• معلومات شخصية

    • الاسم الكامل

      أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري

    • اسم الشهرة

      أبو العلاء المعري

    • الفئة

      شاعر,فيلسوف

السيرة الذاتية

تجاوز زمانه ومجتمعه إلى أفق أوسع، ولم يعرب الحدود في الفكر أو الأدب فاتهم بالتكفير، إنه أبو العلاء المعري الذي لقب رهين المحبسين محبس العمى، ومحبس البيت حيث فضل حياة العزلة والوحدة بعد عودته من بغداد حتى وفاته.

من هو أبو العلاء المعري؟

هو أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري، شاعر ومفكر ونحوي وأديب ولد في عصر الدول العباسية في معرة النعمان في محافظة إدلب بسوريا والتي حصل على لقبها منها سنة 973 هـ.

ينتمي أبو العلاء المعري إلى عائلة بني سليمان التي تنتمي إلى قبلية تنوخ، وعائلته صاحبة شرف كبير، فجده الأكبر هو أول قاضٍ في المدينة، كما عُرف أفراد عائلته بالشعر.

فقد بصره وهو ابن 4 سنوات بسبب الجدري، وآخر ما يتذكره من الألوان هو اللون الأحمر، حيث ارتدى هذا اللون قبل فقد بصره. كان فطنا شديد الذكاء فبدأ بقراءة الشعر في سن مبكرة ونظم الشعر وهو ابن أحد عشر عامًا في بدلته معرة النعمان.

ذهب أبو العلاء إلى حلب ومدن سورية مختلفة للدراسة، فدرس علوم اللغة والأدب والتفسير والفقه على أيدي الشعراء والعلماء والقضاة والفقهاء. كان عالمًا بالأديان والمذاهب وشديد العلم باللغة، حيث قرأ النحو في حلب على أصحاب ابن خالويه، كما أخذ شعر المتنبي من أحد طلابه وهو محمد بن عبد الله بن سعد النحوي.

سافر في أواخر سنة 398 إلى مدينة بغداد لتلقي العلم، وبعدها عاد إلى معرة النعام عام 400 هـ ولازم بيته وشرع في التأليف، وإذا أراد التأليف أملى على كاتبه "علي بن عبد الله بن أبي هاشم" ليكتب له.

اعتزال أبي العلاء المعري للناس

عندما سافر إلى بغداد لتلقي العلم اعتزم هناك على اعتزال الناس خصوصًا بعد وفاة والده خصوصًا لما رآه من تنافس العلماء والرؤساء على الجاه والسلطة. وحينها تيقن "أن الدنيا كما هي مَفطورة على الشُرور والدَواهي" وقال ذات مرة "وأنا وحشي الغريزة، أنسي الولادة".

فكتب إلى خاله أنه سينفرد بنفسه ملازمًا بيته، وقال بعد اعتزاله بفترة أنه لزم منزله سنة 400، واجتهد على أن يموت على تسبيح الله وتحميده.

لم يخرج من منزله قط سوى مرة واحدة حينما اشتد العنف في بلدته، حيث ذهب إلى حلب ليتوسط لإطلاق سراح شقيقه "أبو المجد" وعدد من المسلمين الذين دمروا خمرو رجل مسيحي اتهم بالتحرش بامرأة مسلمة.

وبعدها عاد إلى منزله ولازم بيته، ويقال إنه طوال فترة عزله لم يأكل اللحم مطلقًا ولا ما ينتجه الحيوان من سمن أو عسل أو بيض لمدة 45 عامًا.

كما كان زاهدًا لا يلبس إلا الخشن من الثياب ولا يحب إيلام الحيوانات والحشرات، وعلى الرغم من فقدان بصره فقد واصل عمله وتمتع باحترام كبير من العلماء وفلاسفة هذا العصر والكثير من طلابه.

فلسفة أبي العلاء المعري

كان لأبي العلاء المعري فلسفة حياتية سبق بها عصره، فعاش زاهدًا عن الدنيوية ومنعزلًا عن الآخرين، معارضًا كل أشكال العنف حتى بقتل الحيوانات بقصد أكلها. كما كانت مؤلفاته شهيرة جدًا ويمكن أن يبيعها ولكنه رفض بيعها لذا عاش حياة صعبة، واختار التوقف عن تناول اللحوم والمنتجات الحيوانية رأفة بالحيوانات وحتى الحشرات كالنحل والعنكبوت ودعى للنباتية.

كما كان يبرهن آراءه واتجاهاتها بالحجج والبراهين  العقلية بعيدًا عن العنف، وكتب أشعارًا يبرهن فيها آراءه وفلسفته الحياتية تلك. أيضًا كانت له نظرة حياتية تشاؤمية فكان يدعوا للا إنجابية، حيث ناهض إنجاب المزيد من الأطفال لتجنيبهم آلام الحياة، وآلام فقدان حبيب، حيث كتب في رثاء أحد أحبته:

غَيْرُ مُجْدٍ في مِلّتي واعتقادي                   نَوْحُ باكٍ ولا تَرَنّمُ شادِ

وشَبِيهٌ صَوْتُ النّعيّ إذا قِيسَ         بِصَوْتِ البَشيرِ في كلّ نادِ

أما الدين فقد تعدد الآراء حول دينه ومعتقداته، حيث كان من المشككين في الدين، وانتقد العديد من عقائد الدين كالحج.

ويرى بعض الباحثين أنه يؤمن بالربوية، ولكن يؤمن بأن الدين خرافة ابتدعها القدماء حتى يستغلوا الجماهير ويدعمون سلطانهم.

وكان يؤمن بالله كإله خالق فقال:

"الله لا ريبَ فيه، وهو محتجبٌ بادٍ، وكلٌّ إلى طَبعٍ له جذبا... أُثبتُ لي خالقاً حكيماً، ولستُ من معشرٍ نفاه... إذا كُنتَ من فرط السّفاه معطِّلاً، فيا جاحدُ اشهَدْ أنني غيرُ جاحِدِ... أدينً بربٍّ واحدٍ وتَجَنُّبٍ قبيحَ المساعي، حينَ يُظلَمُ دائنُ... إذا قومُنا لم يعبدوا الله وحدهُ بنُصْحٍ، فإنَّا منهمُ بُرآءُ".

ومن أقوال العلماء في أبي العلاء المعري ما قله ابن عديم حول كتاب الفصول والغايات:

"وهو الكتاب الذي افتُرِي عليه بسببه، وقيل إنّه عارضَ به السّور والآيات، تعدّيًا عليه وظُلمًا، وإفْكًا به أقدَموا عليه وإثْمًا؛ فإنّ الكتاب ليس من باب المعارضة في شيء. ومقداره مائة كراسة"

وفاة أبي العلاء المعري وضريحه

مات سنة 1057 هـ عن عمر 84 عامًا في منزله في معرة النعمان، وسبب موت أبو العلاء المعري هو مرضه، وحينما مات وقف ما لا يقل عن سبعين شاعرًا على قبره ورثوه بالشعر.

ومنهم تلميذه أبو الحسن علي بن همام الذي قال في رثائه:

 إن كنت لم ترق الدماء زهادة                   فلقد أرقت اليوم من جفني دما

سيرت ذكرك في البلاد كأنه           مسك فسامعة يضمخ أو فما

وأرى الحجيج إذا أرادوا ليلة         ذكراك أخرج فدية من أحرما

وتم إنشاء ضريح فوق قبره، وعمل مركز ثقافي فيه، به مكتبة ضخمة اسمها "المكتبة العلائية" التي تجمع مجموعة من كتب وآثار أبي العلاء المعري ومؤلفات وكتب شعراء وفلاسفة آخرين.

ويحوي الضريح قبرين آخرين يُقال إنهم لأحد أقارب أبي العلاء، وتم بناء مسجد فوق ضريحه، وفي عام 1985 أثناء الوحدة بين مصر وسوريا اقترح وزير المعارف طه حسين تحويل المسجد إلى مركز ثقافي.

أجمل ما كتب أبو العلاء المعري

كتب أول مجموعة شعرية له "ديوان سقط الزند" التي لاقت رواجًا كبيرًا وأسست شعبيته، أما ثاني مجموعة شعرية له هي "اللزوميات" حيث التزم بنظام القوافي فيها.

أما أهم كتب أبي العلاء المعري هو "رسالة الغفران" التي كانت لها شديد الأثر على التراث العربي، وهي رسالة كتبها إلى "ابن القارح" يشكوه ما رآه من أهل عصره. وبعدها كتب كتاب "فقرات وفترات" أو يعرف أيضًا باسم "الفصول والغايات" وهي مجموعة من المواعظ ومن أقوال أبي العلاء المعري عن هذا الكتاب:

"لزمتُ مسكني منذ سنة أربعمئة، واجتهدتُ أن أتوفّر على تسبيح الله وتحميده، إلا أنْ أضطرّ إلى غير ذلك، فأمليتُ أشياءَ... وهي على ضُروبٍ مختلِفة، فمنها ما هو في الزهد والعظات، وتمجيد الله سبحانه، من المنظوم والمنثور؛ فمن ذلك الكتاب المعروف بـ"الفصول والغايات".

ومن مؤلفاته الأخرى التالي:

  • الأيك والغصون.
  • تاج الحرة.
  • عبث الويد.
  • معجز أحمد.
  • ضوء السقط.
  • رسالة الهناء.
  • رسالة الصاهل الشاحج.
  • رسالة الملائكة.
  • شرح ديوان الحماسة.

وقد كان له العديد من التلاميذ الذين علا شأنهم في العلم والأدب، ومنهم أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي، وأبو زكريا يحي بن علي الخطيب التبريزي، وغيرهم.

أهم الأعمال

  • الأيك والغصون.

  • تاج الحرة.

  • شرح ديوان الحماسة.

  • رسالة الصاهل الشاحج.

  • ضوء السقط.

  • معجز أحمد.

جميع أخبار