سلام دقاق هي شيف أردنية فلسطينية الأصل وصلت إلى العالمية، فقد حصلت على نجمة ميشلان في دبي، وحققت وصفاتها نجاحًا كبيرًا، فقد اشتهرت بتقديم أطباق تقليدية يحبها العرب، وترى أن حب الطهي هو مفتاح النجاح، في السطور التالية تعرف على حياتها وقصة نجاحها.
من هي سلام دقاق؟
هي شيف أردنية من أصل فلسطيني تمكنت من أن تحقق نجاحًا عالميًا بفوزها بجائزة أفضل طاهية في منطقة الشرق الأوسط، وجائزة بيب غورمان من دليل ميشلان العالمي، كما تم اختيار مطعمها ضمن أفضل 50 مطعمًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
تم اختيارها أيضًا ضمن قائمة أكثر 50 مؤثرًا في الشرق الأوسط فوق الخمسين عامًا، وتمكنت من خلال مطعم "بيت مريم" الذي أسسته تخليدًا لذكرى والدتها أن تحقق هذا النجاح العالمي.
تقدم سلام من خلال مطعمها أطباقًا تقليدية عربية، وأكدت أن سبب نجاحها هو حبها للمطبخ، بالإضافة إلى أنها تعتبر كل زبائنها في المطعم كأنهم أفراد عائلها وذويها، وتنسى أنها تطبخ لزبائن في المطبخ.
تتميز أطباق الشيف سلام دقاق بأنها تأتي من عدة بلدان عربية من الخليج التي عاشت فيه لسنوات، إلى الشام التي ولدت فيها، وعاشت ما بين عمان والسعودية وتعرفت على المطبخ الخليجي من خلالهما.
تعشق سلام البهارات والنكهات التي تستخدمها في الطبخ، وعملت في البداية مدرسة ومديرة مدرسة، ولكن عشقها للطبخ والمطبخ جعلها تلاحق حلمها لتبدأ برنامجًا للطبخ في السعودية.
انتقلت سلام فيما بعد إلى دبي، وهناك افتتحت مطعم "بيت مريم" عام 2017 في منطقة أبراج بحيرات جميرا، وفي عام 2020 قدمت ريع يوم كامل للعمل في المطعم للتبرع لجمعيات خيرية في لبنان بعد انفجار مرفأ بيروت.
طفولة سلام دقاق
تحكي الشيف سلام دقاق أنها عاشت طفولة رائعة، وقد كانت قريبة جدًا من والدتها بسبب عمل والدها الذي كان يعمل عسكريًا، وقد وصفت والدها بأنه كان شخصًا صارمًا وله هيبة كبيرة، وكانت لا تحب هذا الأمر فيه، ولكن والدتها كانت مصدر الحنان والطيبة في حياتها.
تصف سلام طفولتها بأنها طفولة بسيطة، وبحكم أنها أصغر طفلة في البيت، كانت قريبة جدًا من والدتها، وقد اقتربت من والدتها أكثر بعد زواج شقيقاتها كلهم.
وفاة والدتها
تأثرت سلام كثيرًا بوفاة والدتها، ولهذا السبب قررت أن تخلد ذكرى والدتها وأنشأت مطعماً باسمها وهو مطعم "بيت مريم"، وقد قالت إنها كانت تنادي والدتها "مريم" أو "مريمتي" أكثر من "ماما" وكانت والدتها تحب هذا الأمر.
لم تتمكن الشيف سلام دقاق من حضور وفاة والدتها، حيث توفيت والدتها حينما كانت في كندا للعمل، وقد قالت سلام إنها ندمت على سفرها، فقد كانت والدتها تشعر أنها ستموت وسلام بعيدة عنها وقالت لها ألا تسافر ولكن سلام أصّرت على السفر.
وقالت سلام إن كلام والدتها تحقق، حيث قالت لها إنها إذا ماتت ستظل 24 ساعة حتى تعود لرؤيتها، وهو ما حصل، فعندما علمت سلام بوفاة والدتها تأخرت طائرتها أكثر من مرة، وبالفعل عادت إلى المنزل خلال 24 ساعة كما تنبأت والدتها، وقد توفيت والدتها في عام 1996.
نشأتها وحياتها الشخصية
درست سلام علم الاجتماع في الجامعة، وبعدها تزوجت عن حب وأنجبت بنتين وصبي، ابنتها الكبرى اسمها نادين، والوسطى اسمها ندى، وابنها الأصغر اسمه محمد، وقد قالت إنها ندمت على تنشئة أولادها على أن يصبحوا بالغين وعاقلين سريعًا وتمنت لو قامت بتدلليهم أكثر.
رغم وفاة والدتها عام 1996 ظلت سلام تعيش على ذكرى والدتها التي تعلمت الكثير منها، فقد علمتها والدتها العطاء والحب بدون مقابل، وقد ذكرت أنها أحبت والدتها أكثر من والدها في مرحلة من المراحل، وخاصة بعد إنجاب ابنتها الأولى نادين.
مطعم بيت مريم
أنشأت شيف سلام دقاق مطعم بيت مريم عام 2017 في منطقة أبراج بحيرات جميرا، وقد قالت إنها قررت افتتاح هذا المطعم بعد أن اطمأنت على مستقبل أولادها، وقد أنشأت هذا المطعم بعد أن قدمت عدة برامج للطهي في السعودية.
وقد حققت سلام نجاحًا بفضل دعم وتشجيع زوجها وأبنائها الذين كانوا مصدر الطاقة للاستمرار في المطعم، وأضافت أنها قررت أن تبدأ المشروع بعد أن أنهى أبناؤها تعليم المدرسي والجامعي وتفرغهم لحياتهم المهنية، وكان رأس المال من زوجها.
قررت ابنتها ندى في الاستقالة من عملها لمساعدة والدتها في إدارة شؤون المطعم حتى تتفرغ والدتها في الطهي، وخطوة ابنتها تلك زادتها حماسًا وتشجيعًا. وأكدت سلام أن والدتها هي سر الحكاية، فقد كانت والدتها ماهرة في الطبخ وتحب استضافة الزوار وتطهو لهم كنوع من الترحيب والضيافة.
وبينت سلام أنها رغبت في تقديم شيء لذكرى والدتها الراحلة بعد أن استقرت في دبي، وفي دبي وجدت المكان المناسب لتأسيس مشروعها، فهناك الكثير من الشباب المغتربين وهو ما دفعها، بعاطفة الأم، أن تؤسس مشروعاً تقدم فيه مأكولات خاصة بفلسطين وبلدان عربية أخرى، وتستقبل جميع الجنسيات في مطعمها.
وعن خطط التوسع أشارت مريم أنه عرض عليها الكثير للمشاركة أو شراء الاسم لفروع أخرى، ولكنها كانت قلقة من هذه الخطوة، واعتبرت أن الصعود يجب أن يكون درجة تلو الأخرى وبشكل هادئ دون تعجل.
وقد بينت سلام أنها تعمل على التحضير لفرع جديد، وسيكون في منطقة قريبة من وسط دبي، كام أكدت أنها دربت كل الفريق المعاون.
سلام دقاق وجائزة أفضل طاهية في الشرق الأوسط
حصل شيف سلام دقاق على جائزة أفضل طاهية في منطقة الشرق الأوسط بالإضافة إلى جائزة بيب غورمان من دليل ميشلان العالمي، وذلك بعد أن تم اختيار مطعمها ضمن أفضل 50 مطعمًا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وقد تم اختيارها بفضل خبراتهم المهنية، وقد تزوجت اللجان التي اختارت سلام في المملكة العربية السعودية وشرق المتوسط وشمال أفريقيا الشرق وشمال أفريقيا الغرب، وفي كل منطقة هناك لجنة تحكيم خاصة.