حكم التهنئة بالعام الهجري الجديد

  • تاريخ النشر: الإثنين، 09 أغسطس 2021 آخر تحديث: الأربعاء، 19 يوليو 2023
حكم التهنئة بالعام الهجري الجديد

يتبادل الكثير من المسلمين، اليوم، التهنئة برأس السنة الهجرية، وبداية عاماً هجرياً جديداً، إلا أن البعض يتسائل عن حكم التهنئة بالعام الهجري الجديد، وهل هي بدعة محرمة أم أنها مستحبة شرعاً؟

الاحتفال برأس السنة الهجرية

وحول هذه المسألة، وُرد سؤالاً لدار الإفتاء المصرية، جاء فيه: "ما حكم التهنئة بالعام الهجري؛ حيث يدعي البعض أن تبادل التهنئة بقدوم العام الهجري من البدع؛ لأن بداية العام ليست من الأعياد التي يُهنأ بها، وإنما هو شيء ابتدعه الناس؟"

وقد قام الشيخ الدكتور شوقي إبراهيم علام، مفتي جمهورية مصر العربية، بالرد على هذا السؤال، حيث قال أن الهجرة النبوية حدث عظيم في تاريخ الأمة الإسلامية، وقد استحقت أن تكون بداية للتقويم الإسلامي؛ لما مثلته من معان سامية ورفيعة، حيث كانت دليلاً قوياً على تمسك المؤمنين بدينهم، ليقوموا بالهجرة إلى المدينة، تاركين وطنهم وأهلهم وبيوتهم وأموالهم، ولا يرغبون في شيء إلا في العيش مسلمين لله (سبحانه وتعالى).

وتابع قائلاً أن الهجرة كانت البداية الحقيقية لإقامة بنيان الدولة الإسلامية، ووضع أحكامها التشريعية، والتي صارت أساساً لإنشاء النظم المجتمعية، وكذلك ضبط العلاقات الإنسانية والدولية، وإقراراً لمبدأ التعايش والتعددية، ومن أجل هذا، فقد اختار الصحابة (رضي الله عنهم) الهجرة النبوية لتكون بداية للتقويم الإسلامي.

كما لفت الشيخ الدكتور شوقي إبراهيم علام إلى أن بداية العام الهجري في أول شهر المحرم ليس هو يوم هجرة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) كما يظن البعض، بل كانت هجرته في ربيع الأول، مردفاً أن العزم على الهجرة والاستعداد لها كان في استهلال المحرم، بعد الفراغ من موسم الحج الذي وقعت فيه بيعة الأنصار.

حكم التهنئة برأس السنة الهجرية

وأشار مفتي جمهورية مصر العربية إلى أن التهنئة بقدوم العام الهجري مستحبة شرعاً؛ لما فيها من إحياء ذكرى هجرة النبي (صلى الله عليه وسلم)، وما فيها من معان سامية وعبر نافعة.

وتابع بقوله أن الشرع حث على تذكر أيام الله وما فيها من عبر ونعم، لافتاً إلى أن الفقهاء نصوا على استحباب التهنئة بقدوم الأعوام والشهور.

كما ذكر أن رأس السنة الهجرية بداية لعام جديد، وتجدد الأيام وتداولها على الناس هو من النعم التي تستلزم شكر الله (سبحانه وتعالى) عليها؛ لأن الحياة نعمة من نعم الله (عز وجل) على البشر، ومرور الأعوام وتجددها شاهد على هذه النعمة، والتهنئة عند حصول النعم مأمور بها.

وأضاف الشيخ الدكتور شوقي إبراهيم علام أنه إذا اجتمعت التهنئة بالأوقات والأحداث السعيدة، مع الدعاء بعموم الخير واستمراره، والبركة في الأحوال والأوقات، كان ذلك أشد استحباباً، وأكثر أجراً، وأدعى لربط أواصر المودة بين المسلمين.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة