتين اليومي يتملكني وأنا أكره الروتين الخانق الذي يجب أن ألتزم به.

الروتين بالنسبة إليّ كـ القتل الرحيم الذي ينفر الجميع حتى من مجرد ذكر اسمه.

كان الأمر كالأتي: إستخراج القهوة ثم وضعها في ماكينة الاسبريسو ثم الانتظار حتى تستقر في الكوب بقوام رائع مع رائحه جيده ولون مميز.

ثم أثناء هذا يتم تسخين الحليب بدرجة حرارة لا تتجاوز الـ 160° حتى لا يحترق، ثم وضعه في الكوب مع القهوة لمزجه والرسم عليه ليبدو بشكل أنيق ولامع يسر العين.

كان مجرد كوب قهوة وددت تعلم إعداده بشكل جيد لكن الأمر إنتهى بي كـ خاسره لذاتي ولا أعلم كيف.

هل كان الخطأ مني؟ أم أنني لم يكن علي الإنسياق خلف عنادي منذ اليوم الأول، هل سأستطيع أن أكمل الأمر أم أنني سأقع منهاره في المنتصف؟.

هل سأكتشف ذاتي مجددًا أم أن فنجان القهوةِ السوداء سيقضي عليّ ويشوه ذاتي الحقيقيه طامسًا أحلامي خلف لونه الداكن؟.

  • المحتوى الذي تستمتع به هنا يمثل رأي المساهم وليس بالضرورة رأي الناشر. يحتفظ الناشر بالحق في عدم نشر المحتوى.

    الكاتب Sherry Ahmed

    أنا هنا لأنني أود أن يشعر الأخرين بـ كلماتي وأن تمنحهم الراحه كما أمنحها لنفسي. طوال الوقت كان القلم هو رفيقي الأول الذي يساندني ويمنحني شعورًا بالأمل. الحبر المتناثر  علىٰ أوراقي يمنحني شعورًا بالحب والراحه فـ كل الألام تتلاشى حين أفرغ ما في جعبتي علىٰ هيئةِ سطور قد يجد غيري نفسه فيها. 

    هل لديكم شغف للكتابة وتريدون نشر محتواكم على منصة نشر معروفة؟ اضغطوا هنا وسجلوا الآن!

    انضموا إلينا مجاناً!