كارلوس غصن يروي قصة هروبه من اليابان داخل صندوق أدوات موسيقية

  • تاريخ النشر: الخميس، 15 يوليو 2021
مقالات ذات صلة
كارلوس غصن يوضح أسباب هروبه من اليابان بداخل صندوق رغم وجود خيار آخر
أول تصريحات لزوجة كارلوس غصن بعد احتجازه في اليابان
راتبه 17 مليون دولار وهرب في صندوق الحقيقة وراء كارلوس غصن

هرب كارلوس غصن، رجل الأعمال اللبناني، أحد العمالقة السابقين في قطاع صناعة السيارات العالمية، في ديسمبر عام 2019، من اليابان، من خلال صندوق أدوات موسيقية. لكنه قرر أن يروي الآن فقط تفاصيل هروبه والمشاعر التي واجهها لحظة إلقاء القبض عليه، وما هي الخطة التي وضعها لأجل التمكن من الهرب، تابع قراءة السطور التالية للتعرّف على التهم التي وُجهت لكارلوس غصن وكيف استطاع الهرب من اليابان.

كارلوس غصن أحد عمالقة قطاع صناع السيارات العالمية

شغل كارلوس غصن منصب رئيس شركة نيسان ورينو للسيارات، قُبض عليه عام 2018 بعد اتهام شركة نيسان له بسوء استخدام أموال الشركة، وهو الاتهام الذي ينفيه. كان غصن في ذلك الوقت رئيس مجلس إدارة شركة صناعة السيارات اليابانية، وكان يشغل أيضاً منصب رئيس مجلس إدارة شركة "رينو" الفرنسية ورئيس تحالف ثلاثي بين شركات صناعة السيارات و"ميتسوبيشي".

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

كان قرار كارلوس غصن بتخفيض التكاليف في شركة نيسان، بمثابة خطوة يبدو أنها أنقذت شركة صناعة السيارات، لكنه يصر على أنه تعرض لأضرار جانبية في معركة ضد النفوذ المتزايد لشركة "رينو" التي لا تزال تستحوذ على 43% من الشركة اليابانية.

الاتهامات التي وُجهت لكارلوس غصن

وجّه الادعاء الياباني العديد من الاتهامات لكارلوس غصن، منها "خيانة الثقة"، بالإضافة إلى سلسلة من الاتهامات بإساءة استخدام أموال الشركة اليابانية.

اتهم الادعاء أيضاً غصن بتقديم مدفوعات بملايين الدولارات لموّزع نيسان في عُمان، وبأن أموالاً بقيمة خمسة ملايين دولار أضيفت إلى حساب بنكي تابع له. وتقدمت نيسان، التي كان يُديرها غصن، بشكوى جنائية ضده، متهمة إياه بتحويل أموال من الشركة لحسابه الشخصي.

بالإضافة إلى اتهامه بعدم الكشف الكامل عمّا يتلقاه من راتب على مدى خمس سنوات حتى 2015. وفي يناير من العام الجاري، وُجهت لغصن تهمة جديدة بعدم الإفصاح الكامل عن مفردات راتبه لثلاث سنوات أخرى.

وبحسب الادعاء فإن غصن إذا ما أدين في التهم الموجهة إليه، سيواجه عقوبة السجن لمدة تصل إلى 15 عاماً، من ناحيته يصر غصن على أن ما يواجهه من ادعاءات ما هو إلا مؤامرة حيكت ضده، مُتهماً المسؤولين التنفيذيين في نيسان بـ "طعنه في الظهر".

لحظة إلقاء القبض على كارلوس غصن

يصف غصن لحظة اعتقاله في مطار طوكيو قبل ثلاث سنوات قائلاً: "بدا الأمر كما لو أن حافلة صدمتك أو حدث لك شيء مؤلم للغاية، الذكرى الوحيدة التي أحملها عن هذه اللحظة هي الصدمة بل الصدمة الشديدة".

نُقل غصن إلى مركز احتجاز في طوكيو، واستلم ملابس السجن وحُبس في زنزانة، يقول عن هذا: "فجأة أصبح يتعين عليّ أن أتعلم كيف أعيش بدون ساعة، بدون جهاز كمبيوتر، بدون هاتف، بدون أخبار، بدون قلم..بدون أي شيء".

على مدار أكثر من عام، قضى غصن فترات طويلة في الحبس أو رهن الإقامة الجبرية في طوكيو، لم يكن واضحاً متى سيمثُل للمحاكمة، كان الخوف هو أن يستغرق الأمر سنوات، أو يواجه عقوبة السجن لمدة 15 عاماً أخرى في حالة إدانته، في بلد يصل فيه معدل أحكام الإدانة إلى 99.4 %.

خطة الهرب من اليابان

خلال فترة الإقامة الجبرية، قرر غصن العثور على مخرج من الأزمة، خاصةً بعد أن تم إخباره بأنه لن يُسمح له بأي اتصال مع زوجته كارول.

يقول غصن عن خطة الهرب: "كانت الخطة هي إخفاء وجهي، لذا يجب أن أختبيء في مكان ما. كانت الطريقة الوحيدة التي يمكن أن أختبيء بها هي أن أكون داخل صندوق أو داخل حقيبة أمتعة، حتى لا يستطيع أحد رؤيتي، ولا يمكن لأحد التعرف عليّ، وبهذه الطريقة يُكتب للخطة النجاح".

مُضيفاً أن فكرة استخدام صندوق كبير يحتوي عادة على آلات موسيقية كانت شديدة المنطقية، خاصةً أنه في ذلك الوقت كانت اليابان تُنظم الكثير من الحفلات الموسيقية.

تمثلت خطة كارلوس غصن في التصرف بشكل طبيعي في ذلك اليوم قدر الإمكان. قال عن هذا: "يجب أن يكون يوماً عادياً، أمارس فيه المشي بشكل طبيعي بملابس عادية، وسلوك طبيعي، على أن يتغير كل شيء فجأة".

فكر غصن في تغيير البذلات الرسمية التي اعتاد أن يرتديها خلال السنوات الماضية، وارتداء شيء آخر غير رسمي إلى حد ما، ففكر في ارتداء الجينز والأحذية الرياضية. يقول عن هذا: "اضطررت للذهاب إلى أماكن لم أزرها من قبل، وشراء ملابس لم أشترها من قبل".

من طوكيو سافر غصن بالقطار السريع إلى أوساكا حيث كانت طائرة خاصة تنتظره في مطار محلي للمغادرة.

أما الصندوق وسيلة الهرب، فقد كان في انتظار غصن في فندق قريب. يقول غصن: "عندما تدخل الصندوق، لن تفكر في الماضي، ولا في المستقبل، ستفكر فقط في اللحظة التي تعيشها، لم أكن خائفاً، لم تكن لدي أي عاطفة باستثناء التركيز الكبير على أن هذه هي فرصتي، لا يمكن إضاعتها. فإن ضاعت، سأدفع مقابلها حياتي، وسأعيش رهينة في اليابان".

داخل الصندوق، نُقل غصن من الفندق إلى المطار بواسطة رجلين، كانا ينتحلان صفة موسيقيين. قضى غصن داخل الصندوق مُدّة ساعة ونصف تقريباً، يقول عن هذا: "كان من المُقرر إقلاع الطائرة في الساعة 11 مساء، قضيت 30 دقيقة من الانتظار داخل صندوق على متن الطائرة، استعداداً لإقلاعها، ربما كانت أطول مُدّة انتظار حدثت في حياتي".

أقلعت الطائرة الخاصة في الوقت المحدد ليلاً، وبدّل غصن الطائرة في تركيا قبل أن يهبط في بيروت صباح اليوم التالي.

أشخاص يواجهون عقوبات في اليابان

سلمت الولايات المتحدة الرجلين الأمريكيين، اللذين نقلا الصندوق الذي كان غصن بداخله إلى المطار لليابان ليواجها عقوبة السجن لمدة ثلاث سنوات بتهمة مساعدة غصن على الهرب.

كما يواجه غريغ كيلي، زميل غصن السابق في شركة نيسان، عقوبة السجن أيضاً، وهو لا يزال قيد الإقامة الجبرية في طوكيو بتهمة مساعدة رئيسه السابق في إخفاء أرباحه، وهي تهمة ينفيها كيلي.