التخاطر الروحي.. ما هو وهل هو حقيقة وممكن بيولوجياً أم لا

  • تاريخ النشر: الإثنين، 18 أبريل 2022
التخاطر الروحي.. ما هو وهل هو حقيقة وممكن بيولوجياً أم لا

هل التخاطر حقيقي؟ هناك الكثير من المؤسسات والأشخاص الذين يسعون لإيجاد إجابة واضحة عن هذا السؤال، وإيجاد سبب واضح لوجود هذا النوع من المهارات. صحيح أن التخاطر الروحي لا يندرج تحت مسمى علمي لأنه ظاهرة تختلف في تجربتها من شخص للآخر. تابع قراءة السطور التالية للتعرّف أكثر على التخاطر الروحي.

ما هو التخاطر الروحي؟

يشمل التخاطر الروحي بشكل عام جانبين. الجانب الأول استقبال الطاقة الصادرة من عقل أي شخص وتحليلها في عقل المستقبل، بحيث يدرك أفكار الآخرين. فيعمل الشخص الذي يملك مهارة التخاطر على تدريب حواسه على تلقي المجال الكهرومغناطيسي الصادر من الآخرين ومعرفة ما يدور في عقولهم عن طريقها. وهذا جانب من الظاهرة.

أما الجانب الثاني من التخاطر فهو يتضمن إرسال الشخص الذي لديه هذه المهارة خواطره وإدخالها في عقول الآخرين. بلفظ آخر يمكن اعتبار أن التخاطر هو انتقال للأفكار والمشاعر والصور العقلية بين الكائنات الحية، دون أن يكون للحواس الخمسة أي دور في هذا، حيث إن عملية نقل الأفكار هذه تتم من عقل إلى آخر بدون وسيط مادي. يُشبه الأمر تقنية البلوتوث المُستخدمة في التكنولوجيا الحديثة والتي تقوم على نقل الملفات والبيانات من جهاز إلى جهاز آخر عن طريق الموجات وبدون أسلاك.

من خلال التخاطر يمكن تحقيق ما يلي: قراءة أفكار الناس وما يدور في أذهانهم، التواصل المباشر مع الطرف الآخر بدون التحدث، زرع فكرة أو كلمة أو صورة في أذهان البشر مما يؤدي إلى إمكانية التأثير على التصرفات والأفكار والأفعال وردود الفعل التي تصدر عن الآخرين. التخاطر الروحي شائع بشكل خاص بين الأشخاص المقربين الذين تربطهم علاقات قوية. فيتجلى التخاطر في حالة الأم التي تشعر بأولادها وبما يمرون به حتى وإن كانوا في مكان بعيد جداً عنها، أيضاً من الأمثلة التخاطر بين التوائم بحيث يكون التوأم قادراً على الشعور والتواصل فيما بينهم بدون التحدث.

يحتاج التخاطر إلى التمتع بروح شفافة وصافية بالإضافة إلى التمتع بهدوء نفسي كبير والطاقة القوية والتركيز العالي. يُذكر أنه كان قد بدأ ظهور مصطلح التخاطر في عام 1882 ميلادي، وتم اعتباره بمثابة الحاسة السادسة.

هل التخاطر حقيقي؟

هناك الكثير من المؤسسات والأشخاص الذين يسعون لإيجاد إجابة واضحة عن هذا السؤال، وإيجاد سبب واضح لوجود هذا النوع من المهارات. صحيح أن التخاطر الروحي لا يندرج تحت مسمى علمي لأنه ظاهرة تختلف في تجربتها من شخص للآخر.

خلال تصريحات صحفية، يقول البروفيسور تامتان، عالم النفس بجامعة شيفيلد بإنجلترا، بعد الدراسة، إن التخاطر حقيقي وهو يعمل مثل شبكة Wi-Fi. يؤكد تامتان أن الإشارات الدقيقة التي يرسلها الدماغ ويتلقاها يمكن أن تفسر كيفية حدوث انتقال للمشاعر الداخلية بين شخصين، كما أنها قد تُفسر الحدس، بالإضافة إلى إيجاد تفسير لتلك المشاعر غير المريحة التي نشعر بها أحياناً في الأماكن المزدحمة

هل يمكن حدوث التخاطر الروحي من الناحية البيولوجية؟

لم يعتمد العلم الحديث وعلوم التنمية البشرية على مصطلح "التخاطر الروحي" ولكن اعتمدوا أكثر على مصطلح "التخاطر الذهني" موضحين أن التخاطر الذهني هو تواصل عقلي بين البشر ولكن بصورة حسية غير ملموسة بين شخصين فكل منهم يستقبل رسالة من الآخر مهما كانت المسافات بينهما وبدون أن يكلم أحدهما الآخر. مشيرون إلى أن هذه الظاهرة تُعدّ أقدم وأعرق القدرات الإنسانية الخارقة التي عرفها الإنسان منذ العصور البدائية.

من أشهر تجارب التخاطر الذهني هي التجربة التي أجراها باحثون في علوم الأعصاب بقيادة الطبيب النفسي كارليس غراو عام 2014، هذه التجربة أثبتت أن هناك إمكانية للتواصل ونقل الأفكار بين عقل وآخر، يفصلهما مسافة 8 آلاف من الكيلومترات، فقد نُقلت كلمات مثل "مرحباً" من عقل أحد المشاركين بالتجربة في الهند إلى عقل مشارك آخر في فرنسا، بدون تحدث أو كتابة.

استخدم الباحثون في هذه التجربة جهاز المحفزات المغناطيسية عبر الجمجمة وقاموا بوضعها فوق مركز البصر في دماغ الشخص المُرسِل الموجود في الهند حيث حفّز الجهاز الخلايا العصبية بالمخ لإرسال إشارات كهربائية بالنظام الثنائي (0-1)، واستقبل جهاز تخطيط كهربائية الدماغ تلك الإشارات، ثم أُرسلت عن طريق البريد الإلكتروني إلى أشخاص آخرين في فرنسا وإسبانيا، تم توصيلهم بجهاز المحفزات المغناطيسية عبر الجمجمة في مركز البصر لديهم.

استقبل المبحوثون الإشارات الكهربية المُرسَلة، ثم قاموا بترجمتها إلى كلمات، وكانت الكلمات التي قاموا بترجمتها هي ذاتها الكلمات المُرسَلة من الشخص الموجود في الهند.

من خلال تجارب التخاطر الذهني، توصل الباحثون إلى بعض النتائج، والتي منها أن أدمغتنا مصممة لالتقاط إشارات اجتماعية دقيقة، وأن أدمغتنا هي في الأساس لاسلكية تعكس تلقائياً مشاعر وعواطف الآخرين. أوضحت التجارب أيضاً أن لاسلكية أدمغتنا مؤهلة للاتصال عبر مسافات كبيرة، بترددات متشابهة.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة